السبت 2014/12/20

آخر تحديث: 08:32 (بيروت)

الجولان:مجدل شمس تودع ابنها الذي قضى في سجون الأسد

السبت 2014/12/20
increase حجم الخط decrease

أقيم في بلدة مجدل شمس، في الجولان السوري المحتل، حفل تأبين كبير للمعالج الفيزيائي، عماد علي أبو صالح، الذي قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري في دمشق، إذ تلقت عائلته المقيمة في مدينة جرمانا بريف دمشق، نبأ مقتله من السلطات السورية بشكل رسمي.

أبو صالح، المولود في مجدل شمس عام 1964، نزح إلى سوريا برفقة عائلته إبان احتلال الجولان عام 67، ولديه 3 أولاد، كان قد اعتقل في مدينة جرمانا أواخر شهر حزيران/يونيو 2013، ومن المفترض أنه قضى عاماً ونصف العام في المعتقل قبل أن يتم إخطار ذويه بنبأ وفاته، إلا أن ناشطين أكدوا أن الوفاة حدثت قبل موعد كشف النظام السوري عنها بفترة طويلة، وأن النظام يعمد إلى تأخير الإعلان عن المعتقلين الذين يقتلون في سجونه تحت التعذيب، والذي يدل على ذلك هو عدم وجود جثامين لهم عندما يتم تبليغ ذويهم، وهذا ما حصل مع أبو صالح.


أحد أصدقاء أبو صالح، ممن عملوا معه في جرمانا في مجال إغاثة النازحين، قال لـ"المدن" إن عماد أبو صالح اعتقل من قبل فرع الأمن العسكري بسبب نشاطه الذي تمثل بمساعدته للنازحين الذين قصدوا جرمانا من مناطق مختلفة من الريف الدمشقي، وأشار إلى أن زوجته أيضاً تعرضت للاعتقال بعد فترة من احتجاز الفرع لأبو صالح، وكان ذلك بهدف الضغط عليه، إذ عمد المحققون إلى تهديد أبو صالح بإيذاء زوجته لانتزاع الاعترافات منه، قبل أن يتم الإفراج عنها لاحقاً.


إلى ذلك، بثّ موقع "جولاني"، الجمعة، صوراً لحفل التأبين الذي أقيم في مسقط رأس أبو صالح، في مجدل شمس، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها البلدة الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي مناسبة كهذه منذ انطلاق الثورة السورية. ونقل الموقع عن أحد أقرباء أبو صالح، ويدعى فوزي أبو صالح، قوله "يختلط الخوف بالمرارة، ويختلط الحزن بالمرارة، لكن لا بد من الاعتراف بأن عماد استشهد دفاعاً عن رأيه، عن موقفه وعن كرامته. مارس عملاً اعتقد أنه واجب عليه اتجاه محيطه واتجاه مساعدة الناس في محنتهم قدر استطاعته، عله يخفف معاناتهم.. وقضى دفاعاً عن هذا الموقف". وختم قائلاً في كلمة ألقاها في حفل التأبين "إذا كان الليل طويلاً، فمهما طال لا بد للظلام أن ينجلي. وإذا كنا الآن لانميز بصيص ضوء إلا بصعوبة، فإننا على ثقة بأن الفجر لا بد آتٍ، حيث يستطيع الناس العيش في وطن تتوفر لهم فيه الحرية والكرامة".


يشار إلى أن بلدة مجدل شمس، كانت ترافق التظاهرات التي تخرج في سوريا خلال العامين الأولين من الثورة السورية باعتصامات، واظب نشطاء البلدة على إقامتها كل جمعة، إلى جانب إرسال مساعدات إغاثية إلى النازحين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، ونشاطات عديدة أخرى كانت تنتهي عند السياج الفاصل بين وطنهم وأرضهم المحتلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها