ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفدرالية أولغ ماروزوف قوله، إن الإتفاقية بشأن إنشاء مناطق آمنة "هي إشارة طيبة جداً"، إلا أنه حذر من استخدام مصطلح "صفقة".
ويؤكد ماروزوف أن إقامة مثل هذ المناطق "هي فكرتنا المزمنة"، وتقوم مهمتها في اجتذاب الشركاء، الذين يتوقف عليهم حل الصراع في سوريا، إلى هذه الفكرة. و"استعداد اثنين من شركائنا الأساسيين؛ الولايات المتحدة وتركيا، (لم تكن إيران قد وقعت بعد على مذكرة أستانة)" لدعم هذه الفكرة "هو إشارة إيجابية جداً". إلا أنه يحذر من توهم الإفتراض، بأنه "قد تم العثور على مفتاح لجميع المشاكل في سوريا. أعتقد أن الأمر هو البداية فقط".
وتنقل الصحيفة عن ماروزوف تأكيده بأنه لا يعتبر أن روسيا قد ابتعدت بذلك عن الأسد. ويقول "الأسد، حسب معلوماتي، قد ساند فكرة المناطق الأربعة هذه. والأمر يتم بموافقة الأسد التامة، ولا يمكن أن يكون الأمر على غير ذلك. فروسيا تقول، وكما في السابق، أننا موجودون في سوريا بدعوة من الحكومة الشرعية، ولا يسعنا أن نعمل، من دون تنسيق مواقفنا مع الأسد".
أما عميد إحدى كليات مدرسة الإقتصاد العليا في موسكو سيرغي كاراغانوف، فيعتبر أن روسيا قد انتصرت سياسياً في سوريا، وأقامت نظام تعاقب الأنظمة، وحققت جميع الأهداف، عملياً، ولذلك "أصبحنا نملك الآن مواقع قوية بما يكفي لكي نبدأ المحادثات، لاسيما وأننا بحاجة إلى اي اتفاق، في نهاية المطاف، لأن الحرب التي لا تنتهي قد تمتصنا". وأكد هذا البوليتولوج للصحيفة، أن روسيا ينبغي أن تعيش "بعقلها، وليس بعقل الأسد". والمحافظة على بقاء الأسد في السلطة "ليس هدفنا. هدفنا هو التوصل لإقامة سلم ثابت نسبياً في سوريا".
الأمر الذي تجدر الإشارة إليه، هو أن الكلام، الذي ساقته أعلاه صحيفة "فزغلياد" يوم الأربعاء الماضي، وأكدت فيه انسجام الكرملين التام مع ما طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ضرورة إقامة مناطق آمنة في سوريا، بل والمساعدة في إعداد الخطة اللازمة لذلك، قد عادت في اليوم التالي تماماً، أي الخميس، لتقول عكسه. فقد كتبت في التاريخ المذكور مقالة بعنوان "روسيا وتركيا وإيران سوف يقومون بما لم يتسنى للولايات المتحدة القيام به". وقالت، إن المناطق الأربعة الآمنة، التي وقع مذكرة إقامتها كل من روسيا وتركيا وإيرا ن في أستانة، قد تصبح مناطق حظر طيران أيضاً، كما كان يرغب الأميركيون. إلا أن ما يجري "ليس تنازلاً لواشنطن، بل هو جزء من استراتيجية أشد تعقيداً، وليس متاحاً للولايات المتحدة أن تستوعبها".
وبدون الدخول في تفاصيل ما ورد في المقالة الثانية حول المناطق الآمنة في سوريا وصعوبة تحقيقها، كما أشارت الصحيفة، إلا أن المناطق الآمنة هذه ليست، كما يبدو، سوى "الإنتصار" الذي تحدث عنه أحدالخبراء الروس أعلاه، وقال إن روسيا تحتاجه للخروج من الحرب السورية، التي تهدد بأن تكون بلا نهاية. و"الإنتصار" المشار إليه ينبغي أن يؤمن لروسيا، من جهة، عدم عرقلة الحوار التوددي مع الإدارة الأميركية الجديدة، التي لا يمكن تصور أي حل في سوريا بدونها، ومن جهة ثانية أن لا يمس هذا "الإنتصار" ما تحقق من "عظمة" لروسيا خلال مشاركتها في المقتلة السورية المتواصلة منذ سنوات.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها