الخميس 2014/08/21

آخر تحديث: 14:34 (بيروت)

إيران ودّعت سيمين بهبهاني.. "سيدة الغزل"

الخميس 2014/08/21
إيران ودّعت سيمين بهبهاني.. "سيدة الغزل"
شاعرة الصوت الاعتراضي
increase حجم الخط decrease
ودّعت إيران الشاعرة والناشطة سيمين بهبهاني، التي رحلت صباح الثلاثاء 19/8/2014 وهي واحدة من أربع شاعرات ظهرن بقوة في الساحة الشعرية الإيرانية وهن: بروين إعتصامي (1907- 1941)، فروغ فرّخ زاد (1934- 1967)، طاهرة صفار زادة (1936- 2008)، وسيمين بهبهاني (1927- 2014).

ولقبت سيمين بـ"سيدة الغزل" إذ أنها جددت في تكوين القصيدة الغزلية وكتبت قصائد حب وقصائد إجتماعية في أوزان مبتكرة، ونشرت العديد من المجموعات الشعرية وبعض الترجمات من الشعر العالمي. كما كتبت كلمات أغاني كثيرة لحنها كبار الملحنين الإيرانيين. وطارت شهرتها في الآفاق لدرجة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرأ بعضاً من شعرها العام 2011 بمناسبة عيد النوروز (رأس السنة الفارسية).

ومنذ الثورة الايرانية العام 1979 اندلع صوت سيمين الاعتراضي، وواصلت كتابة أشعار معارضة مع ظهور صور تقشعر لها الأبدان لأناس أعدمهم نظام الخميني، رغم عدم نشر تلك الصور إلا بعد سنوات. وجذبت قصيدة بعنوان "أنشودة بيت الدعارة"، وهي قصيدة تتناول العاهرات في طهران، الانتباه لمحنة مجموعة من النسوة واجهن صنوف التجاهل سابقاً.

تحكي قصائد سيمين، وتحاكي آمال الناس وآلامهم ومن قصائدها الشهيرة "سأبنيك ثانية أيها الوطن" و"بنطال الرجل ذي القدم الواحدة" وهي قصيدة عن معوقي الحرب. وتؤرخ من خلال شعرها للأحداث اليومية إضافة إلى دفاعها عن حقوق الانسان، ما جعلها تتعرض في 2010 للمنع من مغادرة طهران إلى باريس قصد المشاركة في مؤتمر عن حقوق المرأة اذ صودر جواز سفرها وكان عمرها 82 عاماً، وسمح لها في النهاية بالسفر لكنها لم تتمكن من حضور المؤتمر.

وكانت بهبهاني ضمت صوتها من خلال قصيدة "أوقفوا إلقاء بلادي في الريح" للمتظاهرين الذين اندفعوا إلى الشوارع بعد الانتخابات الرئاسية التي شهدت تلاعباً كبيراً لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في يونيو/حزيران 2009. يقول بعض منها:
"وطني، سأبنيك من جديد
بحجارة هي روحي
سأبني قواعدك من جديد
بقطع هي عظامي".

وفي إحدى المناسبات في أواخر التسعينات، كانت بهبهاني بصدد التحدث في ندوة للشعر في طهران، لكن قوات الأمن أبعدت مكبرات الصوت عنها وأطفأت الأنوار وأثارت ضجيجاً لإسكاتها. ‎‪        ورغم صعوبات العيش في إيران بسبب الحصار الدولي، كان وطن سيمين هو مصدر الالهام وآثرت عدم الهجرة. 

قرأنا بعض القصائد بالعربية لسيمين، والراجح أنه لم يصدر أي كتاب خاص بالعربية لها، هي الشاعر صاحبة الموقف الاعتراضي نضعها في خانة "أشياء جميلة تأتي من إيران".
increase حجم الخط decrease