الثلاثاء 2017/06/27

آخر تحديث: 12:04 (بيروت)

الغموض يسم الموقف الأميركي تجاه معركة البوكمال

الثلاثاء 2017/06/27
الغموض يسم الموقف الأميركي تجاه معركة البوكمال
الموقف الأميركي الحالي يتراجع ويميل إلى الضبابية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
يبدو أن القرار السابق الذي اتخذته قوات "التحالف الدولي" بالحسم النهائي والسعي لإكمال مشروعها في منطقة التنف والوصول إلى مدينة البوكمال في ريف ديرالزور، قد دخل في مرحلة ضبابية، مع تراجع أميركي عن إطلاق شارة البدء لتنفيذ العملية.

مصادر المعارضة السورية، أكدت لـ"المدن"، أن لا قرار نهائياً بشأن معركة البوكمال حتى اللحظة، على الرغم من استمرار "التحالف" و"جيش مغاوير الثورة" بالتحضير للمعركة، وإعداد العدة والمعسكرات.

ووفق مصادر "المدن" فإن العديد من الأسباب تجعل "التحالف" يفكر ملياً قبل البدء بعملية عسكرية باتجاه البوكمال، أهمها الأعداد القليلة للمقاتلين مقارنة بالمساحات الصحراوية الشاسعة، على الرغم من إشراك بعض القوات الخاصة الغربية. وأضافت المصادر، أن القوات الخاصة الأجنبية تفضل ألا تأخذ كامل المعركة على عاتقها، فهي دائماً تبحث عن حلفاء حقيقيين على الأرض، إلا أنها في الوقت ذاته، لا تريد الإستعانة بحلفاء من "قوات الشهيد أحمد العبدو" و"جيش أسود الشرقية" اللذين يخوضان غمار حرب مفتوحة مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية، منذ أكثر من شهرين، في نقاط متعددة في البادية الشامية وبادية السويداء الشرقية وفي أجزاء من بادية تدمر.


(المصدر: LM)

وأشارت المصادر إلى دور تركي رافض لنقل مقاتلين سوريين من الشمال السوري، عبر أراضيها، جواً إلى الأردن أو "قاعدة التنف" العسكرية التابعة لـ"التحالف". وأوضحت أن آخر تلك المحاولات كانت قبل أسبوع.

وأشارت المصادر إلى أن ما يجري على الأرض لا يخدم عملية البوكمال، و"التحالف" لا يريد تكرار تجربة العملية السابقة الفاشلة في حزيران/يونيو 2016، على الرغم من تحديد موعد العملية الحالية والابقاء على اللمسات النهائية إلى اللحظة الأخيرة. وأكدت المصادر، أن الموقف الأميركي الحالي يتراجع ويميل إلى الضبابية، فهو "ينظر بعين الأفعى لمصالحه".

مصادر عسكرية أكدت لـ"المدن" أن الاجتماعات الأخيرة بين روسيا وأميركا، في العاصمة عمان، كانت مكسباً للولايات المتحدة، في حين لم يكن الدور الروسي، "وسيطاً"، بل دفع لتحقيق مصالحه بغرض افشال المساعي الأميركية. وأضافت المصادر، أن "الاجتماعات لم تحقق أياً من الطلبات الروسية، وما ذُكرَ عن إقفال قاعدة الزكف لا يتعدى الكلام الصحافي، فالزكف منذ البداية هي نقطة حماية لـ(جيش مغاوير الثورة)، والقوات الأميركية فيها ليست ثابتة، بل كانت نقطة ضغط استغلتها الولايات المتحدة".

وأشارت المصادر، إلى أن قاعدة الزكف ما تزال تحت سيطرة "جيش مغاوير الثورة"، وما تزال ضمن النقاط "المحظورة جزئياً" بحسب الأعراف الدولية، حيث تقيم فيها قوات حليفة لـ"التحالف الدولي". وأوضحت أن "أحد الطلبات الرئيسية للاجتماع كانت: ابعاد المليشيات عن الحدود الأردنية، ورفض الأردن لأي دور للمليشيات قرب حدودها. وتعاملت روسيا بدور تجاوز دور الوسيط" بين الولايات المتحدة والأردن من جهة وإيران والنظام من جهة أخرى. وأضافت المصادر: "لا شيء واضحاً، ويبقى أن ما يجري هو مصالح مؤقتة، لا سيما في الاتفاقيات الاميركية-الروسية".

اسقاط المقاتلة التابعة للنظام في منطقة الرصافة جنوبي الرقة، في 18 حزيران/يونيو، أعطى صورة حقيقية لمدى التدخل الدولي في سوريا، رغم التصعيد الروسي الذي تبعها. وما جرى من اسقاط الطائرة على يد "التحالف الدولي" حمل رسائل متعددة للروس، أهمها الابتعاد عن مناطق القوات الحليفة لـ"التحالف الدولي" الذي لن يسمح لقوات النظام ومليشياته بالاقتراب من خطوط الاشتباك في ديرالزور.

مصادر مطلعة، قالت لـ"المدن"، إن الدور الأميركي عاد إلى الغموض ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بخصوص معركة البوكمال. وتابع المصدر: "كانت معركة البوكمال قاب قوسين أو أدنى، والمعركة مكتملة المعالم، وستشارك فيها (قوات سوريا الديموقراطية)، لتضع خطاً فاصلاً أمام تقدم قوات النظام، لكن السياسة الأميركية الآن لا تريد المجازفة والسرعة". واتضح ذلك من التصريحات الأميركية "المرحبة" بمشاركة قوات النظام في المعارك ضد "داعش".

وفي السياق، بدأت قوات "الحرس الجمهوري" تعزيز نقاطها في محاور مطار السين العسكري، وتحديداً في القصر الإماراتي الذي يبعد مئات الأمتار عن المطار العسكري، والذي أصبح غرفة عمليات مع بداية أيار/مايو. وشهدت المنطقة حضوراً كثيفاً لخبراء إيرانيين في المجال الجوي. ومطار السين مُجهّز بمقاتلات خاصة بالمناورات والحروب الجوية، لا لاستهداف المواقع الأرضية، ونادراً ما تستخدمه قوات النظام لقصف المناطق المدنية.

وقال مصدر عسكري من البادية السورية، لـ"المدن"، إن طائرات شحن إيرانية تقوم بعمليات هبوط ليلي، منذ أسبوع، محملة بالعناصر والتجهيزات، وترافق تلك الطائرات مقاتلات حربية.
وذكرت المصادر، أنه في أول إنزال إيراني وصل نحو 50 مقاتلاً، وهم خريجو دورة تدريبة، بالإضافة إلى نقل معدات وتجهيزات عسكرية إلى القصر الاماراتي ونقطة السبع بيار في القلمون الشرقي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها