السبت 2024/04/13

آخر تحديث: 11:34 (بيروت)

"عملية النصيرات": ما علاقتها بميناء غزة "الأميركي"؟

السبت 2024/04/13
"عملية النصيرات": ما علاقتها بميناء غزة "الأميركي"؟
increase حجم الخط decrease
يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي من عمليته العسكرية التي أطلقها بشكل "مباغت" في محيط مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تحقيق أهداف متعددة، وخلق أمر واقع يمنع حركة حماس من ترميم سلطتها في المناطق التي ينسحب منها.
وأفادت مصادر محلية من المخيم ل"المدن" أن قصفاً إسرائيلياً غير مسبوق تركز في بداية العملية على المنطقة الشمالية للمخيم، والتي تقع في نطاقها الجغرافي بلدة المغراقة، ومدينة الزهراء، ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم صحافيون خلال تغطيتهم مستجدات العملية. 
لكن المصادر لفتت إلى أن وتيرة القصف الأعنف كانت في بداية العملية، ثم انخفضت في الساعات الأخيرة، واتخذت الاستهدافات شكل الهدوء حيناً، ثم عودة القصف حيناً آخر. وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال لم تتقدم ميدانيا باتجاه عمق النصيرات، وبقيت متمركزة عند النقاط التي تواجدت فيها عند انطلاق العملية في محيط المخيم.

حزام أمني
وأشارت المصادر إلى أن عملية الاحتلال في النصيرات تهدف بالدرجة الأولى إلى تشكيل حزام أمني لمنطقة "نتساريم" التي يسيطر عليها لواء "ناحال" الإسرائيلي منذ بدء الاجتياح البري لقطاع غزة، وخاصة بعد تعبيد الطريق الرئيسي الذي يربط شرقي القطاع مع غربه، ويصل الى الميناء الذي يتم إنشاؤه بإيعاز أميركي على سواحل المنطقة الوسطى للقطاع، تحت عنوان: "إدخال مساعدات إلى سكان القطاع".. وهو ما يثير تساؤلات بشأن علاقة العملية الإسرائيلية بالميناء "الموعود"، وما إذا كانت خطوة تكتيكية من إسرائيل للسيطرة على الميناء.
يُشار إلى أنّ الميناء "الأميركي" يتم إنشاؤه بالقرب من منطقة "نتساريم" الواقعة جنوبي مدينة غزة، وتُعدّ المنطقة بمثابة طريق "عَرضي" يخضع لسيطرة قوات الاحتلال منذ بدء العملية البرية، ويفصل مدينة غزة عن مناطق المحافظة الوسطى، ويمتد من شارع صلاح الدين شرقاً حتى شارع الرشيد غرباً.
وأفادت المصادر بأن العملية جاءت بعد قيام المقاومة بإطلاق قذائف هاون من العيار الثقيل باتجاه المنطقة التي ستكون بمثابة "منطقة عسكرية" تمر عبرها المساعدات من الميناء، وهو ما يعني أن أحد أهداف إسرائيل من عملية النصيرات هو تكريس سيطرة الاحتلال وتحكمه بكل شيء يتعلق بالقطاع، بما فيها المساعدات، ووجهتها، بموازاة مساعي الاحتلال ل"ضمان الحرية لتحركاته العسكرية" لاحقاً. وهو ما يؤشر إلى أن عملية "النصيرات" تمثل حاجة تكتيكية إسرائيلية لتكريس أمر واقع يعمل الاحتلال على فرضه منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان على غزة.

منطقة مكشوفة عسكرياً

ورجحت مصادر "المدن" أن الجيش الإسرائيلي لن يوسع عملياته العسكرية داخل مخيم النصيرات، وهو فعليا لم يتقدم حتى اللحظة داخل المخيم، بل تتواجد آلياته العسكرية على التخوم الشمالية، وتقوم بعمليات تجريف وهدم وإزالة للمباني والأبراج السكنية في المنطقة؛ بهدف جعلها منطقة مكشوفة عسكرياً، وبالتالي يصعب على المقاومين العمل من خلالها مستقبلاً.
فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية بأن العملية ستمتد لأيام، وربما أسبوع، وأن غايتها الرئيسية توسيع الممر الذي يقسم القطاع، باتجاه الجنوب.
وألمح مراسلون عسكريون إسرائيليون إلى أن جيش الاحتلال سيعتمد على معلومات استخباراتية في تنفيذ عملياته "المفاجئة" بمنطقة النصيرات، وهو ما يعني أن توقيتها مفتوح، ومرهون بالمعلومة الأمنية كلما توفرت، كما يُستشف من قراءات عبرية متعددة.

استهداف قدرات حماس
ولكن ثمة دافعاً آخر للعملية يتعدى الذريعة العسكرية التي أعلنتها إسرائيل، أو الدافع اللوجستي بتأمين منطقة "نتساريم" من استهدافات المقاومة، ويتمثل برغبة إسرائيلية بشنّ عمليات أمنية وعسكرية متصاعدة في الفترة القادمة لاستهداف قدرات "سلطوية" لحماس في المنطقة الوسطى، أي بمعنى منع محاولات الحركة لترميم قواها، وأي جهد لها لتمكين نفسها من إدارة غزة، وبالتالي "إزالة أي قدرات لحماس تمكنها من حكم غزة"، وهو هدف أشارت إليه خطة الحرب الإسرائيلية منذ يومها الأول، وذلك حينما قالت إن الهدف هو "القضاء على حماس عسكرياً.. وسلطوياً".
وجاءت عملية النصيرات في وقت يلوح الاحتلال باجتياح وشيك لرفح بعد عيد الفطر، فيما لم تشهد مخيمات المنطقة الوسطى اجتياحاً واسعاً على غرار ما جرى في شمالي القطاع، وخانيونس جنوباً، ولكن يبدو أن الاحتلال قد خصص للنصيرات والمحافظة الوسطى "خطة خاصة"، بحيث تعتمد على ضربات أمنية وعسكرية غير مرتبطة بزمن محدد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها