السبت 2015/10/03

آخر تحديث: 13:05 (بيروت)

100 قتيل في حلب.. مجزرة جديدة يرتكبها النظام

السبت 2015/10/03
100 قتيل في حلب.. مجزرة جديدة يرتكبها النظام
آثار القصف على مدينة الباب (حلب اليوم)
increase حجم الخط decrease

تعرض ريف حلب الشرقي الذي يسيطر عليه تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى قصف جوي عنيف، الجمعة، حيث شهدت سماء مدن وبلدات دير حافر، والباب، وتل سبعين، والجديدة، وتادف، تحليقاً مكثفاً للطيران، الذي ألقى عشرات البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية.
وتسبب القصف المركز، الذي استمر لساعات، بمقتل أكثر من 100 شخص من المدنيين، وجرح 200 آخرين على الأقل، كما لحق بالمواقع المستهدفة دمار هائل لم يسبق أن تعرضت له هذه المناطق من قبل.

المناطق التي استهدفت تعتبر من أكثر المراكز السكانية اكتظاظاً بالسكان، ويتخذ منها تنظيم الدولة معاقل له لشن هجماته ضد مواقع قوات النظام في ريف حلب الشرقي، ومعامل الدفاع، ومطار كويرس القريب منها، وتشكل بالنسبة للمطار طوقاً محكماً.

عضو وكالة "شهبا برس" الإخبارية الناشط عبداللطيف نورس، أكد لـ"المدن" أن المواقع التي استهدفت للتنظيم في مدينة الباب تعتبر من أكثرها تحصيناً، وهي نادي الباب الرياضي، وشعبة الحزب. أما المواقع الأخرى فكانت مدنية وخدمية، حيث استهدف القصف، الذي نفذته مروحيات النظام بغطاء من المقاتلات الروسية، محيط جامع أبو بكر الصديق، وسوق الهال، وأتوستراد المحلق، وجبل عقيل، ومدخل المدينة جانب صالة الدنيا، ما أدى إلى سقوط 60 قتيلاً في الباب وحدها.


أما عن خسائر التنظيم، فأشار نورس إلى أنها بلغت 50 عنصراً على الأقل، وهي حصيلة منفصلة عن المدنيين الذي قتلوا في الغارات. ولفت الناشط إلى أن التنظيم عقب الاستهداف طوق مواقعه، ومنع الحركة حتى ساعات متأخرة من مساء الجمعة.

من جهة ثانية، قصفت قوات النظام المتمركزة في مدينة السفيرة ومعامل الدفاع، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، قرى وبلدات تل حاصل، وتل سبعين، والمحطة الحرارية، والجديدة، وعدداً من المزارع في محيط مطار كويرس العسكري. وخلّف القصف عدداً من القتلى، كما شهدت هذه البلدات حركة نزوح كثيف نحو مناطق تخضع إلى سيطرة تنظيم الدولة قرب منبج والرقة.

إلى ذلك، اعتبر العقيد في الجيش الحر ماهر الفاضل أن التدخل الروسي قد بدأ في شرق حلب ضد معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية". وأكد لـ"المدن" أن الحملة الجوية تستهدف الحواضن الشعبية الأبرز للتنظيم ودفعها للنزوح نحو الداخل، وتوقع استمرار القصف الجوي من قبل النظام بمساندة من الطيران الروسي على المدن والبلدات القريبة من معامل الدفاع، ومطار كويرس، في محاولة لتأمين تلك المناطق وفك الحصار عن المطار كمرحلة أولى.


ورأى العقيد الفاضل أن النظام سيعمل جاهداً على توريط الروس أكثر، ففاتورة القتلى اليوم عالية جداً ستدفعهم إلى تكرار القصف، وفي عمق مناطق التنظيم، ليتستّروا على جرائمهم شرق حلب ضد المدنيين، كما أن الغارات الجوية ضد التنظيم ستخفف من الاحتجاج الدولي على استهدافهم معاقل المعارضة خلال الأيام الماضية، في إدلب وحماة وريف حمص الشمالي.


من جانب آخر، لا تزال الأزمة بين المعارضة ووحدات حماية الشعب الكردية قائمة في حي الشيخ مقصود، الخاضع لسيطرة الوحدات، حيث يشرف مقاتلوها بشكل مباشر على طريق المعارضة الوحيد الذي يصل مناطق سيطرتها في المدينة بريفها الشمالي والغربي، والذي قطع لأكثر من مرة مؤخراً على خلفية استهدافه المتكرر بالأسلحة الثقيلة من قبل الوحدات الكردية.


وعلى الرغم من الاتفاق المعلن مؤخراً بين غرفة عمليات "فتح حلب" ووحدات الحماية الكردية، إلا أن الأخيرة لم تلتزم ببنوده ومن بينها عدم إقامة معبر بين مناطق سيطرتها في الشيخ مقصود ومناطق تسيطر عليها قوات النظام.


المتحدث باسم "الجبهة الشامية" العقيد محمد الأحمد، أكد لـ"المدن " أن لدى الوحدات الكردية أجندات خاصة تعمل من أجل تحقيقها في ظل الضعف الذي تعيشه معظم فصائل المعارضة في حلب، وانعدام التنسيق والتفاهم بينها. وأشار إلى ضرورة وضع حد لهذه التجاوزات التي تأتي في مرحلة تعتبر من أكثر المراحل خطورة على المعارضة السورية ككل، وعلى حلب بشكل خاص، تحديداً بعد أن استنفذت الوحدات الكردية كل الوسائل السلمية التي تقدمت بها المعارضة والنوايا الحسنة التي بادرتها بها خلال الفترات الماضية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها