الأربعاء 2017/07/19

آخر تحديث: 12:29 (بيروت)

"الزنكي" و"فيلق الشام" ينتظران نتائج معركة ادلب..للتوسع في حلب

الأربعاء 2017/07/19
"الزنكي" و"فيلق الشام" ينتظران نتائج معركة ادلب..للتوسع في حلب
عدم مشاركة "حركة الزنكي" في قتال "الأحرار" لا يعني بالضرورة تجميد عضويتها في "الهيئة" (تويتر)
increase حجم الخط decrease
تشير التطورات المتسارعة في إدلب وريفي حلب الغربي والجنوبي المتصلة معها، إلى اقتراب معركة حاسمة بين "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، كانت قد بدأت مقدماتها بين الطرفين مطلع العام 2017. والمعركة المقبلة لن تشارك فيها "حركة نور الدين الزنكي"، أحد مكونات "هيئة تحرير الشام"، بل ستخوضها "جبهة فتح الشام/النصرة سابقاً" بمفردها ضد "أحرار الشام" في إدلب بقصد تفكيكها، وترى نفسها قادرة على تحقيق أهدافها من دون حلفائها.

عدم مشاركة "حركة الزنكي" في قتال "الأحرار" لا يعني بالضرورة تجميد عضويتها في "الهيئة"، أو الانسحاب منها بحسب ما أشيع بكثرة خلال الأيام القليلة الماضية. ولدى "الزنكي" قائمة طويلة من الأهداف تنتظر تحقيقها خلال الفترة المقبلة، في ضوء الاقتتال المحتمل تصاعده لاحقاً بين طرفي الصراع في إدلب. فالتطورات المحتملة للمعركة في ادلب ستؤثر بشكل كبير على كثافة و توزع القوى المسلحة على جبهات النظام و"وحدات حماية الشعب" الكردية، وفي المدن والبلدات في مناطق ريف حلب.

وسيدفع اقتتال "الأحرار" و"فتح الشام" إلى سحبهما غالبية قواتهما في المناطق البعيدة، وبالتحديد من جبهات ريف حلب الجنوبي، والجنوبي الغربي، وهي خطوط تماس مع مليشيات النظام والمليشيات الشيعية. وكذلك ستشمل انسحابات الطرفين جبهات الشمال الغربي في ريف حلب، أي من منطقة مرتفعات سمعان والتي تضم جبال وتلال الشيخ عقيل والشيخ بركات ودارة عزة، وغيرها من المناطق الجبلية الوعرة المواجهة لمنطقة عفرين المتوترة والتي تسيطر عليها "وحدات الحماية"، وهي مناطق تتمتع بموقع استراتيجي عسكرياً، وقريبة من الحدود السورية التركية. القوات المنسحبة ستنتقل إلى بقع جغرافية محدودة ومحمية في إدلب.

وفي حال تحول السيناريو المفترض إلى واقع، فمن المحتمل أن تضع "حركة نور الدين الزنكي" يدها على معظم المواقع التي تسيطر عليها "حركة أحرار الشام" في ريف حلب الشمالي الغربي، في المرتفعات المقابلة لـ"وحدات الحماية" في عفرين وبالأخص جبل الشيخ بركات الذي ما يزال في قبضة "الأحرار" حتى الآن. وكذلك في عدد كبير من المواقع والنقاط المواجهة لمليشيات النظام غربي وجنوبي حلب، بعضها تتمركز فيه "الأحرار" وبعضها الآخر تتمركز فيها "فتح الشام".

وسبق لقائد "حركة نور الدين الزنكي" توفيق شهاب الدين، أن زار تركيا قبل شهر من الآن، وتناقل ناشطون خبر الزيارة حينها، وتم تداول معلومات غير مؤكدة بأن شهاب الدين أنهى زيارته وفي جعبته قائمة من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في ضوء المتغيرات التي كان من المتوقع أن تحدث في أي وقت بين "حركة أحرار الشام" و"جبهة فتح الشام".

من جهة أخرى، هناك لاعب كبير هو "فيلق الشام"، لا يمكن تجاهله في مناطق ريف حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. وهو ينتظر الفرصة السانحة أيضاً ليسد مكان القوات المنسحبة التابعة لطرفي النزاع، ومن الممكن أن يصبح عدد النقاط التي يسيطر عليها "الفيلق" في مواجهة مليشيات النظام حوالي 100 نقطة في ما لو تحقق السيناريو السابق. وسيتقاسم كل من "الفيلق" و"الزنكي" تركة المتحاربين في ريف حلب، بالإضافة لأعداد كبيرة من المقاتلين المنشقين عن طرفي النزاع من المتوقع انضمامهم للأطراف المحايدة التي ستسيطر على كامل جبهات القتال مع النظام و"وحدات الحماية" في ريف حلب.

مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، أن مناطق ريف حلب الغربية والجنوبية لن يشملها الاقتتال بين "الأحرار" و"فتح الشام"، وستقع في معظمها ضمن سيطرة "الزنكي" و"الفيلق" بغض النظر عن النتائج التي سيسفر عنها الاقتتال في ادلب. وتدفع تركيا في اتجاه تحييد هذه المناطق عن القتال الحاصل في ادلب، والمحافظة على استقرار الجبهات مع "الوحدات" والنظام، في الوقت الحالي.

المصدر ذاته أكد أنه في حال نجاح "فتح الشام" في خططها الرامية للقضاء على "أحرار الشام" فسوف يكون لـ"الفيلق" دور كبير، ولن يقتصر الأمر على التوسع في مناطق ريف حلب على حساب طرفي النزاع. وسيمتد دور "الفيلق" إلى ادلب، وبالتحديد إلى الشريط الحدودي مع تركيا، بما فيه من معابر. ومن المتوقع أن يكون ذلك بموافقة "هيئة تحرير الشام".

ويبقى ريف حلب رهن تطورات القتال بين "فتح الشام" و"أحرار الشام". كما أن طموح "الفيلق" و"الزنكي" متعلق بنتائج المواجهة المفترضة التي من الممكن أن تتأجل مجدداً إذا ما تدخلت شخصيات قضائية وشرعية من كلا الطرفين، كما كان يحصل خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من أن المؤشرات تشير أن كلا الطرفين ماضٍ في معركته حتى النهاية ومتجهٍ لقطع كل قنوات التواصل بينهما.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها