الإثنين 2017/06/05

آخر تحديث: 10:45 (بيروت)

بادية حلب بيد النظام..فهل تتقدم مليشياته إلى الرقة؟

الإثنين 2017/06/05
بادية حلب بيد النظام..فهل تتقدم مليشياته إلى الرقة؟
محاور القتال شرقي طريق خناصر-إثريا تبدو الهدف المقبل لمليشيات النظام (انترنت)
increase حجم الخط decrease
سيطرت مليشيات النظام، الأحد، على مدينة مسكنة، أبرز وآخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب الجنوبي الشرقي بالقرب من نهر الفرات. وجاءت سيطرة المليشيات على المدينة بعدما أجبر التنظيم على الانسحاب من 30 قرية ومزرعة في محيطها خلال الساعات الـ48 الماضية. مليشيات النظام سيطرت على الطريق الدولي مسكنة-الرقة، ولكنها تركت للتنظيم طريقاً آمناً يؤمن خروجه من المدينة نحو منطقة البادية في ريف الرقة الجنوبي.

وبعد سيطرتها على مسكنة، واصلت مليشيات النظام عملياتها العسكرية، مستفيدة من غارات متواصلة نفذتها المقاتلات الحربية الروسية، وأخرى تابعة للنظام، على أرتال التنظيم المنسحب لتحقق مزيداً من التقدم، وسيطرت على عدد آخر من القرى قرب بلدة دبسي فرج، ومحطة الضخ الرئيسية على نهر الفرات. ووصلت مليشيات النظام إلى مشارف الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. ومن القرى التي سيطرت عليها المليشيات، ليل الأحد/الإثنين، المزرعة السادسة وخربة العنز والمخزوم ومسطاحة المخزوم والمرتضى وعزيزية الحج صالح والقرامطة.


(المصدر: LM)

ولا يُعرف حتى اللحظة إذا ما كانت مليشيات النظام تنوي التقدم في ريف الرقة الجنوبي، بدءاً من بلدة دبسي فرج القريبة من نهر الفرات، رغم أن غارات المقاتلات الروسية استهدفت القرية وعدداً من البلدات القريبة منها في ريف الرقة بعدد كبير من الغارات الجوية. كما طال تلك المواقع قصف مدفعي وصاروخي من قبل مليشيات النظام، بشكل متواصل، منذ اقترابها من محيط مسكنة. فهل سيسمح "التحالف الدولي" بتقدم مليشيات النظام قريباً من أرض المعركة التي تشنها "قوات سوريا الديموقراطية" ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة؟

وخسر تنظيم "الدولة" 50 عنصراً على الأقل في الضربات الجوية التي استهدفت مواقعه، وأرتال مقاتليه، كما تكبدت مليشيات النظام خسائر تجاوزت 20 عنصراً بينهم قادة ميدانيون من مليشيات "لواء الباقر" و"لواء القدس" و"مليشيا النمر" التابعة لسهيل الحسن. وبدأت كتائب الهندسة العمل على إزالة الألغام ومخلفات التنظيم المتفجرة بإشراف القوات الروسية في محطة الضخ شمال شرقي مسكنة على ضفاف الفرات.

مليشيات النظام أشغلت محورين إضافيين بالتزامن مع العمليات المستمرة في مسكنة وريفها، السبت والأحد. وهاجمت المليشيات في المحور الأول مواقع التنظيم في مثلث سبخة الجبول–مسكنة–الفيصلية، وسيطرت على قرى أم ميال والقواصية والكالطة وصوانية وفتحة والمجادمة والوسيطة، وغيرها من المزارع التي كانت التنظيم يشن منها هجماته باتجاه خناصر وطريق إمداد مليشيات النظام في القسم الأعلى من ريف حلب الجنوبي. وبهذا التقدم أمنت مليشيات النظام القسم الأعلى من طريق الامداد نحو حلب. والمحور الثاني الذي حاولت مليشيات النظام التقدم فيه يقع في منتصف الطريق إثريا–خناصر، ويهدف للتوغل في منطقة البادية والسيطرة على التلال والسلاسل الجبلية متوسطة الارتفاع في المنطقة لشل حركة التنظيم ورصد أرتاله، وتجميد عملياته التي تعتمد على السرعة والمباغتة والتي تكبد مليشيات النظام في كل مرة الكثير من الخسائر البشرية في صفوفها وفي عتادها الحربي.

مليشيات النظام هاجمت قرية الحمام وسلسلة تلال الطويحينة، وسيطرت على بعض المواقع الجبلية في المنطقة، لكنها تعرضت لكمائن نصبها التنظيم وخسرت أكثر من 30 عنصراً، السبت والأحد. وتواصل المليشيات عملياتها في المنطقة بهدف تثبيت مواقعها. وتنفذ المقاتلات الروسية غارات يومية على مواقع التنظيم في باديتي حلب وحماة شرقي الطريق إثريا–خناصر، وتستمر في محاولة التقدم.

مليشيات النظام استقدمت تعزيزات إضافية إلى منطقة وسط طريق امداد حلب، لتغطية الثغرات العسكرية على طول الطريق، ومواصلة العمليات العسكرية، وفي الوقت ذاته لصدّ أي هجمات مباغتة قد يشنّها التنظيم بعد خسارته مسكنة. مليشيا "لواء القدس" تمركزت في القسم الشمالي، وتوجه مقاتلون من "قوات الطراميح" التي تتولى الدفاع عن قمحانة وكتائب من "مليشيا النمر" كانت تتمركز في ريف حماة الشمالي، إلى القسم الجنوبي من طريق الإمدار شمالي إثريا.

محاور القتال شرقي طريق خناصر-إثريا تبدو الهدف المقبل لمليشيات النظام، التي لا تريد أن تستعجل أي رد فعل من قبل "التحالف الدولي" بدخولها الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. وبذلك تنهي المليشيات سيطرة التنظيم أولاً في منطقة البادية الحلبية، وتؤمن طريق الامداد بشكل كامل.

مليشيات النظام تتبع سياسة عسكرية موحدة في قتالها ضد تنظيم "الدولة" في بادية حلب. غرفة العمليات في معامل الدفاع جنوب شرقي حلب يشرف عليها ضباط روس وإيرانيون، ومن خلالها يتم توزيع المهام بين المليشيات، وتوجيه إعادة انتشارها. والسياسة العسكرية تعتمد بشكل رئيس على الكثافة النارية المستخدمة في المعارك ضد التنظيم، وأسلوب تقطيع الأوصال من خلال الالتفاف على الأهداف الأرضية الاستراتيجية التي يعتمد عليها التنظيم عادة في فرض سيطرته محاولاً فيها جرّ المليشيات للاشتباك المباشر. التنظيم لم ينجح في جر مليشيات النظام لسيناريو حرب المدن منذ بداية العام 2017، تاريخ بدء العمليات العسكرية للنظام في ريف حلب الشرقي، والتي وصلت اليوم إلى الجنوب الحلبي وكادت تنهي تواجد التنظيم بشكل كامل في ريف حلب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها