الخميس 2018/04/05

آخر تحديث: 13:08 (بيروت)

عشية "مسيرات الجمعة":"بيتسيلم"في مواجهة المؤسسة الإسرائيلية

الخميس 2018/04/05
عشية "مسيرات الجمعة":"بيتسيلم"في مواجهة المؤسسة الإسرائيلية
Getty ©
increase حجم الخط decrease
بدأت بدأت منظمة "بيتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، مِن مواقعها الإلكترونية المختلفة، حملتها التي تطالب الجنود الإسرائيليين بعدم الإنصياع لأوامر قادتهم العسكريين بإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين في مسيرة العودة.


وقبيل انطلاق مسيرة الجمعة، قامت المنظمة بتوسيع حملتها، حتى وصلت إلى عدد من الصحف الإسرائيلية، الخميس، من خلال إعلانات مُمَوّلة.

والواقع، فإن الهدف الأساس الذي تبتغيه منظمة "بيتسيلم" من حملتها، ليس فقط عصيان الجنود الإسرائيليين لأوامر قادتهم العسكريين، بقدر محاولة إعلام الرأي العام الإسرائيلي والدولي بأن هناك مخالفة كبيرة سيتم ارتكابها من الجيش الإسرائيلي ضد مواطنين أبرياء مرة اخرى، فضلاً عن محاولة التأثير في "الجنود الذين لديهم ضمير ليرفضوا الأوامر العسكرية غير القانونية وتشكل جريمة بكل معنى الكلمة"، بحسب ما يقول الناطق باسم المنظمة باللغة العربية كريم جبران.

ولعل هذه الخطوة من المنظمة الحقوقية المغضوب عليها من المؤسسة الرسمية في إسرائيل، تُعتبر الأولى من نوعها على هذا النحو وبهذا المستوى والطريقة؛ إذ تقول "بتسليم" إن الموقف الذي اتخذته لم يكن سهلاً بل صعباً، فهي دعوة لعصيان الأوامر العسكرية التي يُمكن أن تكون سبباً لمحاكمة المنظمة الحقوقية والقائمين عليها في محاكم الدولة العبرية، باعتبارها "دعوة لتحريض قوات الجيش الإسرائيلي على العصيان العسكري والتمرد".

غير أن جبران يؤكد أن المسؤولية القانونية والاخلاقية اقتضت من "بيتسيلم" التحرك وكسر الصمت، خاصة على ضوء ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى في الجمعة الماضي، وبطريقة غير مبررة، الأمر الذي دلّ على كارثية وكبر الجريمة التي حصلت، واستبقتها وواكبتها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لإستسهال اطلاق النار على المتظاهرين السلميين، وهو الأمر الذي يخالف القانون الدولي وكذلك الإسرائيلي، وفقاً لجبران.

وتعتقد "بيتسيلم" أن الهدف من حملتها هو أن تحمّل المسؤولية الجنائية عما يجري على حدود غزة، لوزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باعتبارهما رأس الهرم السياسي والامني في اسرائيل. وتضيف أنها تضغط على المستوى الرسمي في إسرائيل لتحمله كامل المسؤولية الجنائية أمام "كل قطرة دم ستسقط غداً (الجمعة) في صفوف الأبرياء، خاصة اننا نتكلم عن مسافة فاصلة كبيرة بين الجنود والمتظاهرين. وحتى لو اقتربوا من الجدار؛ فهناك طرق تعامل مختلفة".

وفي المقابل، تصاعدت حملات تحريض إسرائيلية ضد منظمة "بيتسيلم"، واستهلها وزير الدفاع افيغدور ليبرمان عندما وصف القائمين على المنظمة بـ"المرتزقة والعملاء والمأجورين لصالح الخارج". كما تكلم ليبرمان عن نيته محاكمة "بيتسيلم" لدعوتها الجنود للتمرد والعصيان.

وبموازاة ذلك، انطلقت حملة تحريض إسرائيلية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد المنظمة الحقوقية. بيد أن "بيتسليم" تعود وتقول إنها تتوقع ذلك، فقد مرت بهذا الأمر في أعقاب حرب 2014 على غزة، إثر موقفها المناهض لها، مروراً بكلمة مدير عام المنظمة الحقوقية امام مجلس الامن ودعوته العالم لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ووقف معاناة الشعب الفلسطيني. وبالتالي تؤكد المنظمة أن كل الحملات الهادفة لإسكات صوتها الذي يجرم الاحتلال وممارساته، لن تثنيها عن واجبها القانوني والأخلاقي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها