السبت 2015/07/04

آخر تحديث: 14:08 (بيروت)

معارك حلب: انطلاقة جديدة للمعارضة خلال أيام

السبت 2015/07/04
increase حجم الخط decrease
أعلنت غرفة عمليات "فتح حلب" عن تحريرها لثكنة البحوث العلمية، المحاذية لحي حلب الجديدة غربي المدينة. وجاء ذلك بعد معارك  عنيفة استمرت منذ صباح الخميس حتى ظهر الجمعة، وتمكنت المعارضة على إثرها من قتل عشرين عنصراً من  قوات النظام التي انسحبت أعداد كبيرة منها باتجاه حي حلب الجديدة.

وتحدثت المعارضة عن تدمير أربع آليات ثقيلة لقوات النظام، بالإضافة لاغتنامها عدداً من الأسلحة، وكميات من الذخائر كانت في مستودعات البحوث العلمية التي حولتها قوات النظام إبان اندلاع الانتفاضة إلى ثكنة عسكرية.

والبحوث العلمية هي اختصار لـ"مركز الدراسات والبحوث العلمية العسكرية"، ويتمركز فيه أكثر من 1000 عنصر ينتمون إلى "الفرقة الرابعة" ومليشيا "لواء القدس الفلسطيني"، مُجهزين بسلاح ثقيل وراجمات صواريخ، لطالما أطلقت قذائفها من مقر البحوث باتجاه مناطق المعارضة في الريف الشمالي الغربي القريب.


وتتألف ثكنة البحوث العلمية من 5 أبنية، مقامة على مساحة تتجاوز عشرة هكتارات تقريباً، وكانت تُعد مقراً لتطوير وانتاج القطع العسكرية، بالإضافة إلى إجراء البحوث والتعديلات على مختلف أنواع الأسلحة والآلات العسكرية الروسية، وكانت تضم حينها ضباطاً وفنيين روس.

تكمن أهمية تحرير هذه الثكنة، بأنها تُعد خط دفاع أول عن حي حلب الجديدة والأحياء الغربية لحلب الواقعة تحت سيطرة النظام. وبتحريرها يصبح طريق المعارضة مفتوحاً باتجاه مناطق النظام.

وتولت ثلاثة فصائل من غرفة عمليات "فتح حلب" عملية الاقتحام باتجاه ثكنة البحوث، أما الفصائل الباقية المنتمية بدورها إلى "فتح حلب"، قامت بإشغال الجبهات الأخرى في: كرم الطراب وكرم الجبل ومطار النيرب والمدينة القديمة. الفصائل المُقتحمة التي سيطرت على الثكنة هي "حركة نور الدين زنكي" و"لواء الحرية" و"لواء صقور الجبل".

وفي السياق، تزامنت عمليات "فتح حلب" العسكرية مع إطلاق غرفة عمليات جديدة، تم الإعلان عنها، الجمعة، تحت مسمى "غرفة عمليات أنصار الشريعة" وتضمُّ كلاً من "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"كتائب أبو عمارة" و"كتائب فجر الخلافة" و"كتائب التوحيد والجهاد" و"سرايا الميعاد" و"جبهة أنصار الدين" و"حركة مجاهدي الإسلام" و"الفوج الأول" و"كتيبة الصحابة" و"أنصار الخلافة" و"جند الله" و"لواء السلطان مراد".

قائد غرفة عمليات "فتح حلب" الرائد ياسر عبدالرحيم، أكد لـ"المدن" أن "فتح حلب" مستمرة في تنفيذ خططها العسكرية، وهي مستعدة للتعاون مع جميع الفصائل التي تقاتل النظام، في إشارة إلى "أنصار الشريعة". وأضاف عبدالرحيم أن المعارك الأخيرة كانت بتنسيق عالٍ بين الغرفتين. وأشار عبدالرحيم إلى أن ثلاثة فصائل منضمة لغرفة عمليات "فتح حلب" هي متواجدة أيضاً في غرفة "أنصار الشريعة" وهي "حركة أحرار الشام الإسلامية" و"لواء السلطان مراد" و"كتائب أبو عمارة". واعتبر عبدالرحيم أن هذا يُعتبر نقطة إيجابية في صالح سير العمليات العسكرية بشكلها الصحيح.

يذكر بأن الفصائل المكونة لغرفة العمليات الجديدة "أنصار الشريعة"، ما عدا الفصائل الثلاثة؛ الأحرار وأبو عمارة والسلطان مراد، كانت قد امتنعت في وقت سابق عن الانضمام إلى غرفة عمليات "فتح حلب" التي ضمت معظم الفصائل الحلبية. وتُعتبر غرفة الأنصار ذات طابع إسلامي جهادي، بحيث تضم كلاً من جبهتي النصرة وأنصار الدين، بالإضافة إلى كتائب شبيهة بهما.

وباشرت الغرفة الجديدة عملياتها العسكرية مباشرةً، بعد إعلان تشكيلها، وكانت أولى معاركها في جمعية الزهراء ومحيط المخابرات الجوية، باشتراك فصائل أخرى من "غرفة الفتح" كـ"الجبهة الشامية" و"كتائب ثوار الشام". وتمكنت المعارضة من التقدم والسيطرة على كتلة مباني مهنا التي تطل على كتيبة المدفعية المحصنة، التي تحمي حي جمعية الزهراء والمجمع الأمني والعسكري التابع للنظام وللمليشيات الأجنبية.

عضو المكتب الإعلامي في "كتائب ثوار الشام" عمر حاج عمر، أكد لـ"المدن" بأن غرفتي "فتح حلب" و"أنصار الشريعة" اشتركتا في معارك حلب الغربية، والتي انتهت بالسيطرة على البحوث العلمية وأجزاء من حي جمعية الزهراء. واعتبر حاج عمر المرحلة الجديدة من العملية العسكرية لـ"فتح حلب" ناجحة ومهمة في ذات الوقت، باعتبار البحوث العلمية موقعاً استراتيجياً، باتت المعارضة تشرف منه بشكل مباشر على حي حلب الجديدة، الذي يبعد عنها 750 متراً فقط، والذي يعتبر بوابة فتح حلب.

وأضاف حاج عمر، بأن المعارك على محور جمعية الزهراء، كانت ممتازة في الساعات الأولى من انطلاقها، وتمكنت المعارضة خلالها من التقدم والسيطرة على مواقع متعددة. ولكن السبب في إيقاف الزحف باتجاه كتيبة المدفعية، يعود للفشل في التنسيق بين فصائل المعارضة، التي كان من المفروض أنها تعمل على محاور مختلفة، لاشغال قوات النظام والمليشيات المساندة لها. توقف الإشغال تسبب بإتاحة الفرصة لقوات النظام، بأن تحشد كل قواها في مواجهة المعارضة، وتمنع تقدمها باتجاه مؤسسة إكثار البذار وكتيبة المدفعية.

الناطق الإعلامي باسم "لواء صقور الجبل" مصطفى حلبي، قال لـ"المدن"، بإن المعارك التي خاضتها المعارضة على جبهة البحوث العلمية وجمعية الزهراء، كانت الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية ضد النظام في حلب مطلع الشهر الحالي. ولجأ النظام إلى تكثيف قصفه بالأسلحة الثقيلة وصواريخ أرض-أرض من نوع فيل، حيث أطلق منها أكثر من خمسين صاروخاً خلال 48 ساعة فقط، لتعويض الخسائر التي مُني بها في وقت قياسي.

وأضاف الحلبي بأن الأيام القليلة القادمة سوف تشهد انطلاق مرحلة جديدة بالعمليات العسكرية، على جبهات متعددة، لكسر الدفاعات الأولى لقوات النظام التي ستؤدي حتماً إلى تحقيق انجازات سريعة في المدينة.

من جانبه، صعّد النظام من قصفه جواً لمناطق سيطرة المعارضة ريفاً ومدينة، حيث سُجلت خلال اليومين الماضيين أكثر من 60 طلعة جوية نفذها الطيرانين الحربي والمروحي، الذي لم يغب عن السماء بالتزامن مع المعارك المشتعلة على أكثر من جبهة. وطال القصف كلاً من المنصورة والراشدين ومحيط جمعية الزهراء والليرمون وكفر حمرة والأشرفية وأعزاز وجب القبة وباب النصر ومدينة حريتان شمالي حلب. أودى القصف بحياة عشرين شخصاً على الأقل وجرح خمسين آخرين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها