الثلاثاء 2014/08/26

آخر تحديث: 14:27 (بيروت)

صناعة البدائل القتالية في غوطة دمشق

صناعة البدائل القتالية في غوطة دمشق
ينتج المعمل الصواريخ الموجهة والقذائف والمدافع وصواريخ أرض-أرض (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
وسط احتياطات أمنية دقيقة، دخلنا مغمضي الأعين، إلى مناطق العمليات والتصنيع، في طريقنا للقاء شخصيات بارزة من "ألوية وكتائب الحبيب المصطفى"، العاملة في غوطة دمشق الشرقية. 

يخضع المقاتلون الشباب في الألوية، لتدريبات قتالية شاقة، على الرغم من أن قسما منهم مازال يتابع دراسته الجامعية. وبينما كان المتدربون في الاستراحة يتجاذبون أطراف الحديث، حول آمالهم الشخصية والوطنية، كان "المرابطون" يتابعون رصد تحركات قوات النظام.

وفي زيارة خاصة لمعمل تصنيع العبوات المتفجرة، برفقة عناصر من الألوية، قال قائد كتيبة الهندسة "أبو المنذر": "يسعى معمل صناعة الألغام والصواريخ والقذائف المدفعية في ألوية وكتائب الحبيب المصطفى، لتأمين الاكتفاء الذاتي والطاقة البديلة في ظل الحصار المفروض على الغوطة الشرقية منذ عام ونيف". مؤكداً أن تأسيس المعمل انطلق مع تشكيل الألوية، حيث بدأ العمل فيه بطرق بدائية وإمكانات ضعيفة، ولكن "مع تكرار التجارب والصبر أخذ العمل بالتحسن". وتطورت صناعة القذائف ومدافع الهاون إلى أن أصبحت تضاهي الذخائر روسية الصنع، التي يغتنمها المقاتلون من قوات النظام. وأضاف "أبو المنذر" أن غالبية المشتغلين في المعمل، هم من المتطوعين الذين لا يتقاضون أجراً مقابل عملهم.

بدوره، شرح مسؤول صهر المعادن وسكب القذائف "أبو خالد"، عملية التصنيع: "يتم صهر المعادن بمراجل تصل درجة حرارتها إلى 2500 درجة مئوية، وتستغرق عملية الصهر قرابة الثلاث ساعات ونصف، لتسكب بعدها في قوالب خاصة ومن ثم تبرد. وتنقل بعدها إلى مرحلة الخراطة".

وتحدث أحد العاملين في ورشة الخراطة "أبو العباس"، عن عملية الخراطة، مقسّماً إياها إلى مراحل، منها: فتح السن، وخراطة الصاعق، والمروحة الدافعة للقذيفة، وتنظيف الزيادات بعد السكب، ثم ترطيب المروحة. لنصل للمرحلة النهائية حيث تصبح القذيفة جاهزة للتعبئة بالمواد المتفجرة، وتكون جاهزة للإطلاق. وأضاف أن المعمل متكامل، ويحقق الاكتفاء الذاتي لكافة الفصائل والألوية. كما ينتج المعمل الصواريخ الموجهة والقذائف والمدافع وصواريخ أرض-أرض، والألغام المتفجرة البشرية، وصواريخ مضادة للدروع والآليات بأنواع وعيارات مختلفة. ومن هذه الصواريخ القعقاع وسجيل وأبابيل المصطفى. كما توعد أبو العباس النظام بتصنيع المزيد من الصواريخ البعيدة المدى عالية التدمير، والتي ستزلزل دمشق وتهدم أركان النظام. ويشار إلى أنه في ظل الحصار على الغوطة الشرقية، وخاصة في ما يتعلق بالطاقة الكهربائية، أحدث القائمون على المعمل، مصنعاً للوقود المستخرج من النفايات والبلاستيك. 

بدوره، تحدث الناطق الإعلامي للألوية عن خمس عمليات نوعية، خلال حرب الأنفاق الأولى ضد مجمع تاميكو ومواقع عسكرية للنظام، في جوبر والمليحة. مضيفاً أن طول الأنفاق في هذه العمليات تراوح بين 350 و400 متر، وكان حفر النفق الواحد يستغرق حوالي أربعة أشهر.

أحد المقاتلين في الألوية شرح لـ"المدن" بعض الوقائع التي رافقت العملية التي نفذها بالتعاون مع "فصائل عسكرية مقاتلة أخرى". ويقول إنه أُبلِغ بأن النفق جاهز لتنفيذ العملية، وإن دوره كان الاقتحام بعد تفجير الموقع. المقاتل الذي عاد سالماً بينما استشهد رفيقه، قال إنه كان خائفاً من الكاميرا، أكثر من "خوفه من سلاح العدو". لكنه حين أبرز السلاح الذي غنمه من جنود النظام، يقول "هذا سلاح كان يقتل به أطفال سوريا، ونحن سنقتل به جنودهم".
increase حجم الخط decrease
مقالات أخرى للكاتب