الثلاثاء 2024/04/23

آخر تحديث: 06:49 (بيروت)

النكات السمجة بين الاميركيين والاسرائيليين

الثلاثاء 2024/04/23
النكات السمجة بين الاميركيين والاسرائيليين
increase حجم الخط decrease

إعلان الأميركيين منذ أيام عن إحتمال فرض عقوبات على كتيبة في الجيش الإسرائيلي، أثار تساؤلات ساخرة لدى الكثيرين من غير اليمينيين الإسرائيليين وحكومة حربهم. بعد أكثر من ستة أشهر من القتل والدمار اللذين لا يزال يرتكبهما الجيش الإسرائيلي في غزة، وأفضيا بإسرائيل إلى محكمة العدل الدولية ووضعا المنطقة على حافة إنفجار شامل، جاء الإعلان الأميركي "نكتة" سمجة تهزأ بأبسط بديهيات الإدراك البشري. ويرى البعض في الخطوة الأميركية مناورة لاستيعاب الضغوط على واشنطن لإلزام إسرائيل بالإنصياع لقرار مجلس الأمن الدولي الذي وصفته واشنطن بأنه غير ملزم. وبدلاٌ من ذلك أعلن الرئيس الأميركي أنه سيوقع على الفور القانون الذي أقره مجلس النواب الأميركي السبت المنصرم بحزمة مساعدات مالية جديدة للدولة اليهودية بقيمة 26,4 مليار$.

 الأكثر سخرية وسماجة من "النكتة" الأميركية، جاءت ردة فعل الإسرائيليين عليها، إذ رآها نتنياهو "ذروة السخافة والإنحدار الأخلاقي، "مع إحترامنا الشديد لأصدقائنا الأميركيين". والإسرائيليون اليمينيون المتطرفون أعلنوا بلسان أحد أبرز ممثليهم وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن كتيبة نيتسا يهودا "يهودا للأبد" (أو ما شابه) خط أحمر. 

تعليقاً على "النكات" السمجة المتبادلة بين الأميركيين والإسرائيليين، والتي تهزأ بعقول البشر الطبيعيين، توفق موقع piter-news الروسي الصادر في بطرسبورغ بتصوير الموقف بمثلين شعبيين روسيين. قال الموقع، الأميركيون يفرضون عقوبات على كتيبة "يهودا للأبد" ــــ طردوهم من بيت الدعارة بسبب الدعارة. وعن إعلان اليمينيين الإسرائيليين بأن العقوبات على الكتيبة هي خط أحمر ـــ النحل ضد العسل. 

يرى الموقع أن الكتيبة الإسرائيلية التي تضم المتدينيين الإسرائيليين المتطرفين، هي وحدة من التشكيلات النازية SS، والتي يخدم فيها الأرثوذوكسيون الأشد ولاءاً للرايخ ـــ إسرائيل. ويعلق على صورة رمز الكتيبة، ويرى أنه لا ينقصها سوى الصليب المعكوف بين مخالب النسر. ويشير إلى أن الكتيبة اشتهرت بأشد الأعمال فظاعة ضد المدنيين الفلسطينيين. لكن كان من المستبعد أن يلتفت أحد لفظاعاتها لو لم يكن بين ضحاياها الفلسطينيين مواطن أميركي من أصول فلسطينية. ويقول بأنه قد "رأينا" ذلك من قبل في أوكرانيا وبلدان أخرى، والآن في إسرائيل. فحين يتعرض السيد للإهانة يأمر أشد أتباعه إخلاصاً بأن يلزموا حدهم. 

ردة الفعل الحادة للموقع الموالي هذا لم تشاركه بها مواقع الإعلام الروسية الأخرى، وخاصة الرسمية منها، حيث اقتصرت تغطيتها على الجانب الإخباري فقط. فقد نشرت وكالة تاس في 22 الجاري نصاُ رأت فيه أن الولايات المتحدة تخطط لتوسيع العقوبات ضد الجيش الإسرائيلي لتشمل وحدات عدة. نقلت من تل أبيب عن صحيفة The Times of Israel قولها بأن الولايات المتحدة عازمة على فرض عقوبات على وحدات من الجيش والبوليس الإسرائيلي، عدا كتيبة "يهودا للأبد". وتنقل عن محاوري الصحيفة الإسرائيلية  قولهم بأن الخارجية الأميركية تقوم منذ أكثر من سنة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها أعضاء "يهودا للأبد" ووحدات أخرى. وأشار أحد محدثي الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي اتخذ في خريف العام 2022 قراراً بإبعاد كتيبة "يهودا للأبد" عن الضفة الغربية لوقف إحتكاكها بالفلسطينيين. لكن القيادة العسكرية الإسرائيلية  لم تحاسب أحداً من الجنود والضباط على الجرائم المفترضة.

محدث الصحيفة الإسرائيلية الآخر رأى أن العواقب السلبية للعقوبات الأميركية ستكون محدودة. فالكتيبة المعنية لن يكون بوسعها المشاركة في المناورات مع الجيش الأميركي، ولن يكون بوسع إسرائيل تسليم الكتيبة الأسلحة الأميركية المقرة في إطار المساعدات العسكرية. لكن هذا الحظر لن يشمل الأسلحة التي تشتريها إسرائيل من الولايات المتحدة. مصادر الصحيفة الإسرائيلية لم تستبعد أن تقتدي بلدان غربية أخرى بالمثال الأميركي. وفي الوقت عينه، لم تستبعد مصادر الصحيفة أيضاً إحتمال أن لا تكتفي الولايات المتحدة بفرض عقوبات على خرق حقوق الإنسان ليس بالضفة الغربية فقط، بل وفي غزة أيضاً. 

النقاش حول خدمة المتدينين اليهود في الجيش الإسرائيلي مزمن. لكن من يرغب منهم في الإلتحاق بالخدمة العسكرية هيأ له الجيش كل الظروف لتأدية فروضه الدينية، والكتيبة المذكورة مثال على ذلك. فقد نشر موقع chabadkyiv اليهودي الأوكراني نصاً تعذر تحديد تاريخ نشره، تحدث فيه عن خدمة المتدينين اليهود في الجيش الإسرائيلي. ينفي الموقع ما يصفه بالصورة النمطية الشائعة في إسرائيل وأوكرانيا عن أن اليهود المتدينين يتجنبون بشتى الوسائل الخدمة في الجيش. ويشير إلى أن حاخام مدينة كييف الرئيسي كان طياراُ عسكرياً، تدرج في الخدمة حتى رتبة رائد. 

يتحدث الموقع عن سرية إنزال جوي خاصة في الجيش الإسرائيلي لليهود الحريديم تم إنشاءها العام 2016، والتحقت بها الخريف المنصرم الدفعة السادسة من المجندين المتدينين اليهود الذين اقسموا اليمين عند حائط المبكى. ويقول بأن الجيش الإسرائيلي نظم للمتدينين حياة يومية تسمح لهم بممارسة الشعائر الدينية والصلاة ثلاث مرات في اليوم. أما في ما تبقى فلا تختلف مهام خدمتهم اليومية عن سواهم من العسكريين الاخرين. ويقول الموقع أن الجيش أنشأ منذ العام 2002 كتيبة مشاة موازية لكتيبة الإنزال الجوي "يهودا للأبد"، يخدم فيها اليهود الأجانب الوافدون بمعظهم من الولايات المتحدة وفرنسا.

بعد أن يستطرد الموقع في سرد تفاصيل عن خدمة المتدينين العسكرية، يستدرك ليقول بأن خدمة هؤلاء في الجيش هي ديكور أكثر من كونها ظاهرة طبيعية عادية. ويشير إلى أن عددهم في الجيش بلغ العام 2017 حوالي 7000 آلاف عسكري.

موقع Mignews الإسرائيلي الناطق بالروسية نقل في 21 الجاري عن زعيمة حزب العمل الإسرائيلي Meirav Michaeli تأييدها للعقوبات الأميركية على كتيبة "يهودا للأبد". وقالت زعيمة الحزب أن الكتيبة تقتل الفلسطينيين دون سبب، ووصفت العقوبات بأنها خطوة مثيرة للقلق وتدعو للتأمل. لقد حان للجميع منذ وقت بعيد أن يعود إلى نفسه ويعي أن الإعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. 

ورأت أن كتيبة "يهودا للأبد" التي تشكل جزءاً من الجيش الإسرائيلي، كان ينبغي أن يتم حلها منذ سنوات طويلة. فمعظم المتطرفين الدينيين الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي، لم يعودوا في الخدمة الآن. والكتيبة المعنية هي كتيبة "شبيبة التلال" وأولئك الذين يعتبرون الدين حجة للهجوم على العرب. هي الكتيبة التي تلقن العنف للمستوطنين، وتنشط نفسها في إنتاجه. هي الكتيبة التي تركت أميركياً-فلسطينياً في الثمانين من العمر يموت على الأرض. الكتيبة التي تقتل الفلسطينيين بلا أسباب حقيقية. الكتيبة التي تضرب الأسرى الفلسطينيين وتسيئ معاملتهم. 

تنتهي زعيمة الحزب الإسرائيلي إلى التأكيد بأن الحماية التلقائية لكتيبة "يهودا للأبد، والقول بأنها "جزء لا يتجزأ من الجيش الإسرائيلي" تلقي بظلال ثقيلة على الجيش الإسرائيلي بأكمله. وهذا هو أحد أسباب الفساد في الجيش الإسرائيلي، والضرر الذي لحق بمهنيته وقدرته على الفوز، والضرر الدولي الخطير الذي لحق بشرعية إسرائيل”.




 






increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها