الثلاثاء 2015/11/24

آخر تحديث: 14:35 (بيروت)

ريف حلب الجنوبي: المعارضة تهاجم وميليشيات النظام تنهار

الثلاثاء 2015/11/24
ريف حلب الجنوبي: المعارضة تهاجم وميليشيات النظام تنهار
لأول مرة تتمكن المعارضة من إشغال جميع جبهاتها مع النظام (خالد الخطيب)
increase حجم الخط decrease
شنت المعارضة المسلحة هجوماً معاكساً، الإثنين، على مواقع قوات النظام وحشد الميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية والإيرانية، التي تتمركز في ريف حلب الجنوبي، بالقرب من بلدات الحاضر والعيس. الهجوم هدف إلى استعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها المعارضة، منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر. وتمكنت المعارضة من السيطرة على تلال باجر وممو وبرنة والبكارة والبنجيرة والتلة الوسطى، وقرى وبلدات برنة والعزيزية وكفر حداد وخربة الزواري  وخربة الحج عبد الله وخربة الزاوية، وعدد من المزارع في محيط بلدة بانص في ريف حلب الجنوبيّ، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام وحشد الميليشيات الطائفية، والتي استمرت حتى صباح الثلاثاء. كما تقدمت المعارضة، وسيطرت على بلدة المكحلة غربي العزيزية، صباح الثلاثاء.


وأوضح عضو المكتب الإعلامي في "جيش المجاهدين" عبدالفتاح الحسين، لـ"المدن"، أن المعارضة من "جيش الفتح" و"جيش النصر" و"فتح حلب"، شاركت في المعارك التي شملت جميع خطوط التماس في ريف حلب الجنوبي، على طول 50 كيلومتراً تقريباً. وتمكنت المعارضة من تدمير عشر آليات، بصواريخ مضادة للدروع، ومنها مدرعات وراجمات صواريخ. وقتلت المعارضة أكثر من 100 مقاتل من الميليشيات العراقية واللبنانية والإيرانية والأفغانية، وآخرين تابعين لميليشيا "لواء القدس الفلسطيني".

القائد العسكري لـ"الجبهة الشامية" المقدم أبو رياض حمادين، قال لـ"المدن"، إن المعارضة تمكنت من إرباك قوات النظام والميليشيات في ريف حلب الجنوبي، بعدما شنت معاركها في التوقيت ذاته، على جبهات ومحاور متعددة، ومهدت لذلك بقصف مركز بالأسلحة الثقيلة التي دكت الخطوط الدفاعية الأولى للقوات المعادية، في القرى والبلدات المحيطة ببلدتي العيس والحاضر الاستراتيجيتين.

وأشار المقدم حمادين، إلى أن ضربات المعارضة المركزة التي طالت النظام وحشد الميليشيات، أدت إلى تفككها وانهيارها، تنظيمياً، وهو الأمر الذي سهل على القوات المقتحمة مهمة السيطرة على المواقع الرخوة التي تركتها الميليشيات المنسحبة إلى الحاضر والعيس. كما أن الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام والميليشيات في ريف حلب الجنوبي، خلال الساعات الأولى من العملية العسكرية المعاكسة، كان لها الأثر البالغ على معنويات المعارضة التي واصلت تقدمها على كل المحاور لتسيطر على قرى وتلال مهمة تشرف بشكل مباشر على بلدات الحاضر والعيس اللتين تعتبران الهدف الأبرز في هذه المرحلة.

ويأتي هجوم المعارضة جنوبي حلب، بعدما حشدت طاقاتها العسكرية على مدى الأيام العشرة الماضية، والتي شهدت هدوءاً نسبياً، تلى التقدم الكبير لقوات النظام وحشد الميليشيات الطائفية، نحو القرى والبلدات المحاذية للطريق الدولي حلب دمشق.

وتشمل المليشيات الطائفية المقاتلة في ريف حلب الجنوبي، كلاً من "لواء فاطميون" و"حركة النجباء" و"أنصار الله" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" العراقية، و"حزب الله" اللبناني، وكتائب أخرى تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني.

لأول مرة تتمكن المعارضة من إشغال جميع جبهاتها مع النظام، في مختلف الأطراف الجنوبية والشمالية والغربية، وفي قلب مدينة حلب، وتكون هي المبادرة. وشهدت جبهات باشكوي وحندرات شمالي حلب، معارك عنيفة استهلتها المعارضة بقصف مكثف بالأسلحة الثقيلة استهدفت معاقل قوات النظام، وقتلت أكثر من 10 عناصر ودمرت آليتين. بينما باغتت هجمات المعارضة، في الجبهات الغربية في الراشدين و"فاميلي هاوس" قوات النظام، التي خسرت راجمة صواريخ ومدفعاً رشاشاً وعدداً من العناصر، على خلفية الاشتباكات التي استمرت طيلة ساعات الإثنين. كذلك شهدت جبهات بستان الباشا وحلب القديمة وكرم الطراب و"اللواء 80" اشتباكات مماثلة، لم تسفر عن خسائر فعلية لقوات النظام، لكنها حققت هدفها في تشتيت جهود قوات النظام، ما جعلها تجهل أي الجبهات التي تريد أن تتقدم فيها المعارضة، وتكون محور العمليات الأبرز.

بالتزامن مع عمليات حلب في الأطراف الشمالية والغربية وقلب المدينة، كانت قوات المعارضة تزحف بشكل منظم نحو الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام والميليشيات الطائفية، جنوبي حلب، من تلة البنجيرة في الشمال الشرقي من بلدة الحاضر وحتى الوضيحي وخانطومان في الشمال الغربي، مروراً بتل البكارة وتل ممو وكفر حداد والعزيزية وتل باجر وبانص وبرنة والعيس وشغيدلة والسابقية.

القائد العسكري في" جيش المجاهدين" الملازم أحمد علاء، أكد لـ"المدن"، أن المعارضة ماضية في عملياتها العسكرية في ريف حلب الجنوبي، ولن تتوقف حتى تستعيد كامل المناطق التي خسرتها لحساب الميليشيات الطائفية. وتوقع الملازم أن تحمل الساعات القادمة الكثير من التطورات الميدانية لصالح المعارضة. وأشار الملازم أحمد إلى أن قوات النظام والميليشيات تحاول جاهدة الحفاظ على مواقعها في بلدتي العيس والحاضر، بمساندة جوية مكثفة من قبل المقاتلات الحربية الروسية، ومروحيات النظام التي لم تفارق سماء المنطقة على مدار الساعات الماضية. بالإضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي عنيف تستهدف من خلاله مقدمة قوات المعارضة، التي بدت أكثر إصراراً هذه المرة على تحمل الكثافة النارية والتقدم أكثر، والحفاظ على مكاسبها الأرضية.

في السياق، قصفت المقاتلات الحربية الروسية والمروحية التابعة للنظام أكثر من 150 هدفاً خلال يوم واحد، في تل مصيبين وباشكوي ودوير الزيتون والملاح ورتيان شمالي حلب، وفي زيتان وايكاردا وتل باجر والعزيزية وخلصه وكفرحداد، وعلى جانبي طريق حلب دمشق الدولي بريف حلب الجنوبي، ما تسبب في مقتل 10 مدنيين على الأقل، بالإضافة لخسائر بشرية ومادية تعرضت لها المعارضة في الخطوط الأمامية، التي نالت النصيب الأكبر من القصف الجوي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها