السبت 2018/02/24

آخر تحديث: 10:28 (بيروت)

الغوطة الشرقية: مجلس الأمن عاجز

السبت 2018/02/24
الغوطة الشرقية: مجلس الأمن عاجز
تواجه التعديلات الروسية على المسودة رفضاً غربياً (Getty)
increase حجم الخط decrease
أرجأ مجلس الأمن الدولي، ليل الجمعة/السبت، تصويتاً على مشروع قرار سويدي-كويتي حول "هدنة" لـ30 يوماً في سوريا، بعد خلافات في مفاوضات اللحظة الأخيرة على النص بعدما اقترحت روسيا تعديلات جديدة، الجمعة.

وقال رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي ومندوب الكويت الدائم لدي الأمم المتحدة منصور عياد العتيبي، إن مشروع القرار الذي يهدف إلى إنهاء المذبحة في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق في سوريا، سيطرح للتصويت في المجلس في الساعة 1700 بتوقيت جرينتش، السبت. وقال في تصريحات للصحافيين: "أعتقد أننا قريبون للغاية من الغاية وسوف نعقد اجتماعا آخر للمجلس السبت للتصويت علي مشروع القرار".

وبحسب وكالة "رويترز" فقد تركزت المحادثات على صياغة فقرة واحدة تطالب بوقف الأعمال القتالية لمدة 30 يوماً للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإجراء عمليات الإجلاء الطبي. واقتراح أن يبدأ وقف إطلاق النار بعد 72 ساعة من اعتماد القرار جاء تخفيفاً لمطلب البدء "دون إبطاء" في محاولة لكسب تأييد روسيا.

المفاوضات حول مسودة مشروع القرار الكويتي السويدي تجري منذ أسبوعين، من دون حصول توافق حولها، وتواجه التعديلات الروسية على المسودة رفضاً من راعيي المشروع والدول الغربية. ويُعدُّ هذا التأجيل هو الثالث لجلسة مجلس الأمن بشأن التطورات في في غوطة دمشق الشرقية، بعد تأجيل الجلسة مرتين الجمعة، لاستكمال المفاوضات.

وقال سفير السويد لدى الأمم المتحدة أولوف سكوج للصحافيين: "لم نتمكن من سد الفجوة تماماً... لن نفقد الأمل... آمل أن نقر شيئاً قوياً ومعبراً ومؤثراً في الغد".

وقالت "الأناضول" إن المقصود بالفجوة التي أشار إليها المندوب السويدي في تصريحاته هي إصرار الجانب الروسي على أن يستبدل من مشروع القرار جملة "مجلس الأمن يقرر وقف الأعمال العسكرية"، لتصبح: "مجلس الأمن يطلب وقف الأعمال العسكرية". وأوضحت المصادر أن الجانب الروسي يريد ضمانات من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية، تتعلق بالوقف الكامل للمعونات العسكرية والتقنية للجماعات المسلحة داخل الغوطة الشرقية".

وكتبت فصائل المعارضة في الغوطة رسالة لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، حصلت "المدن" على نسخة منها: "ھذا السلام الذي افتقدته غوطة دمشق منذ سبع سنوات، لا لشيء فقط إلا لأنھا آمنت بقیم الحریة والإخاء والمساواة وطالبت بأن تسود العدالة والدیومقراطیة في بلد عانى عقوداً من الظلم والعسف والاستبداد"، وأضافت فيها: "نرفض رفضاً قاطعاً أي مبادرة تتضمن إخراج السكان من بيوتهم ونقلهم لأي مكان آخر، فلا یجوز قانونا أو عرفا أو أخلاقا معالجة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة عبر جریمة حرب أخرى وھي جریمة التشرید القسري للسكان".

وتابعت الرسالة بالقول: "إن الحصار بحد ذاته یشكل جریمة حرب، فكیف إذا ترافقت ھذه الجریمة مع جریمة تعمد قصف المدنیین وتعمد قصف الأعیان المدنیة والمنشآت الطبیة والتعلیمیة والدینیة، ومما یؤسف له أن تكون دولة عضو دائم في مجلس الأمن ھي من یقوم بھذا العمل المشین الذي یعتبر إھانة لكل ضمیر حر وإھانة لكل القیم السامیة التي قام علیھا میثاق الأمم المتحدة". "الائتلاف" السوري المعارض حمّل موسكو مسؤولية الإبادة في الغوطة الشرقية، ودعا إلى عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل تعطيل روسيا لعمل مجلس الأمن.

وقال ديبلوماسيون إن موسكو لا تريد تحديد موعد بدء وقف إطلاق النار. ولم يتضح كيف ستصوت روسيا السبت. ولم تُبد موسكو أي تجاوب مع المطالب والضغوط الدولية للقبول بمشروع القرار، رغم مضي أكثر من أسبوعين على المفاوضات بشأنه. ووصل عدد ضحايا القصف النظام وروسيا على الغوطة الشرقية نحو 500 مدني خلال أقل من أسبوع واحد.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، في تغريدة في تويتر: "من غير المعقول أن تعطل روسيا تصويتا على هدنة تسمح بوصول (المساعدات) الإنسانية في سوريا". وأضافت في تغريدة: "كم من الناس يجب أن يموتوا قبل أن يصوت مجلس الأمن علي مشروع القرار؟ دعونا نفعل ذلك الليلة ..فالشعب السوري لا يمكنه ان ينتظر".

نائب وزير الخارجية الأميركية جون سوليفان، قال أثناء وجوده في بروكسل، الجمعة، إن تعامل واشنطن مع موسكو بشأن سوريا أصبح أكثر صعوبة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن ما تقوم به روسيا وإيران وسوريا، هو أمر مخز على المستوى الإنساني، وأضاف في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبل، في البيت الأبيض، أن وجود قوات أميركية في سوريا هو للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، مؤكداً أنها ستغادر بعد تحقيق هذا الهدف.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال الجمعة، إنه متفائل بأن مجلس الأمن الدولي سيدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا. وناشد ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقف القصف على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقال ماكرون إنه سيواصل جهوده للتوسط في وقف لإطلاق النار إذا لم يتسن التوصل إلى قرار لمجلس الأمن.

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية، واعتبر في بيان شديد اللهجة صدر قبل لقاء على مستوى القادة الأوروبيين في بروكسل، أن دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها