الثلاثاء 2015/08/11

آخر تحديث: 16:19 (بيروت)

لقاء الجبير-لافروف: السعودية لا ترى حلاً بمشاركة الأسد

الثلاثاء 2015/08/11
لقاء الجبير-لافروف: السعودية لا ترى حلاً بمشاركة الأسد
وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير (ريا نوفوستي)
increase حجم الخط decrease

لم يحمل اللقاء بين وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو الثلاثاء، انزياحاً سعودياً عن الموقف تجاه بشار الأسد. فرغم كل التوقعات والأحاديث عن أن المملكة ستتجه إلى تغيير في التعاطي مع مصير الأسد في أي عملية تسوية، بدلالة زيارة رئيس الأمن القومي اللواء علي مملوك إلى جدة الشهر الماضي، أنهى الجبير كل تلك التناقضات، معلناً عن خلاف جوهري بين الرياض وموسكو على مصير الأسد، وكان قد سبقه في ذلك لافروف الذي أدلى بتصريحات، وصفها البعض بالغريبة، قبل يوم واحد من وصول الجبير إلى موسكو، وتضمّنت لوماً للمجتمع الدولي، وخصوم الأسد من الدول العربية، لعدم تعاونهم معه في محاربتهم لتنظيم "الدولة اللإسلامية".

نتائج اللقاء كانت عادية، خصوصاً لناحية المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول إنشاء تحالف إقليمي لمحاربة "داعش"، وفي هذا الشأن قلل لافروف من حجم قبول المملكة لهذا الطرح، بقوله إنه تم تحقيق "نتائج أولية". وأضاف "سنواصل بحث المبادرة"، فيما أشار الجبير إلى عدم حماسة السعودية لهذا الطرح لأسباب من أهمها أنه "لم تطرح فكرة تشكيل تحالف لمحاربة داعش بمشاركة الأسد".


وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع الجبير: "لدينا موقف متطابق من ضرورة توحيد الجهود في مكافحة الخطر الذي يهدد الجميع والمتمثل في تنظيم داعش، وجماعات إرهابية أخرى. إنه خطر واقعي على روسيا وعلى المملكة العربية السعودية على حد سواء". واعتبر أن ذلك أفضى إلى تنسيق روسي- سعودي لعملية تسوية في سوريا.


مصير الأسد كان الخلاف الذي لم يتمكّن الطرفان من إخفائه، وبدا أن الوزيرين مضطران للرد على بعضهما خلال المؤتمر الصحافي، إذ قال لافروف "لدينا اختلافات حول مصير الرئيس بشار الأسد. ويكمن موقفنا في ضرورة تقرير جميع مسائل المرحلة الانتقالية من قبل السوريين أنفسهم على أساس الحوار". أما موقف السعودية فعبّر الجبير عنه بالقول "نؤمن أن بشار الأسد انتهى (..) نعتقد أن بشار الأسد جزء من المشكلة في سوريا وليس جزءاً من الحل. سياسات الأسد وراء ازدهار تنظيم داعش في سوريا. موقف السعودية تجاه سوريا، وبالتحديد تجاه الأسد، لم يتغير".


لافروف اعتبر أن النقاط المشتركة والتوافق بين موسكو والرياض كبير، وقال أن هناك "تطابقاً في معظم مواقف السعودية وروسيا رغم بعض الاختلافات بشأن سوريا". وأضاف "مبادئ جنيف 1 تنص على الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومنها الجيش. من الضروري مشاركة الجيش السوري في جهود محاربة الإرهاب"، فيما اعتبر الجبير أن السعودية أيضاً تدعم الحل السياسي على أساس "جنيف 1"، بما يتضمنه من بنود لا خلاف بشأنها مثل "الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومنها الجيش" لضرورة مشاركته "في الحرب على الإرهاب"، لكن "يجب الحفاظ على الجيش السوري واستخدامه في حرب داعش بعد ذهاب الأسد" كما تنص وثيقة "جنيف 1".


وسبق لقاء لافروف والجبير إعلان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن إعداد موسكو لاجتماع موسع يضم القوى السياسية السورية من أجل بحث التسوية السياسية. وقال بوغدانوف، الثلاثاء، إن روسيا تحضر لإرسال قائمة بأسماء المشاركين المحتملين في الاجتماع لإرسالها إلى الولايات المتحدة والسعودية.


بوغدانوف أشار إلى أن اللقاء سيكون استكمالاً للقاءات سابقة استضافتها روسيا، وقال إن "روسيا مستعدة لاستضافة موسكو 3"، وإجراء المزيد من الاتصالات في موسكو أو دمشق، أو أي مكان آخر إذا كانت هناك ضرورة لذلك.


من جهة ثانية، من المقرر أن يصل وفد من الائتلاف السوري برئاسة خالد خوجة، في زيارة رسمية إلى موسكو خلال الأيام القليلة المقبلة. في هذا السياق، قال بوغدانوف إن خوجة سيلتقي لافروف، و"إنهم (الائتلاف) طلبوا عقد مثل هذا اللقاء، ونحن دعوناهم، وسيحدد موعد هذا اللقاء ربما اليوم أو غدا".  وأضاف "أجريت للتو محادثات هاتفية مع بدر جاموس.. نحن دعوناهم وننتظر سلسلة من الوفود المختلفة في هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، وبالتالي سنستقبل العديد من الضيوف من السوريين وكذلك أولئك المعنيين بالأزمة السورية".

يشار إلى أن الجبير قد أطلق تغريدات على حسابه الرسمي في "تويتر"، اعتبرها محللون أنها رد على تصريحات أدلى بها لافروف خلال مقابلة مع التلفزيون الحكومي الروسي، قال فيها "يرفض شركاؤنا الأميركيون وبعض دول المنطقة بإصرار الاعتراف بالأسد بوصفه شريكاً، وهو أمر غريب إلى حد ما (..) كان الأسد شريكاً شرعياً كاملاً في تدمير الأسلحة الكيميائية، لكنه ليس كذلك إلى حد ما في محاربة الإرهاب" معتبراً أن "لا أدلة على تعاون الأسد مع التنظيم".


وقال الجبير في تغريداته "خلال مباحثاتي في روما وبرلين أكدت على موقف المملكة الثابت من حل الأزمة السورية سياسيا؛ والقائم على مبادئ جنيف١ بتشكيل هيئة حكم انتقالية. الحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والإقليمية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية لتمكينها من إدارة شؤون البلاد. رحيل بشار الأسد وعدم شموله في أي ترتيبات مستقبلية؛ باعتباره السبب الرئيس في تدمير سوريا وانتشار التنظيمات الإرهابية على أراضيها داعش. سحب إيران لكافة قواتها من الأراضي السورية؛ بما فيها قوات حزب الله الموالية لها؛ فلا يمكن لإيران أن تكون جزءا من الحل وهي جزء من المشكلة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها