أردوغان:اهتمامهم بالنفط اكثر من مقتل مئات الآلاف في سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، خلال كلمة له أمام "قمة المرأة والعدالة الدولية"، في إسطنبول، إن البعض "حوّل صيد الفقمات إلى قضية عالمية، فيما لم يبد أي ردة فعل إزاء مقتل آلاف الأطفال والنساء في فلسطين وسوريا وغزة". وأضاف: "قُتل أكثر من 300 ألف إنسان في سوريا وما زال العالم صامتاً". وأشار أردوغان إلى أنه بحث مع أصحاب هذا الرأي قضية مقتل الآلاف بسوريا وغزة ولكنهم "لم يظهروا أي اهتمام ولو كان قليلاً، فكل اهتمامهم هو النفط".

من جهته، أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن العملية الجوية "وحدها غير كافية لإزالة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي". وأضاف أوغلو أن النظام السوري يسعى في الأونة الأخيرة إلى تطويق مدينة حلب، لمنع وصول المساعدات الدولية للمعارضة هناك، وقطع روابطهم مع تركيا. وأوضح أن الضغوط التي يمارسها داعش على السكان في المنطقة واستمرار النظام السوري باستهداف شعبه بالغارات الجوية ينذر بأزمة إنسانية أكبر وهجرة إجبارية، لذلك تطالب تركيا بتشكيل مناطق آمنة ومنطقة حظر طيران في المناطق القريبة من حدودها مع سوريا.

وبيّن جاويش أن الحرب الأهلية التي غذّاها النظام السوري أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص، وسببت نزوح 7 ملايين شخص داخل البلاد، ولجوء حوالي 3,5 مليون شخص آخرين إلى دول الجوار. وأشار إلى أن الدول الغربية أمام امتحان مهم لجهة المواقف التي سيتخذونها أمام هذه المأساة الإنسانية الكبيرة. ولفت إلى أن المصاريف التي تكفلت بها تركيا لصالح اللاجئين السوريين بلغت 4,5 مليار دولار، مشيرا أن المساهمة الدولية في هذا الإطار لا تتعدى 265 مليون دولار، الأمر الذي يبقى محدوداً للغاية.

وأكد جاويش مواصلة الجهود الحثيثة في إطار التعاون الاقتصادي بين تركيا وروسيا، والذي يحمل أهمية خاصة في العلاقات الثنائية. وأشار إلى أن روسيا هي الشريك التجاري الثاني لتركيا، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما حوالي 32 مليار دولار مع نهاية عام 2013. 

في السياق نفسه، أعلن المركز الإعلامي لرئاسة الجمهورية التركية، في بيان أصدره، الإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيزور تركيا في الأول من كانون الأول/ديسمبر. حيث سيشارك بوتين في الإجتماع الخامس لمجلس التعاون التركي-الروسي، رفيع المستوى، لتناول العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن تناول التطورات الأخيرة في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

من جهة أخرى، قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية إن قوات تركية وأميركية ستقوم بتدريب 2000 من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين في قاعدة بمدينة كيرشهر بوسط تركيا. ودربت القوات التركية بالفعل نحو 230 من مقاتلي البشمركة الكردية في شمال العراق، وستقدم مساعدة مماثلة لوحدة جديدة من الجيش الوطني في بغداد، لدعم جهود الحكومة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت تركيا وافقت بشكل مبدئي على تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية، في إطار الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي سياق متصل، قال رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية في اسطنبول، سينان أولجن: "تتقارب بشدة وجهات نظر أنقرة واشنطن. تظل المشكلة بخصوص سوريا حيث أنهما تريدان نفس الشيء من الناحية الإستراتيجية وهو نظام جديد بدون الأسد، لكنهما ما زالتا تختلفان من ناحية الأساليب العملية"، حيث تتركز تلك الخلافات "حول مدى إلحاح الحاجة إلى إزاحة الأسد".