(سليمان تور)
يحتفي المزاد بالإرث الفني الغني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بمشاركة أعمال مهمة لنخبة من الفنانين الحديثين من أمثال ضياء العزاوي، ومروان قصّاب باشي، وبول غيراغوسيان، وعبد الحليم رضوي، وباهمان موهاسيس. تعود لوحة ضياء العزاوي (مواليد 1939، بغداد) "مشهد أحمر رقم 1" إلى التسعينيات، والتي رسمها بعدما ساهمت رحلاته المتكررة إلى المغرب في تجديد اهتمامه بالفنون الزخرفية من العالم العربي، فعمد إلى استخدام الألوان الزاهية والكثيفة المستوحاة من المنسوجات البدوية.
ويتضمن المزاد أيضاً فنانين حديثين ومعاصرين بارزين من شمال إفريقيا مثل أحمد الشرقاوي، وعبدالله بن عنتر، وقادر عطية، وحسن حجاج. وتبرز في هذا القسم إحدى لوحات "الأمواج" الأخيرة للفنان المغربي محمد المليحي (1936، أصيلة – 2020، بولوني بيانكور) بعنوان "مشربية، أزرق على أسود"، والتي رسمها الفنان وعرضها في عامه الأخير قبل وفاته. عمل المليحي مدرّساً في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء ولعب دوراً جوهرياً في تأسيس حركة فنية رائدة في مرحلة ما بعد استقلال المغرب، وتشارك أعماله في معرض "مدرسة الدار البيضاء: منصات وأنماط الحركة الطليعية لمرحلة ما بعد الاستعمار 1962-1987" الذي تنظمه حالياً مؤسسة الشارقة للفنون بعد إقامته سابقاً في متحف "تيت سانت آيفز".
ويفرد المزاد مساحة خاصة أيضاً لمنطقة الخليج بمشاركة أعمال للفنانَين السعوديين البارزَين أحمد ماطر ومنال الضويان، إلى جانب مصورين مثل ريم الفيصل وشاويش. ويشمل المزاد لوحة "تفاصيل حديقتي رقم 3" (2021) للفنان الإماراتي المعاصر محمد أحمد إبراهيم (مواليد 1962، خورفكان)، إلى جانب أعمال على ورق للفنانَين حسن شريف ومحمد كاظم. ينتمي الفنانون الثلاثة إلى الرعيل الأول من طليعة الفنانين الإماراتيين المعاصرين الذين مهّدوا السبيل أمام المشهد الثقافي الإبداعي الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الحاضر. ويستوحي إبراهيم أعماله من علاقته المديدة بمدينة خورفكان، فضلاً عن ارتباطه العميق ببيئته المحلية، لا سيما خليج عمان من جهة، وجبال الحجر من جهة أخرى، مما أفضى إلى نشوء لغة بصرية فريدة في أعماله مستوحاة من الأشكال الوعرة والتشكيلات المتغيرة للمناظر من حوله.
(هلن الخال)
ويشهد المزاد حضوراً قوياً لفنانات بارزات من خلال عرض لوحات وأعمال على ورق لنخبة من الفنانات الحداثيات اللبنانيات من أمثال إيتيل عدنان، وجوليانا سيرافيم، وهلن الخال. تمثل لوحة هيلين الخال (1923، ألينتاون – 2009، عجلتون) مثالاً واضحاً على الأعمال التجريدية التي أنتجتها الفنانة في أوائل الثمانينيات. وتبرز من الفنانات الحديثات والمعاصرات التركية فخر النساء زيد (1901، بويوكادا – 1991، عمّان)، حيث يحتضن المزاد لوحتين على ورق رسمتهما الفنانة من الفترة بين 1950 و1959 تقريباً، فضلاً عن لوحات للفنانة الفلسطينية ليلى الشوا والفنانة الأمركية من أصول إيرانية تالا مدني. ويشارك أيضاً في المزاد منحوتة بعنوان "في الهوا سوا" للفنانة السعودية منال الضويان (مواليد 1973، الظهران) نفذّتها عام 2011 على شكل نسخة خزفية مكمّلة لعملها التركيبي المعروف "في الهوا سوا" الذي يضم 200 حمامة عُرضت في بينالي البندقية 2011. تجدر الإشارة إلى أن منال الضويان تمثّل السعودية في دورة هذا العام من بينالي البندقية، باعتبارها من أبرز الأصوات المعاصرة الرائدة في بلدها.
أبرز الأعمال – الجنوب العالمي
تشارك في هذه النسخة من المزاد أعمال فنية من خارج منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى، بما في ذلك أعمال لفنانين من كولومبيا وباكستان وترينيداد وجمهورية بنين وساحل العاج، تستعرض أفكاراً وتجارب مشتركة من خلال التصوير والتجريد والمادية. ومن هذه الأعمال لوحة "بدون عنوان" رسمها الفنان سلمان تور (مواليد 1983، لاهور) عام 2002 تقريباً؛ ولوحة "الحركة والإيقاع بين مكان وآخر رقم 6" رسمها الفنان أوسكار موريلو (مواليد 1986، فالي ديل كاوكا) عام 2013؛ ولوحة "بدون عنوان" رسمها الفنان أبوديا (مواليد 1983، أبيدجان) عام 2014.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها