الثلاثاء 2014/09/16

آخر تحديث: 15:09 (بيروت)

واشنطن تنذر دمشق بضربة "انتقامية"

الثلاثاء 2014/09/16
واشنطن تنذر دمشق بضربة "انتقامية"
نحتاج أسلحة مضادة للطائرات، إذا لم نحصل عليها، لا يمكن أن نكسب مهما يكن ما تفعله واشنطن (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
قال مسؤولون أميركيون بارزون، إن الدفاعات الجوية للجيش السوري ستواجه ضربة انتقامية، إذا حاولت دمشق الرد على ضربات جوية أميركية، من المتوقع أن تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال المسؤولون إنه ينبغي للأسد ألا يتدخل، لأن الولايات المتحدة لديها معرفة جيدة بمواقع الدفاعات الجوية السورية، ومنشآت القيادة والسيطرة. وكانت الولايات المتحدة قد أكدت أنها لن تنسق مع حكومة الأسد بأي طريقة، في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء، في البيت الأبيض مع الجنرال المتقاعد جون آلن، المكلف بتنسيق أنشطة تحالف من المتوقع أن يضم بعض الحلفاء الغربيين وعدداً من الدول العربية. وقال مسؤول أميركي بارز إن بعض الدول العربية وافقت على الانضمام إلى الولايات المتحدة، في تنفيذ ضربات جوية لكنه امتنع عن الكشف عن اسمائها. وتريد واشنطن تدريب وتجهيز المعارضة المسلحة السورية التي تعتبرها معتدلة، للسيطرة على الأراضي التي ستتيحها الضربات الجوية الأميركية.

وفي السياق، يبدأ مجلس النواب الأميركي الثلاثاء، مناقشة مشروع قرار يعطي الرئيس أوباما، الموافقة على تسليح وتدريب المعارضين السوريين، الذين يواجهون متشددي الدولة الإسلامية والحكومة السورية. وكشف أعضاء جمهوريون النقاب عن هذا الإجراء الذي صيغ من خلال معطيات قدمها البيت الأبيض، ومن شأنه تسريع إعطاء تفويض يحتاج إليه أوباما، لتجهيز وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين. ولكن هذا الإجراء لا يتضمن تمويل هذه العملية. ويضع هذا الإجراء شروطاً تتضمن منع استخدام القوات البرية الأميركية، ويستلزم أن تقدم الإدارة الأميركية تقارير منتظمة بآخر المستجدات بشأن الخطة، وتصنيفها للمعارضين الذين يتلقون تدريباً ومعدات. وقال النائب الجمهوري هال روجرز، الذي يرأس لجنة الاعتمادات "أعتقد أن اللغة الجديدة مناسبة. فهي تضع رقابة على الإدارة وتمنع إرسال أفراد مقاتلين على الأرض، وتستلزم رقابة لصيقة من جانب الكونغرس على طول الخط". وقال معاونون جمهوريون في مجلس النواب، إن التعديل سيتم الاقتراع عليه بصورة منفصلة الأربعاء على الأرجح، قبل التصويت على النص النهائي لمشروع القرار الخاص بالإنفاق. ولا يتضمن التعديل 500 مليون دولار طلبها البيت الأبيض لتغطية تكاليف السلاح والتدريب.

في المقابل، تخشى المعارضة السورية، أن تكون المهمة الأميركية مستحيلة، بفعل القيود على نوع الأسلحة التي سيحصل عليها الجيش الحر، والتدريب الذي سيتلقاه. وقال القائد في الجيش السوري الحر عمار الواوي "الحقيقة أننا لا نحتاج إلى مزيد من التدريب. ولدينا الجنود بعدد كاف. ما نحتاج إليه هو أسلحة نوعية". ويضيف الواوي "نحتاج أسلحة مضادة للطائرات. نحتاج أسلحة مضادة للدبابات. إذا لم نحصل عليها، لا يمكن أن نكسب مهما يكن ما تفعله الولايات المتحدة". لكن الإدارة الأميركية اعترضت على تقديم أسلحة قوية طلبها مقاتلو المعارضة؛ مثل صواريخ أرض - جو، بسبب المخاوف من استيلاء أطراف أخرى عليها، أو استخدامها ضد أميركا وحلفائها. ويقول مسؤولون اطلعوا على الاقتراح الأميركي الأصلي لدعم وتدريب المعارضة، إن الهدف لم يكن تمكين المقاتلين من الانتصار في حربهم على جبهتين مع قوات الرئيس الأسد من جهة ومتشددي الدولة الإسلامية من جهة أخرى، وإنما احتفاظهم بالأرض التي استولوا عليها من قبل. ويقول الواوي "من واقع ما نعرفه كان الأمر كله يتعلق باستمرار الحرب بإعطائنا ما يكفي فقط لاستمرار القتال لكن ليس ما يكفي لنكسب". ويؤكد الواوي "عندما نقاتل داعش يشن النظام السوري غارات جوية علينا. ويلقون علينا البراميل المتفجرة". مضيفاً "أكبر عدو لنا الآن هو القوات الجوية التي تقتل المدنيين وتلقي البراميل المتفجرة. نحن نحتاج إلى وقف هذا. نحن نحتاج إلى سلاح استراتيجي يمكنه إنقاذنا منها".

من جهة أخرى، قال خبراء الأمم المتحدة، الذين يحققون في جرائم الحرب في سوريا الثلاثاء، إن القوى العالمية التي تستعد لعمل عسكري ضد مقاتلي الدولة الإسلامية، يجب أن تحترم قواعد الحرب التي تتطلب منهم حماية المدنيين، وأن تكون ضرباتهم متناسبة. وقال رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة باولو بينيرو، في بيان إلى مجلس حقوق الإنسان "بينما يبدو بشكل متزايد ترجيح القيام بعمل عسكري على مواقع الدولة الإسلامية في العراق والشام، نذكر جميع الأطراف بأن عليهم الالتزام بقوانين الحرب ولاسيما مبادئ التمييز والتناسب. لابد من بذل جهود جدية للحفاظ على أرواح المدنيين".
increase حجم الخط decrease