السبت 2015/03/07

آخر تحديث: 12:54 (بيروت)

الموصل تفقد معابر تجارة الغذاء وأهلها "بين نارين"

الموصل تفقد معابر تجارة الغذاء وأهلها "بين نارين"
ومنع عناصر الدولة الإسلامية، أهالي الموصل من مغادرتها، حيث يبدوا بأنهم يريدون استخدام المدنيين كـ"دروع بشرية" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

مع انقطاع الموصل عن العالم الخارجي، نتيجة تهديم أبراج الاتصالات بالمدينة في 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2014، عانى الموصليون كثيراً، وأصبحوا يستيقظون على أزمة جديدة كل يوم. فالظروف الطارئة التي تشهدها المدينة تُهدد ساكنيها؛ من محاصرة وقطع التمويل وعدم السماح بدخول المواد الغذائية عبر الطرق الرسمية والقوانين المتطرفة التي حكمت المدينة بعد 10 حزيران/يونيو 2014، فضلاً عن الضربات الجوية التي تستهدف "المتطرفين".

وبالإضافة إلى قلة المياه نتيجة توقف محطات التصفية داخل المدينة، يُسارع المواطنون إلى شراء المواد الغذائية الضرورية وتخزينها، تحسباً لظروف طارئة قد تحصل عندما تدخل القوات العسكرية، وتتحول الحرب داخل مدينتهم إلى حرب شوارع.

الإقبال المتزايد على البضائع، مع قلة دخولها إلى المدينة، جعل الأسعار تتضاعف. فضلاً عن سوء الأوضاع الأمنية يوماً بعد يوم، وحصول ركود اقتصادي، نتيجة عدم وجود سيولة مالية.

مصدر محلي من الموصل، قال لـ"المدن"، إن "بعض الأهالي عرضوا ما يملكونه من حلي ذهبية ومقتنيات للبيع، لجمع المال، بغرض شراء الطعام". واستدرك المصدر: "ما الفائدة من عرض المقتنيات للبيع في زمن غاب به المشتري؟"، قائلاً: "الجميع في نفس المركب فكل الموجودين في الموصل يعانون من نفس المشاكل". وأضاف أن "الموصليين لا يفكرون سوى بقوت يومهم بعد أن كانوا يدخرون لمواسم كامل، وأن الاسعار بدأت تتضاعف على المواد الضرورية". وتابع قائلاً: "أغلب العاملين وأصحاب المعامل والتجار توقفوا عن العمل، وبدأوا ينفقون من الأموال التي يدخرونها"، متسائلاً: "لماذا ترتفع الأسعار رغم قلة الشراء؟". وختم بالقول إن "أهالي الموصل ليس لهم خيار، وسلموا أمرهم إلى الله بعد أن رأوا أحوال النازحين ومعاناتهم".

أحد الصحافيين من الموصل، قال لـ"المدن" إن: "مصير المدينة بات مجهولاً، وأصبح الموصلي بين مطرقة العناصر المسلحة وسندان الحديث عن اقتراب القوات المسلحة ونيتها قتال العناصر الإرهابية في شوارع المدينة". وأشار إلى أن سبب ارتفاع الأسعار في الموصل يعود إلى قطع الطريق الرابط بين الموصل والحدود السورية، المار عبر معسكر "الكسك" الذي تمت السيطرة عليه من قبل قوات البيشمركة والفرقة الذهبية العراقية في شهر كانون الثاني/يناير 2015. وطريق "الكسك" يعتبر ممراً استراتيجياً لحركة المواد الغذائية والشاحنات بين الموصل ومدينة حلب السورية، وكان تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمه لنقل المواد والأسلحة.

وتحدث الصحافي عن الإحباط الذي أصاب أهالي الموصل نتيجة "تأخر عملية تحرير مدينتهم، وزيادة التشديد من قبل عناصر التنظيم الذين يسيطرون عليها"، قائلاً إن "الوضع الحالي غير إنساني، وان بعض الأشخاص بدأوا يفضلون الانتحار على البقاء كأسرى يحتجزهم التنظيم".

ومنع عناصر الدولة الإسلامية، أهالي الموصل من مغادرتها، حيث يبدو بأنهم يريدون استخدام المدنيين كـ"دروع بشرية".

ويسيطر عناصر تنظيم الدولة على مدينة الموصل وعدد من المناطق العراقية منذ 11 من حزيران/يونيو 2014، فيما تخوض القوات الأمنية العراقية ومليشيات الحشد الشعبي وأبناء العشائر معارك شرسة، لطرد المجموعات المسلحة من مناطق محافظات صلاح الدين والأنبار وديالى.

ويأتي ذلك في وقت يؤكد فيه رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي، أن أهالي الموصل يعيشون أوضاعاً صعبة، داعياً إلى الاسراع بعملية "تحرير المحافظة من سيطرة التنظيم المشدد". وقال الكيكي لـ"المدن" إن "ما حصل في الموصل انعطافة كبيرة وخطيرة بتاريخ المدينة"، مبيناً أن "أهالي الموصل يعيشون في هذه الأيام في أسوء حالاتهم النفسية والمعنوية وهم يشاهدون داعش ينهب مقتنيات مدينتهم أمام أعينهم". ودعا الكيكي الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي إلى "الإسراع بعملية تحرير محافظة نينوى من سيطرة تنظيم داعش، لأن بقاء التنظيم فترة أطول في الموصل يعني دمار المدينة بأكملها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها