الخميس 2015/01/29

آخر تحديث: 15:01 (بيروت)

عملية شبعا بعيون إسرائيلية: الاتهام موجه الى إيران

الخميس 2015/01/29
عملية شبعا بعيون إسرائيلية: الاتهام موجه الى إيران
إسرائيل لن تسمح لإيران بفتح جبهة أخرى في الجولان
increase حجم الخط decrease



استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، عمليات الحفر على الحدود مع لبنان بحثاً عن "أنفاق حزب الله" التي ستستمرّ لمدة أسبوع كامل، بعدما اشتكى مستوطنون في قرية "زرعيت" الحدودية من "أصوات ضجيج" متكررة في ساعات الليل، مما أثار شكوك الاحتلال باحتمال أن تكون هذه الأصوات ناتجة عن تحركات لحزب الله داخل الأنفاق المزعومة.


ومنذ حرب تموز، تتكرر شكاواى المستوطنين حول "تحركات مشبوهة" لعناصر من حزب الله قرب الحدود وحركة شاحنات إسمنت وتراب، وسط نفي جيش الاحتلال علمه بوجود أي أنفاق تحت الأرض، وكان القائد العسكري السابق لمنطقة الشمال، والذي يشغل اليوم منصب نائب رئيس أركان الجيش، يائير غولان، قال "إنه لا يوجد أي معلومات بشأن أنفاق في الشمال"، مستبعداً هذه الفرضية قائلاً "الوضع غير مماثل لما كان في محيط قطاع غزة" إلا أنه أشار إلى "ضرورة افتراض وجود الأنفاق والبحث عنها". وكان جيش الاحتلال قد أوقف أعمال البحث عقب عملية حزب الله في شبعا.


وفي حين كان منتظراً أن يصعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي من تحذيراته باتجاه حزب الله، بعد أن هدد، الأربعاء، "من يقف وراء الهجوم" بـ"دفع الثمن الكامل"، اختار بنيامين نتنياهو، الخميس، اتهام إيران بالوقوف خلف عملية حزب الله، مستخدماً هذا الاتهام لدعوة الدول الغربية "إلى عدم التساهل" مع إيران في المفاوضات النووية. وقال نتنياهو خلال ذكرى وفاة رئيس الحكومة السابق أرئيل شارون، إن "إسرائيل لن تقبل باتفاق متساهل يوقع مع إيران ويتيح لها مواصلة سباقها للحصول على قنبلة نووية".


وكانت جلسة "تقييم الوضع" الأمنية التي عُقدت في تل أبيب أمس، قد أفضت إلى "عدم تصعيد الأوضاع في الشمال، وتحميل إيران المسؤولية عن الهجوم"، وقال نتنياهو إنه "منذ فترة طويلة تحاول إيران بواسطة حزب الله فتح جبهة إرهابية أخرى ضدنا من مرتفعات الجولان. ونحن نعمل بحزم ومسؤولية ضد هذه المحاولة"، فيما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر سياسي قوله، بعد الجلسة، إن "إسرائيل لن تسمح لإيران بفتح جبهة أخرى في الجولان". في المقابل، كشف وزير الأمن موشي يعلون إن إسرائيل تلقت "رسائل غير مباشرة" من حزب الله، عبر قنوات الاتصال واليونيفيل، تفيد بأنه "غير معني بالتصعيد".

المحللون العسكريون في الصحف الإسرائيلية الصادرة الخميس، انشغلوا بمراجعة عملية حزب الله واصفين إياها بأنها "ضربة نوعية محسوبة ومحدودة للجيش الإسرائيلي اعتمدت على مستوى عال من المعلومات الاستخبارية محققة توازناً للردع"، ومأزقاً لاسرائيل في المقابل بكيفية تحركها على الحدود. في هذا الإطار، قال المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "الجيش الإسرائيلي سيحتاج إلى التفكير ملياً في كيفية مواجهة المستوى العملاني والاستخباري العالي لحزب الله الذي قاد إلى هذا الإنجاز"، مضيفاً إن "العملية تدل على مستوى عملاني واستخباري عال جدا لمقاتلي حزب الله الذين رصدوا موكب ضباط الجيش، وعرفوا تماماً ماذا يستهدفون ولم تنطل عليهم عملية تمويه المركبات بحيث تبدو كمركبات مدنية، وحققوا إنجازا عسكريا دقيقا، وردوا على عملية الاغتيال دون أن يصعدوا الأوضاع".

بدوره، أكد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، أن التوجهات في الجيش الإسرائيلي تتجه نحو الاحتواء لا التصعيد"، معتبراً أنه "حتى لو سعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإبداء صرامة أمنية عشية الانتخابات، إلا أن الحرب الشاملة مع حزب الله هي أمر مختلف تماماً"، وقال في المقابل أن "خطوات حزب الله تدل على أنه معني بإنهاء هذه الجولة"، متسائلاً "في مثل هذه الظروف هل ستقدم إسرائيل في المستقبل على قصف قافلة تنقل شحنة أسلحة نوعية لحزب الله من سوريا مع علمها أن حزب الله يمكن أن يجدد عملياته من الجولان وفي المنطقة الحدودية اللبنانية؟"، وختم قائلاً "واضح أن ما كانت تقوم به إسرائيل في سوريا، لم يعد مقبولاً بعين الخصم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها