السبت 2015/11/28

آخر تحديث: 16:57 (بيروت)

موسكو-أنقرة: خفض مستوى التوتر في التصريحات

السبت 2015/11/28
موسكو-أنقرة: خفض مستوى التوتر في التصريحات
مواطنون روس يتظاهرون أمام السفارة التركية في موسكو (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، عن آماله في أن لا يؤدي التوتر الحاصل بين موسكو وأنقرة إلى نتائج "محزنة في المستقبل". موضحاً أن تركيا ترغب في أن يتعامل الطرفان بشكل أكثر إيجابية في ما يخص حادث إسقاط المقاتلة الروسية.

وقال أردوغان: "نقول لروسيا تعالوا لنحل المسألة في ما بيننا، ولا نمنحها بعداً يلحق الضرر بجميع علاقتنا". وأضاف "أعتقد أن قمة المناخ، التي ستعقد في باريس الاثنين المقبل قد تكون فرصة لإصلاح علاقاتنا، وقد يكون ممكناً أن نعقد لقاءات هناك".


من جهته، ذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن 90 في المئة من الضربات الروسية استهدفت المعارضة السورية المعتدلة، وليس تنظيم "الدولة الإسلامية"، الأمر الذي يوضح دعم روسيا الصريح للنظام السوري.


واعتبر كالين أن حادث إسقاط المقاتلة الروسية من قبل الطائرات التركية، الثلاثاء الماضي، يعود لانتهاكها الأجواء التركية، وهو الأمر الذي يعتبر واحداً من تداعيات الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم الرئاسة "إسقاط طائرة سوخوي، لم يكن عملاً عدائياً تجاه موسكو، خاصة وأن الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي التركي مرات عديدة في الماضي". وأضاف "العلاقات التركية الروسية، قوية وذات عمق وبعد سياسي واقتصادي، وقادرة على التغلب على بعض الاضطرابات الآنية الناجمة عن إسقاط المقاتلة الروسية".


وأشار كالين إلى أن الرئيس التركي ونظيره الروسي سبق أن تناولا مسألة الخروقات الجوية من قبل المقاتلات الروسية، خلال لقائهما الذي حصل عل هامش قمة "مجموعة العشرين" في أنطاليا، واتفقا على تجنب حوادث مثيلة محتملة على طول الحدود التركية السورية.


وعلى الرغم من التصريحات التركية بوجوب خفض مستوى التوتر بين أنقرة وموسكو، تشير الإجراءات المتخذة بين الطرفين إلى أنهما لا يسعيان إلى التهدئة في الوقت القريب، إذ أصدرت الخارجية التركية، السبت، توصية لمواطنيها بعدم السفر إلى روسيا، إلا للضرورة القصوى، إلى حين تسوية الأزمة مع موسكو.


وقالت الخارجية في بيان: "نظراً للوضع القائم بين روسيا وتركيا، لاحظنا أن رعايانا المتواجدين في روسيا أو المسافرين إليها بدأوا منذ 24 من الشهر الحالي يتعرضون لبعض المشكلات، لذا نرى أنه من المفيد أن يؤجل مواطنوننا رحلاتهم إلى روسيا ما لم تكن هناك دواع ملحة". وكانت موسكو قد اتخذت خطوات مماثلة، دعت فيها مواطنيها إلى مغادرة تركيا لارتفاع مستوى "التهديد الإرهابي"، كما أعلن لافروف أن روسيا ستفرض تأشيرة على المواطنين الأتراك الراغبين بزيارة بلاده ابتداءً من العام المقبل.


إلى ذلك، أظهر تحليل بيانات أجرته وكالة "رويترز" أن موسكو كانت قد كثفت من ضرباتها الجوية على مناطق التركمان في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، على الرغم من الاعتراضات والإدانات التركية، الأمر الذي قد يكون سبباً في أن زاد التوتر الحاصل بين البلدين في الآونة الأخيرة، والذي تفاقم على خلفية إسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية بتاريخ 24 من نوفمبر/تشرين الأول.


ويشير التحليل إلى أن بيانات وزارة الدفاع الروسية تظهر أن الغارات الروسية، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، قامت باستهداف 17 موقعاً محدداً بالاسم في مدن بينها سلمى، وغمام، وكسلادشوق غرب "جبل العلويين" في سوريا، وهي مناطق تحوي غالبية من السكان التركمان.


كما يشير تقرير الوكالة إلى أن بلدة سلمى ذات الغالبية التركمانية تعرضت إلى أكثر الغارات شدة وكثافة، وقصفت 8 مرات على الأقل باستهدفت الطائرات الروسية 15 هدفاً مختلفاً، في نطاق 13 كيلومتراً مربعاً ضمن البلدة. ونتيجة للقصف الروسي اضطرت آلاف العائلات التركمانية إلى النزوح.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها