الأحد 2015/03/01

آخر تحديث: 16:34 (بيروت)

آثار الموصل المهدمة نُحتت بـ"وادي عكاب"..والأصلية بيعت عبر الرقة

آثار الموصل المهدمة نُحتت بـ"وادي عكاب"..والأصلية بيعت عبر الرقة
تمثال الثور المجنّح هو القطعة الوحيدة الأصلية التي دمّرها عناصر داعش
increase حجم الخط decrease

يؤكد عمر مع خمسة من أصدقائه الجالسين معه في منزله الواقع في حي سكني، على بعد أمتار من المنارة الحدباء، أحد معالم مدينة الموصل، أن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يهدموا التماثيل الأصلية الموجودة في متحف نينوى بالموصل، وإنما قاموا بصناعة نسخ مزيفة بعدما باعوا تماثيل المتحف الأصلية.

وذكر عمر في اتصال هاتفي أجرته "المدن" معه، أن "أهالي الموصل شاهدوا عناصر التنظيم في وضح النهار، وهم يصنعون تماثيل مزيفة في حي وادي عكاب" وهو أحد الأحياء الصناعية في المدينة. وأضاف أن تنظيم "الدولة يمتلك كادراً مختصاً في مجال النحت، وهذا الكادر هو من قام بنحت التماثيل في الحي الصناعي بالمدينة".


وبث عناصر التنظيم مقطعاً مصوراً يظهر اعتداءً جديداً طال أحد أهم الأماكن الأثريّة في الموصل، مخلّفاً وراءه دماراً في تماثيل وآثار كانت موجودة في متحف بالمدينة يعود تاريخها إلى آلاف السنين. وهذا ليس الاعتداء الأول الذي يتعرض له الإرث العراقي، إذ شهدت الآثار العراقية أوسع عملية نهب في سنة 2003 عقب الحرب الأميركية على العراق. لكن ما لا شكّ فيه أن تحطيم آثار متحف الموصل اليوم يغذّي مرة جديدة الطائفية والنزاع في البلاد.


ويتساءل عمر "أين كان تنظيم الدولة طيلة الفترة الماضية؟ ولماذا لم يكسر التماثيل في هجومه على الأماكن الأثرية الأخرى بالمدينة في شهر آب العام الماضي؟".


وقال عمر جملة أخيرة قبل أن ينقطع الاتصال معه بسبب رداءة الشبكة، إن "أغلب أهالي الموصل على علم بأن عناصر التنظيم نقلوا الآثار من الموصل إلى الرقة ومن هناك تم تهريبها الى أماكن اخرى".


في المقابل، تتفق عضو مجلس محافظة نينوى، جليلة العبيدي، مع ما ذكره عمر وأصدقاؤه بأن "داعش" لم يكسر التماثيل الأصلية. وأضافت أن "عناصر التنظيم هربوا التماثيل الأصلية وباعوها قبل أكثر سبعة أشهر".    


وقالت العبيدي لـ"المدن"، إن "سهولة كسر التماثيل دليل على أنها مزيفة"، موضحة أن "تمثال الثور المجنح، هو الوحيد من القطع الأصلية، التي تم تكسيرها؛ بسبب صعوبة نقله من الموصل وبيعه".


وأضافت "المتابعون لجرائم داعش في الموصل وقيامهم بهدم المعالم الأثرية بالمدينة يعلمون أن عناصر التنظيم لم يهدموا موقعاً إلا بعد سلب كل محتوياته، معتبرة أن هدم التماثيل التي تمثل حضارة العراق، هي عملية بربرية وهمجية.


ويخشى سكان الموصل من الاشتباك مع عناصر التنظيم التي تسيطر على مدينتهم. وتقول العبيدي إن "عملية تحرير الموصل قد تطول. ولا نرى أي دعم من حكومة العبادي" لتخليص الموصل من بطش داعش.


وأضافت "هناك أكثر من خمسة آلاف متطوع من أهالي الموصل والشرطة السابقة يتلقون تدريباتهم بإشراف قوات التحالف وقائد الشرطة السابق وبعض الضباط السابقين"، مؤكدة أن "المتدربين من دون رواتب ولا سلاح".


وترى العبيدي أن استعادة الموصل لن تتم إلا عن "طريق أبنائها". وتقول إن "أهالي المدينة يرفضون دخول أي قوات من محافظات أخرى إلى الموصل. والحشد الشعبي يجب أن يكون من أهالي نينوى".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها