عدّى النهار.. ورحل الأبنودي

ولد الأبنودي العام 1939 في قرية أبنود، بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديداً إلى شارع بني علي، حيث استمع إلى السيرة الهلالية التي تأثر بها.

ومنحت القاهرة الأبنودي شهرة عريضة وحرمته أن يواصل الإقامة فيها، إذ تعرض لأزمات صحية في السنوات الأخيرة ونصحه الأطباء بالابتعاد عن هواء العاصمة، الذي لم يعد ملائماً لرئتيه العليلتين، فأقام في منزله الريفي القريب من مدينة الإسماعيلية، شرقي القاهرة.

كتب الأبنودي أكثر من 700 أغنية لمطربين عرب، منهم وردة الجزائرية وماجدة الرومي وصباح، ومن المصريين عبدالحليم حافظ وشادية ونجاة ومحمد رشدي ومحمد منير (وهذا الأخير انهار لدى سماعه نبأ وفاة الشاعر). ومن هذه الأغاني "عدّى النهار" و"أحضان الحبايب" و"تحت الشجر يا وهيبة" و"عيون القلب" و"طبعاً أحباب" و"آه يا اسمراني اللون".

كما كتب الأبنودي حوار وأغاني فيلم "شيء من الخوف" لحسين كمال، وشارك في كتابة سيناريو وحوار فيلم "الطوق والإسورة"، الذي أخرجه خيري بشارة عن رواية يحيى الطاهر عبد الله.

وكُرّم الأبنودي في عدد من الدول العربية، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب من مصر 2000، وكان أول شاعر عامية يفوز بها. وكرّمه الرئيس الأسبق حسني مبارك ومنحه جائزة الدولة التقديرية العام 2001، وبسببه تعرض لانتقادات شديدة خصوصا في المدة الاخيرة وهو على فراش المرض. كما نال الأبنودي جائزة محمود درويش للإبداع العربي العام 2014. وشارك في "ثورة يناير" بقصيدة جديدة أطلق عليها اسم "الميدان". تتضامن كلمات القصيدة الطويلة، مع الشبان المتظاهرين في ميدان التحرير وغيره من ميادين المدن المصرية. تقول القصيدة في بدايتها: "أيادي مصرية سمرا ليها في التمييز/ ممدودة وسط الزئير بتكسر البراويز".

ومن أشهر دواوين الأبنودي "الأرض والعيال" و"الزحمة" و"عماليات"، "جوابات حراجى القط"، "الفصول"، "أحمد سماعين"، "انا والناس"، "بعد التحية والسلام"، "وجوه على الشط"، "صمت الجرس"، "المشروع والممنوع"، "المد والجزر"،"الأحزان العادية"، "السيرة الهلالية" دراسة مترجمة، "الموت على الأسفلت" (قصيدة طويلة)، و"سيرة بني هلال" في أجزاء.