الثلاثاء 2018/02/06

آخر تحديث: 11:10 (بيروت)

مطار أبو ظهور لروسيا..ومطار تفتناز لتركيا؟

الثلاثاء 2018/02/06
مطار أبو ظهور لروسيا..ومطار تفتناز لتركيا؟
سيتم تجميد الجبهات في ريف حلب الجنوبي (RFS)
increase حجم الخط decrease
استعادت فصائل المعارضة المسلحة المشاركة في غرفة عمليات "دحر الغزاة"، وبمساندة غرفة عمليات "لا يضرهم من خذلهم"، السيطرة على قرية تل السلطان شمال غربي أبو ظهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد ساعات من خسارتها لصالح المليشيات. وسيطرت عمليات "دحر الغزاة" على "كتيبة الدفاع الجوي" وطويل الحليب ومزرعة الحمادات جنوبي تل السلطان.

وقتل أكثر من 25 عنصراً تابعاً لمليشيات النظام خلال المعارك العنيفة التي شهدتها قرية تل السلطان سقط معظمهم في تفجير سيارة مفخخة أرسلتها "تحرير الشام". في المقابل، خسرت غرفتا عمليات "دحر الغزاة" و"لا يضرهم من خذلهم" 10 عناصر على الأقل في المواجهات والقصف المدفعي والصاروخي الذي شنته مليشيات النظام على مناطق المعارضة.

وتحول الهجوم البري المعاكس لغرفتي عمليات المعارضة، بعد يوم واحد فقط من انطلاقه، إلى معارك كر وفر بين الطرفين، ومن الهجوم المركز في محاور ثابتة إلى المناورة، واتباع سياسة الإشغال وقضم هوامش المناطق التي تسيطر عليها مليشيات النظام غربي سكة الحجاز، والعمل على استعادة المواقع الاستراتيجية في المنطقة، ومن بينها تل السلطان و"كتيبة الدفاع الجوي".

وتم توزيع المهام القتالية، الاثنين، بين غرفتي العمليات، وتولت فصائل عمليات "دحر الغزاة" مهمة التمهيد الناري المدفعي والصاروخي على مواقع المليشيات غربي أبو ظهور، وسد الثغرات الهشة على جانبي محور التقدم، أما الهجمات البرية كانت من نصيب فصائل "لا يضرهم من خذلهم" التي تجمع "تحرير الشام" و"الحزب الإسلامي التركستاني". وبدت مليشيات النظام متمسكة بشكل كبير بمواقعها غربي أبو ظهور، لكنها في الوقت نفسه لم تبادر إلى شن هجمات برية من محاور أخرى بهدف تشتيت قوات الخصم كما جرت العادة.

وقلّت استفادة المليشيات، الاثنين، من الغارات الجوية، واقتصرت التغطية النارية المقدمة لها أثناء المعارك على بعض الغارات بالصواريخ والرشاشات الثقيلة وطلعات محدودة لمروحي البراميل الذي نفذ غارات على مواقع بالقرب من خطوط الاشتباك، بينما واصلت طائرات النظام وروسيا شن غاراتهما الجوية في مواقع بعيدة عن خطوط الاشتباك، واستهدفت مشافٍ ونقاطاً طبية في كفرنبل وبلدة سرجة وتل مرديخ، وأخرجتها من الخدمة. واستهدف القصف الجوي سراقب وحيش وكفرسجنة والهبيط وخان شيخون وجبل الأربعين والطريق الواصل بين بلدتي جرجناز وتلمنس وبلدة الغدفة وغيرها من القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.

الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات "دحر الغزاة" النقيب ناجي أبو غيث، أكد لـ"المدن"، أن الهدف الرئيس من انشاء غرفة العمليات والمعارك التي أطلقتها مؤخراً هو التصدي لمليشيات النظام غربي أبو ظهور، وقطع الطريق عليها في حال قررت التقدم في واحد من محاور خطوط التماس؛ من عطشان جنوباً وحتى العيس في الشمال. وأوضح ناجي أن العمليات العسكرية لغرفة العمليات محددة، وتركز بشكل كبير على إعادة الانتشار وبناء خط دفاعي يشمل كامل خط التماس المتوزع على أرياف حلب الجنوبي وإدلب الشرقي وحماة الشمالي.

وأشار ناجي إلى أن فصائل المعارضة في عمليات "دحر الغزاة" نشرت سلاحها الثقيل، وعززت جبهاتها في مواجهة المليشيات، وأنشأت تحصينات هندسية في بعض خطوط المواجهة الجديدة التي شهدت تغيراً متسارعاً بسبب تقدم المليشيات فيها. وأوضح أن مليشيات النظام عززت قدراتها الصاروخية والمدفعية في جبهات ريف حلب الجنوبي، في الحاضر ومحيطها خلال الأيام القليلة الماضية، واستقدمت تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة.

وبموازاة تغيّر التكتيكات العسكرية التي تشهدها الجبهات غربي أبو ظهور بين المعارضة المسلحة ومليشيات النظام، خلال اليومين الماضيين، وصلت أعداد إضافية من القوات الخاصة الروسية إلى مطار أبو ظهور، الاثنين، ومن المتوقع أن تعيد القوات الروسية تأهيل المطار، ليصبح قاعدة روسية هي الأهم في الشمال السوري، بعد قاعدتي حميميم ومطار حماة العسكري. تسلّم القوات الروسية المفترض لمطار أبو ظهور حرم القوات الإيرانية المتمركزة  في قاعدة جبل عزان العسكرية جنوبي حلب من الاستفادة منه. وربما يهدف انتشار القوات الروسية في منطقة أبو ظهور إلى ضبط خطوط الاشتباك وصولاً إلى وقف العمليات القتالية في المنطقة بشكل كامل بعدما انتهت السيطرة على المناطق شرقي سكة الحجاز.

مليشيات النظام أرسلت، الاثنين، مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى جبهات المناطق الداخلية شرقي سكة الحجاز التي بات يتمركز فيها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وسيطرت على المزيد من القرى والبلدات في مناطق ريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي؛ المالحة الصغيرة والمستريحة ورسم المفكر وأبو خنادق شمالي وصوانات الحمرا وغيطل وخربة مراديش ومالحة كبيرة وتل الشور وخربة أم رجوم ورسم مشعل والبطوشية وغزيلة. وحاولت المليشيات التقدم في محاور شرقي سنجار، لكنها فشلت بعد مواجهات مع التنظيم وخسارتها عدداً من الآليات المدرعة.

وفي مقابل تمركز القوات الروسية في مطار أبو ظهور العسكري، ستقوم القوات التركية خلال الأيام القليلة القادمة بالتمركز في مطار تفتناز، كقاعدة عسكرية رئيسية تتفرع عنها سبع نقاط عسكرية تركية، على الأقل، تتوزع بالقرب من خطوط التماس غربي سكة الحجاز في ريفي حماة وادلب. تل السلطان هي واحدة من المناطق التي استطلعتها القوات التركية قبل مدة بهدف إنشاء نقطة عسكرية تتوسط خط التماس مع المليشيات "شمال جنوب"، وتشرف على أرياف حماة وحلب وادلب. وهذا ما يبرر استماتة المعارضة و"تحرير الشام" للحفاظ عليها، باعتبارها موقعاً استراتيجياً في المنطقة في مواجهة مليشيات النظام في منطقة أبو ظهور.

القوات التركية تمركزت، الاثنين، في النقطة الرابعة في تلة العيس جنوبي حلب، وبعد تمركزها بساعات تعرضت القوات التركية لقصف مدفعي من قبل مليشيات النظام المتمركزة في منطقة الحاضر. قصف المليشيات تسبب بجرح جنديين تركيين نقلا إلى الأراضي التركية. القوات التركية ردت هذه المرة على مصادر النيران بقصف صاروخي استهدف مواقع المليشيات في المنطقة، كذلك قصفت المعارضة المسلحة مواقع المليشيات في ريف حلب الجنوبي بالمدفعية.

ومن المفترض أن تغطي النقطة الرابعة في تلة العيس القطاع الشمالي من خط التماس والذي يشمل جبهات ريف حلب الجنوبي مع مليشيات النظام، بمسافة 20 كيلومتراً نصفها شمالي العيس والنصف الآخر جنوبها. أي أن الجبهات سيتم تجميدها في ريف حلب الجنوبي. ولدى القوات التركية صلاحية الرد على مصادر النيران. وتهيمن "تحرير الشام" على منطقة العيس بشكل شبه كامل، بينما تشاركها فصائل أخرى نقاط السيطرة في الجبهات شمالها وجنوبها، وهي "فيلق الشام" و"جيش الأحرار" و"لواء الحرية الإسلامي". وتحتاج القوات التركية في النقطة الرابعة، في العيس، إلى أسبوعين على الأقل لإنشاء تحصينات هندسية لازمة لانتشار معداتها الثقيلة، وتجهيز وتشغيل وحدات الرصد والاتصال فيها، وإنشاء مرافق معيشة للقوات المتمركزة في المنقطة.

وربما ستشهد الأيام القليلة القادمة تسريع القوات التركية لعمليات الانتشار في بقية خطوط التماس. المتحدث الرسمي باسم "حركة نور الدين الزنكي" النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ"المدن"، أن سرعة انتشار النقاط التركية المقررة، تعتمد بالدرجة الأولى على مدى التزام الطرف الروسي بضبط المليشيات المدعومة من ايران التي تبدو غير راضية عن الاتفاق.  وتوقع عبدالرزاق أن تكون هناك عراقيل أمام القوات التركية مستقبلاً.

فهل ستنجح المعارضة في وقف زحف مليشيات النظام، بعدما تحولت من وضعية الهجوم إلى الدفاع، ريثما تستكمل عمليات نشر نقاط المراقبة التركية في خطوط التماس؟ أم أن لدى المليشيات المدعومة ايرانياً مفاجآت مستقبلية بإمكانها خلط الأوراق من جديد والإفلات مرة أخرى من قبضة الضامن الروسي المفترض في تطبيق اتفاق "خفض التصعيد"؟
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها