الأربعاء 2016/06/29

آخر تحديث: 18:30 (بيروت)

"جيش سوريا الجديد": وقائع معركة السيطرة على البوكمال

الأربعاء 2016/06/29
"جيش سوريا الجديد": وقائع معركة السيطرة على البوكمال
خضعت مجموعة من مقاتلي "جيش سوريا الجديد" لدورات مكثفة على عمليات الانزال المظلي (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تعرض "جيش سوريا الجديد" لنكسة بعد هجوم معاكس خاضه مقاتلو "الدولة الإسلامية" في مطار الحمدان بالقرب من مدينة البوكمال. وادعت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، مقتل 40 مقاتلاً من "جيش سوريا الجديد" وأسر 15. وفي حين شكك مصدر مقرب من الجيش لـ"المدن" بأرقام الوكالة، واعتبرها مبالغة كبيرة، إلا أنه لم ينف وقوع الهجوم المعاكس للتنظيم، ولا وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات "سوريا الجديد".

وكان "جيش سوريا الجديد" قد تمكن بعد ساعات من إعلان معركة "يوم الأرض" من التقدم والسيطرة على كافة نقاط الاستطلاع التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في البادية الجنوبية الغربية لمدينة البوكمال، وتمركز جزء من قوات "الجيش" في منطقة البلاكوس جنوب غربي البوكمال بـ15 كيلومتراً.

كما تمكن مقاتلو الجيش من السيطرة على منطقة السكة غربي المدينة بـ5 كيلومترات، بعدما قامت مجموعة من مقاتليه بعملية إنزال مظلي، نفذتها ثلاث مروحيات تابعة لقوات "التحالف الدولي".


طيران "التحالف الدولي" أمنّ طريقاً للقوات البرية عبر البادية الممتدة من التنف حتى مدينة البوكمال، بأكثر من 5 طائرات حربية. كما شن طيران "التحالف الدولي"، منذ ليل الثلاثاء غارات استهدفت نقاطاً للتنظيم في البادية الجنوبية والجنوبية الغربية للمدينة، ومدرسة السواقة في منطقة السكرية غربي البوكمال. وألقى طيران "التحالف" مناشير ورقية فوق المدينة تحذر المدنيين من الاقتراب من مقرات تنظيم "الدولة الإسلامية" والتجمعات العسكرية التابعة له، وتتوعد بقرب زوال التنظيم، كما تضمنت توجيهات للأهالي من أجل الحفاظ على سلامتهم.


وأطلق "جيش سوريا الجديد" الثلاثاء، معركة "يوم الأرض" بهدف السيطرة على مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقطع آخر طرق إمداده بين سوريا والعراق، والمتمثل بمعبر الوليد-حصيبة الحدودي.

وشنّ مقاتلو "جيش سوريا الجديد" هجومهم انطلاقاً من بادية التنف، التي يتخذونها نقاط تمركز لهم، متجهين إلى مدينة البوكمال عبر محور البادية؛ جنوبي وجنوب غربي البوكمال، بدعم من طيران قوات "التحالف الدولي".

وبدأت عمليات التحضير للمعركة قبل أيام، عندما عقد اجتماع ضم "جيش سوريا الجديد" و"جيش أسود الشرقية" و"جيش العشائر العراقية"، المدعومين من "التحالف الدولي"، لتنسيق بدء عمليات عسكرية متزامنة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" على الجانبين السوري والعراقي. وخضعت مجموعة من مقاتلي "جيش سوريا الجديد" لدورات مكثفة على عمليات الانزال المظلي، بإشراف مدربين من قوات "التحالف الدولي" بغرض ضرب أهداف مركزة للتنظيم.

المتحدث باسم "جيش سوريا الجديد" مزاحم السلوم، قال لـ"المدن"، إن تنسيقاً مشتركاً بين "جيش سوريا الجديد" وقوات عشائر الأنبار، التي تتقدم بشكل موازٍ على محور راوة القائم، بهدف تشتيت تنظيم "الدولة الإسلامية" وعدم فتح المجال له للالتفاف على القوات المهاجمة من الجانب العراقي أو العكس.

الناشط الإعلامي بديع محمد، قال لـ"المدن" إن تقدم "جيش سوريا الجديد" عبر البادية، من التنف إلى أطراف المدينة، تمّ من دون أي مقاومة من تنظيم "الدولة الإسلامية" بسبب الغطاء الجوي الكثيف لطيران "التحالف".

وأضاف المحمد أن الاشتباكات بدأت منذ فجر الأربعاء بين الطرفين في محيط الحزام الأخضر وداخل مطار الحمدان الذي تمكن "جيش سوريا الجديد" من السيطرة عليه. ويعتبر المطار من أهم النقاط المحررة منذ بدء العملية إلى الآن وهو مطار خاص بالطيران المروحي. ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين، جنوبي وجنوب غربي المدينة من محور الحزام الأخضر ومنطقة السكة.

وتعد منطقة البلاكوس والسكة وأطراف الحزام الأخضر من جهة الجنوب الغربي ومطار الحمدان، نقاط تمركز "جيش سوريا الجديد"، فيما يتمركز تنظيم "الدولة الإسلامية" داخل المدينة ومنطقة الحزام الأخضر. وقام التنظيم قبل مدة بحفر خندق على الطرف الجنوبي الغربي للمدينة، الذي يعتبر خط الدفاع الأول بالنسبة للتنظيم.

التنظيم أعلن منذ الثلاثاء حالة النفير العام لعناصره في مدينة البوكمال، ويُقدر عدد عناصره بـ700 مقاتل، على رأسهم القيادي العسكري البارز صدام الجمل، المتهم بقتل العشرات من أبناء ديرالزور. وكثف التنظيم من حواجزه داخل المدينة مع تفتيش دقيق للمارة، كما نشر مجموعة من القناصين على المباني المرتفعة داخل المدينة.

كما قام التنظيم بإغلاق جميع صالات الإنترنت في المدينة التي تسودها حالة من الذعر، خوفاً من عمليات انتقام يقوم بها تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو قصف عشوائي من قبل طيران "التحالف الدولي".

وفي أول ردود فعله على تقدم "جيش سوريا الجديد"، بث التنظيم مقطعاً مصوراً لإعدام 5 شبان من أبناء البوكمال، بتهمة التعامل مع "سوريا الجديد".

ويتخوف التنظيم من عمليات داخلية تستهدف مقاتليه تقوم بها خلاية سرية تابعة لـ"سوريا الجديد"، وكذلك من أبناء العشائر، بعدما قامت مجموعة من أبناء عشائر البوكمال ليل الثلاثاء/الأربعاء بمساندة "سوريا الجديد" على جبهات القتال غربي المدينة.

ويعتبر الهدف الرئيسي لعملية "يوم الأرض" هو إغلاق معبر الوليد-حصيبة، آخر المعابر التي تصل بين قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق. وبدا واضحاً دعم "التحالف الدولي" لمعارك تستهدف الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، بدأت في معركة سنجار والشدادي، ومن ثم معركة التنف، واليوم معركة البوكمال، التي ستعرقل حركة مقاتلي التنظيم بين سوريا والعراق بشكل كامل، في حال تمت السيطرة على المدينة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها