الثلاثاء 2014/09/02

آخر تحديث: 14:45 (بيروت)

العراق: الاميركيون والايرانيون يقاتلون معاً

الثلاثاء 2014/09/02
العراق: الاميركيون والايرانيون يقاتلون معاً
عصائب أهل الحق إحدى المليشيات المرتبطة مباشرة بإيران، وتتلقى تمويلاً إيرانياً، وتعترف بالخامنئي مرشداً روحياً لها (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس، رسمياً الإثنين، بأنه وافق على توجيه ضربات جوية مستهدفة، واسقاط معونات انسانية في مطلع الأسبوع على بلدة آمرلي ذات الأغلبية التركمانية الشيعية، التي كان يحاصر فيها مقاتلو الدولة الإسلامية السكان المدنيين. وقال أوباما في مذكرة إلى زعماء الكونغرس، إنه يخطر الكونغرس بقراره بموجب قرار سلطات الحرب، الذي يجيز للرئيس التفويض باصدار أوامر للقيام بعمل عسكري مؤقت. وقال أوباما إن الضربات الجوية "المستهدفة"، ضرورية لتوصيل مساعدات انسانية هناك، وإن العمليات ستكون "محدودة في مجالها ومدتها"، وفقاً لما يتطلبه الوضع على أرض الواقع. وكان أوباما قد تعرض لحملة انتقادات من قبل أعضاء جمهوريين بالكونغرس، بعد تصريحات أدلى بها الخميس، وقال فيها "ليس لدينا استراتيجية بعد" لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، قائلين بأن ذلك ينم عن تردد. لكن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي قالت: "هذه العملية متسقة مع المهام العسكرية التي وضعت حتى الآن في العراق، المتمثلة في حماية الموظفين الأميركيين، والمنشآت الأميركية، وللتعامل مع الوضع الإنساني على الأرض".

وكان مقاتلو البشمركة الأكراد وميليشيات شيعية، قد قاموا باستعراض في أنحاء بلدة أمرلي الإثنين، بعد كسر حصار تنظيم الدولة الذي دام شهرين على البلدة الشمالية. وكشفت العمليات الأخيرة في سليمان بك وأمرلي عن تعاون بين مقاتلي الأكراد والجيش العراقي وميليشيات شيعية، وعن دور إيران في تقديم مساعدة مباشرة؛ حيث أمكن رصد مستشار إيراني للشرطة العراقية على الطريق قرب أمرلي، وتحدث ضابط كردي عن تقديم إيرانيين المشورة لمقاتلين عراقيين. وامتلأت البلدة بمقاتلي البشمركة الأكراد ومقاتلي أكبر الميليشيات الشيعية؛ منظمة بدر، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، وأتباع مقتدى الصدر. وتعتبر عصائب أهل الحق إحدى المليشيات المرتبطة مباشرة بإيران، فهي تتلقى تمويلاً إيرانياً، وتعترف بالزعيم الإيراني الأعلى على خامنئي مرشداً روحياً لها. وأقر أحد قادة البشمركة في سليمان بك، بالدور الذي لعبه الإيرانيون في الهجوم على مواقع الدولة الإسلامية، وقال "كان للإيرانيين دور في هذا. قدموا السلاح وساعدوا في التخطيط العسكري". وأضاف " دربوا القوات الشيعية. ويوجد إيرانيون هنا في قاعدة أخرى. ثلاثة أو أربعة منهم. إنهم يقومون بإرشاد البشمركة في إطلاق نيران المدفعية الثقيلة. وهم لا يتحدثون الكردية ولكن معهم مترجم".

وذكرت الأنباء، أن قصف الطائرات الأميركية لمواقع تنظيم داعش، قد انتقل إلى بلدة تلكيف ذات الأغلبية المسيحية شمال غرب العراق، فيما تتأهب قوات البيشمركة الكردية لدخول البلدة. وازدادت حدة المعارك على محور قضاء تلكيف، الذي سيطر عليه داعش مؤخراً، ويبعد عن الموصل 15 كيلومتراً، بعد استعادة سد الموصل وبلدات وقرى أخرى.

من جهة أخرى، اقتحم الثلاثاء العشرات من أهالي جنود مفقودين، بعد مجزرة قاعدة "سبايكر" العسكرية في تكريت منذ حزيران/يونيو، مبنى البرلمان العراقي وعبثوا بمحتوياته، فيما حوصر نواب داخل القاعة. وكان من المقرر أن يتحدث أقارب الجنود المخطوفين أمام البرلمان للسؤال عن مصير أبنائهم، لكن احتجاجاتهم اخذت طابع العنف، وبعد ذلك اقتحموا المبنى. وطالب "المتظاهرون بمعرفة مصير أبنائهم المختطفين من قبل عصابات داعش الإرهابية ومحاسبة القادة المقصرين بهذه المأساة".

وفي السياق، وافقت الأمم المتحدة الإثنين، على إرسال فريق من المحققين إلى العراق، للتحري بشأن جرائم يرتكبها مقاتلو الدولة الإسلامية "على نطاق يفوق التصور"، وذلك بهدف محاكمة الجناة. ويهدف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى إرسال 11 محققاً، وأن تبلغ ميزانية مهمتهم إجمالاً 1.18 مليون دولار، ليقدموا تقريراً إلى المجلس بحلول آذار/مارس 2015. في استجابة لقرار طرحته فرنسا والعراق، في الجلسة الطارئة للمجلس. وقالت نائبة المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه يوجد "دليل قوي"، على أن مقاتلي التنظيم نفذوا عمليات قتل، تستهدف أشخاصاً بعينهم، وأجبروا آخرين على تغيير الديانة، وقاموا بعمليات خطف وتعذيب وانتهاكات جنسية بالعراق. وأضافت قولها "التقارير التي تلقيناها تكشف عن فظائع على نطاق يفوق التصور". وحث السفير الأميركي في المجلس، رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي، على تشكيل حكومة تضم مختلف الأعراق، وتحقق في كل المزاعم الموجهة إلى القوات الحكومية "والجماعات الإرهابية".
increase حجم الخط decrease