السبت 2016/01/09

آخر تحديث: 16:25 (بيروت)

مئة يوم على "الهبة الفلسطينية":رصد أوروبي للانتهاكات الاسرائيلية

السبت 2016/01/09
مئة يوم على "الهبة الفلسطينية":رصد أوروبي للانتهاكات الاسرائيلية
مسن فلسطيني يتعرض للضرب من قبل جنود إسرائيليين (AP)
increase حجم الخط decrease

مر مئة يوم على الهبة الجماهيرية الفلسطينية، أو ما يُطلق عليها البعض "انتفاضة القدس"، وتواصل معها العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، وزادت القبضة الأمنية للاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومعها انطلقت حملة تهديدات جديدة لغزة.

وشملت الهبة في أيامها المئة ممارسات تخالف القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك القتل التعسفي واقتحام المستشفيات المدنية الفلسطينية والتمييز في التعامل مع الجرحى، وفق تقرير شامل أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي دعا السلطات الإسرائيلية إلى "وقف العنف الجنوني الذي يمارسه جنودها بحق أي فلسطيني لمجرد الاشتباه".


وتشير إحصائية المرصد، الذي يتخذ من جينيف مقراً له، والتي غطّت الفترة من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2015، إلى 8 يناير/كانون الثاني 2016، أن عدد الذين قتلوا من الفلسطينيين بلغ 150 شخصاً، بينهم 27 طفلاً، و7 نساء، تقوم إسرائيل باحتجاز جثة 24 شخصاً منهم حتى اليوم، فيما بلغ عدد الذين قتلوا من الإسرائيليين 27 شخصاً، بينهم امرأة واحدة.


وعلى صعيد المصابين، بلغ عددهم من الفلسطينيين 15759 مصاباً، منهم 15667 إصابة طفيفة إلى متوسطة، و92 إصابة خطيرة. ووثق الأورومتوسطي إصابة 58 صحفياً، و103 مسعفاً، فيما بلغ عدد المصابين من الإسرائيليين 385 مصاباً، منهم 352 إصابة طفيفة إلى متوسطة، و 33 إصابة خطيرة.


وأشارت الإحصائية إلى أن قرابة ثلثي الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال المئة يوم منذ بدء الأحداث، بواقع 95 حالة من مجموع 150، قتلوا نتيجة العنف الذي مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال استخدام القوة المفرطة وغير المبررة في التعامل مع احتجاجات الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، وعلى حدود قطاع غزة. ولفت المرصد إلى انتهاج إسرائيل القتل لمجرد الاشتباه واستخدام الأعيرة النارية تجاه مدنيين فلسطينيين يُدَّعى أنهم قاموا بمهاجمة إسرائيليين، لكنهم فعلياً لم يشكلوا خطراً حقيقياً يستدعي قتلهم.


ووأضح المرصد أن فريقه تمكن من جمع لقطات مصورة وشهادات توثق بصورة قاطعة للقتل التعسفي الذي يمارسه الجنود الإسرائيليون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبين أنه نشر تسجيلاً في منتصف أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي يوثق لـ8 حالات كنماذج للقتل التعسفي الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية.


وسجل المرصد 314 انتهاكاً قامت بها القوات الإسرائيلية بحق الطواقم الطبية الفلسطينية والمستشفيات المدنية، شملت 171 اعتداء على طواقم أو مركبات طبية ما إدى إلى إصابة 103 مسعفين، و16 حالة منع أطباء من تقديم العلاج اللازم للجرحى بصورة عاجلة، إضافة إلى 9 حالات على الأقل جرى فيها اقتحام الجنود الإسرائيليين لمستشفيات مدنية فلسطينية في الضفة الغربية بحثاً عن أشخاص تقول إنهم أصيبوا في المواجهات معها، أو بحثاً عن ملفات طبية في الحواسيب التي تتبع لهذه المستشفيات.


واعتبر تقرير المرصد أن الانتهاك الأخطر تمثل في قيام عشرات الجنود الإسرائيليين باقتحام المستشفى الأهلي في الخليل في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بعد تنكرهم بزي مدني، وقتل المواطن عبد الله الشلالدة داخل المستشفى واعتقال قريبه، وإخضاع عدد من الأطباء والعاملين في المستشفيات للتحقيق، وتقييد حركة الطواقم الطبية تحت تهديد السلاح. وأشار المرصد كذلك لاقتحام أكثر من 60 عنصراً من القوات الإسرائيلية لمستشفى المقاصد الخيري، يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول وتفريق تظاهرة قام بها الأطباء في ساحة المستشفى احتجاجاً على اقتحامها المتكرر من قبل قوات الاحتلال.


وسجل المرصد عدداً من الحالات، بدا فيها أن طواقم "نجمة داود الحمراء" (منظمة الإنقاذ في إسرائيل للخدمات الطبية الطارئة)، مارست تمييزاً في التعامل مع الجرحى، بحيث أولت العناية لجرحى إسرائيليين وأهملت حياة جرحى فلسطينيين كان يمكن أن تُنقذ أرواحهم، وهو ما يعد مخالفة جسيمة لدور المنظمة الطبية وانتهاكاً غير مبرر لأخلاقيات وقوانين الطب المعروفة.


وتعرض المرصد الأورومتوسطي في إحصائيته كذلك للاعتداءات التي طالت منازل الفلسطينيين والممتلكات العامة، وذكر أن عدد هجمات المستوطنين على مواطنين فلسطينيين أو ممتلكات وصلت إلى 352 هجمة، بينما بلغ عدد المنازل والممتلكات العامة التي دمرت خلال الـ100 يوم 92. وأشارت الإحصائية إلى أن السلطات الإسرائيلية تمارس نوعاً من "العقاب الجماعي" من خلال قيامها بهدم بيوت عائلات فلسطينيين يُعتقد أنهم قاموا بتنفيذ هجمات على إسرائيليين. وبين المرصد أنّ عدد المرات التي توغل فيها الجيش الإسرائيلي وداهم المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، بلغ 908 حالة.


وفي المقابل، بلغ عدد الهجمات التي قام بها فلسطينيون ضد إسرائيليين أو ممتلكات إسرائيلية وفق توثيقات الأورومتوسطي 227 هجمة، تنوّعت بين ما عُرف بـ"عمليات الطعن" باستخدام سكّين، أو "الدهس" من خلال استخدام السيارات المدنية الفلسطينية لدهس إسرائيليين، أو مهاجمة نقاط التفتيش الإسرائيلية، فيما كانت معظم الهجمات على إسرائيليين تتم من خلال إلقاء الحجارة على سيارات إسرائيلية أو مستوطنين وجنود، لاسيما على نقاط التفتيش أو في الطرق الخارجية التي تربط المدن الفلسطينية.


وأدت هذه الهجمات في مجموعها، إلى مقتل 27 إسرائيلياً، بينهم امرأة، والبقية من الرجال البالغين، فيما أُصيب 385 إسرائيلياً، بينهم 33 إصابة وُصفت بالخطيرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها