السبت 2015/07/04

آخر تحديث: 18:01 (بيروت)

إسرائيل تفكر بطرق أخرى لإخضاع غزة

السبت 2015/07/04
إسرائيل تفكر بطرق أخرى لإخضاع غزة
ركزت السياسية الإسرائيلية والعسكرية خلال 9 سنوات الماضية جهودها لإضعاف حركة "حماس" من خلال عزل حكومتها في غزة كلها
increase حجم الخط decrease

دخل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عامه التاسع قبل أيام. ومع استمراره وعدم تحقيق أهدافه، ظهرت أصوات إسرائيلية مرتفعة هذه المرة، للمطالبة بتغيير التعامل مع القطاع وحركة "حماس"، بعدما ظهر جلياً أنّ الحصار لم يحقق أياً من أهدافه التي تمثلت بسحق المقاومة وحرمانها من الحاضنة الشعبية.

وفي دراسة أصدرها مركز أبحاث "الأمن القومي الإسرائيلي"، فإنّ أحد الدروس الأساسية التي استفاد الاحتلال منها في السنوات الملتهبة مع غزة، هو أنّ محاولات الخنق والحصار والاعتداءات، من أجل التنصل من قطاع غزة ومن "حماس" لأجل الانطلاق بعملية سلمية، لم تقرّب الإسرائيليين والفلسطينيين من اتفاق السلام.


وركزت السياسية الإسرائيلية والعسكرية خلال 9 سنوات الماضية جهودها لإضعاف حركة "حماس" من خلال عزل حكومتها في غزة كلها، وكذلك الحروب الثلاثة التي خاضتها ضد الحركة وغزة، وهو ما فشل في تحقيق أي نصر حقيقي وحاسم على غزة، وفق اعترافات إسرائيل المتكررة.


وعادت غزة، وفق الدراسة ذاتها، لتعتبر أكثر من ذي قبل، أنه يُمكن، أو يجب، أن ينطلق ويتجدد الحوار السياسي الجغرافي بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرةً إلى أنّ تطبيق خيار غزة أولاً ووضعه عائقاً أمام تقدم العملية السلمية سيكون أكثر تعقيداً، لاسيما على ضوء حقيقة انفصال الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ إلى ثلاثة صراعات في العقدين الأخيرين. وتقول الدراسة، إنّ القيود الاقتصادية والعزل السياسي لم يُخضعا "حماس"، وبالقدر نفسه لم يساعد إسرائيل من التنصل من التزاماتها كدولة احتلال تجاه القطاع، علماً أنّ الاحتلال حاول مراراً إظهار غزة وكأنها خارج نطاق سيطرته ليكون بمقدوره التغلب على التزاماته القانونية تجاه القطاع وسكانه.


وتشير الدراسة إلى أنّ نزع سلاح "حماس" وربط الأمر بإعادة إعمار غزة، ضرب من الخيال، وهدف ليس واقعياً في الوقت الحالي، إلى جانب أنّه ليس سهلاً أنّ يتم منع الحركة وذراعها العسكرية من وقف التسلح والحد من قدرتها على التطوير والتهريب في هذا المجال، لكن الحلّ هو مبادرة سياسية مع "حماس".


وتأتي الدراسة في الوقت الذي يقول فيه دبلوماسيون غربيون إنهم نقلوا رسائل لها علاقة بالواقع السياسي والأمني في القطاع بين "حماس" وإسرائيل، لكن تل أبيب تبدو حذرة من التعاطي مع رسائل كهذه من "حماس"، بينما الحركة تواصل تجهيزاتها في غزة لأي حرب قادمة، رغم عدم رغبتها في خوض معارك جديدة في المنظور القريب.


في هذا السياق، قال المحلل السياسي، والخبير في الشؤون الأمنية إسلام نبهان لـ" المدن"، إنّ أصواتاً كثيرة في إسرائيل خرجت منذ سنوات تطالب بتغيير طريقة التعامل مع غزة وحركة "حماس"، لأنه من الواضح أنّ سياسة الحصار والاغلاق المطبق لم تنجح في ثني الحركة عن أهدافها، كذلك لم تنجح الحروب الثلاثة وعشرات عمليات الاغتيال في ضرب نية "حماس" واقتلاعها.


وأوضح نبهان، أنّ السياسيين والأمنيين في إسرائيل، دائماً ما يكونوا حذرين من التعاطي مع دراسات تطلب تغيير طريقة وآلية التعامل مع "حماس" وغزة، وأنّ مرد هذه الخشية، هو أنهم فازوا في الانتخابات أو التعيين في المراتب المتقدمة في الجيش، على تهديدات القضاء على "الإرهاب"، وبالطبع عنوانه وفق ما يقولون هي "حماس". ولفت إلى أن تغيّراً طفيفاً ربما يتمد ليصبح تغيّراً أكبر وأوضح في العلاقة بين "حماس" وإسرائيل، فالحركة باتت على قناعة بضرورة إجراء مفاوضات غير مباشرة، وحتى مباشرة في مراحل متقدمة إنّ اكتمل الأمر، وتل أبيب كذلك باتت مقتنعة أنه من دون "حماس" لا يوجد اتفاق مع الفلسطينيين.


وأكدّ نبهان أنّ "حماس" تخشى من أي مفاوضات مع إسرائيل، لأنّ ذلك يعني أنها أصبحت نسخة مكررة عن حركة "فتح" التي تتهمها بالتنازل عبر المفاوضات مع إسرائيل، وهي ستخسر كثيراً من جمهورها وقاعدتها الشعبية إن خاضت مفاوضات لم تحقق نتائج مع إسرائيل، وهذا أمر متوقع جداً في ضوء تهرب الإسرائيليين من إعطاء أي فسحة أمل للفلسطينيين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها