ترامب يوبّخ "الناتو"..ويهين الألمان

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطاباً حاد اللهجة أمام أعضاء حلف شمال الأطلسي، قائلاً إنهم لا ينفقون ما يكفي على الدفاع، وإن بعض الدول الأعضاء تدين "بأموال طائلة" للولايات المتحدة والحلف.

وقال ترامب، أثناء اصطفاف زعماء الحلف بجواره في المقرّ الجديد للحلف في بروكسل، الخميس، إن "على الدول الأعضاء في الحلف تسديد متوجباتها بشكل عادل والوفاء بالتزاماتها المالية"، معتبراً أن "هذا ليس عدلاً للمواطنين الذين يسددون الضرائب في الولايات المتحدة"، وذلك في إشارة إلى دول الحلف التي لا تبلغ موازنتها الدفاعية 2 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي، وهو الهدف المحدد بحلول 2024.

ولم تتضمن كلمة ترامب المقتضبة دعماً واضحاً وصريحاً للبند الخامس من "معاهدة الأطلسي"، الذي ينصّ على وجوب أن يساعد الحلفاء أي دولة عضو في حال تعرضها لاعتداء خارجي. وقال الرئيس الأميركي إن "حلف المستقبل يجب أن يركز على الارهاب والهجرة وعلى التهديدات من روسيا على الحدود الشرقية والجنوبية للحلف الأطلسي".

وخلال حضوره مأدبة عشاء مع زعماء الحلف، شدد ترامب على ضرورة العمل لوقف الإرهاب "وإلا فإن الرعب الذي شاهدتموه في مانشستر ومواقع غيرها كثيرة سيستمر إلى الأبد"، وأضاف "هذه المخاوف الأمنية الكبيرة هي السبب الذي يجعلني مباشراً جداً جداً.. في القول إنه ينبغي في النهاية لأعضاء الحلف المساهمة بحصصهم العادلة".

في المقابل، دافع الأمين العام لـ"الأطلسي" ينس ستولتنبرغ عن ترامب، قائلاً إنه رغم "فظاظته" إلا أنه وجه "رسالة صريحة وواضحة بشأن المتوقع" من الأعضاء. ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي كبير قوله، إن كثيراً من الحضور لم يتقبلوا تصريحات ترامب، الذي ترك مأدبة عشاء للزعماء قبل انتهائها، ليطير إلى إيطاليا لحضور قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى المقررة الجمعة. وأضاف المسؤول "لم يكن المكان ولا التوقيت المناسبين. لم يكن أمامنا سوى التظاهر بأن الأمر لا يزعجنا".

وكان من أبرز لقاءات ترامب على هامش قمة "الأطلسي"، اجتماع عقده مع الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون في السفارة الأميركية في بروكسل، حيث هنأ ترامب نظيره الفرنسي، الذي يصغره بـ30 عاماً "بالفوز الرائع" الذي حققه في الانتخابات الفرنسية، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قوله الرئيس الأميركي لماكرون خلال الغداء في السفارة الأميركية "كنت مرشحي"، مضيفاً أنه لم يدعم زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان رغم ما تناقلته وسائل الاعلام.

في غضون ذلك، أفادت مجلة "در شبيغل" الأسبوعية الألمانية أن ترامب، وخلال اجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي الخميس، شنّ هجوماً حاداً على المانيا وصادراتها من السيارات إلى الولايات المتحدة. ونقلت المجلة عن الرئيس الأميركي قوله خلال لقائه رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك وعدداً من كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي في بروكسل، إن "الألمان سيئون، إنهم سيئون جداً".

وأضاف "انظروا إلى ملايين السيارات التي يبيعونها في الولايات المتحدة. هذا مريع. سوف نوقف هذا الامر"، واوضحت المجلة أن يونكر تدخل عندها ليدافع بقوة عن ألمانيا، مؤكداً لترامب أن التجارة الحرة مفيدة للجميع.

ولم يرد تعليق من البيت الأبيض ولا المستشارية الألمانية، حتى الآن، على ما أوردته "در شبيغل".

وطغت الخلافات بين بروكسل وواشنطن حول روسيا وموضوع التجارة الدولية على اللقاء الاول بين ترامب ومسؤولي الاتحاد الأوروبي، إذ صرّح توسك بعد انتهاء اللقاء "لست متأكداً مئة بالمئة بأنه بإمكاننا القول اليوم إن الرئيس وأنا لدينا موقفاً مشتركاً ورأياً مشتركاً حيال موضوع روسيا".