الإثنين 2017/04/24

آخر تحديث: 19:18 (بيروت)

ماكرون-لوبان:شرخ فرنسي جديد

الإثنين 2017/04/24
ماكرون-لوبان:شرخ فرنسي جديد
تأهل لوبان للدورة الثانية تمّ بفضل أصوات مهمشي الريف والمدن الصغيرة. (Getty)
increase حجم الخط decrease
أعلن الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرنسوا هولاند دعمه المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 أيار/مايو المقبل، الذي يتنافس بها مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.


ويصطف أكبر خاسرين في الدورة الأولى، حزبا اليمين "الجمهوري" واليسار "الاشتراكي"، وراء ماكرون، تخوفاً من وصول لوبان إلى سدة الرئاسة. وبحسب هولاند فإن "حضور اليمين المتطرف يعرض بلدنا مجدداً للخطر (..) وإزاء هذه المجازفة، لا بد من التعبئة ومن الوضوح في الخيار. من جانبي ساصوت لايمانويل ماكرون".

ويبدو أن لوبان تسير على خطى والدها مؤسس "الجبهة الوطنية" جان ماري لوبان، الذي خسر في الدورة الثانية عام 2002، عندما احتشد الناخبون من اليمين واليسار حول المرشح المحافظ جاك شيراك، من أجل استبعاد حزب، اعتبروا أن أفكاره اليمينية المتطرفة المناهضة لأوروبا والهجرة غير ملائمة.

ووفقاً لتقرير أعدته وكالة "فرانس برس"، فإن تأهل لوبان للدورة الثانية بنسبة 21,91 في المئة من الأصوات، أي حوالي 7,6 مليون ناخب، تمّ بفضل أصوات ناخبي المناطق الريفية والمدن الصغيرة الذين همشتهم العولمة.

وقالت زعيمة "الجبهة الوطنية" الداعية للانفصال عن الاتحاد الأوروبي، مساء الأحد، إن "الرهان الكبير لهذه الانتخابات هو العولمة العشوائية التي تهدد حضارتنا. إما أن نستمر على طريق إلغاء الضوابط تماماً أو تختارون فرنسا". وأضافت لوبان أن الاختيار الآن "هو بين العولمة المتوحشة في عالم يمكن أن يسافر فيه الإرهابيون بحرية، وفرنسا ذات حدود قوية"، وتابعت "حان الوقت لتحرير الشعب الفرنسي من النخبة السياسية الحالية"، داعية الفرنسيين إلى هزم "وريث فرانسوا هولاند"، في إشارة إلى ماكرون الذي كان مستشارا للرئيس الفرنسي قبل أن يعينه وزيراً للاقتصاد في ما بعد.

وساهمت المناطق التي تفتقر إلى الأنشطة الصناعية والمنتشرة فيها البطالة، إلى حد كبير في نجاح مارين لوبن: 31 في المئة في الشمال و27,8 في المئة في الشرق - والنسبة نفسها في الجنوب الشرقي المعقل التقليدي للحزب (28 في المئة) الذي يتأثر بخطابها المناهض للهجرة.

أما في المدن الكبرى، فحققت لوبان نتائج سيئة جداً، وحظيت ب 5 في المئة فقط من أصوات باريس، و8 في المئة في ليون، باستثناء مارسيليا التي فازت بـ23 في المئة من أصواتها، في حين حقق ماكرون أفضل نتائجه في باريس بنسبة 34,8 في المئة، وفي ليون حيث حصد 30 في المئة من أصوات المقترعين.

ماكرون، من جهته، قال لأنصاره "أريد أن أكون رئيسا للوطنيين ضد تهديد القوميين"، وأعلن أنه سيسعى إلى كسر نظام "غير قادر على الاستجابة لمشكلات بلادنا منذ أكثر من 30 عاماً"، مضيفاً "من اليوم أريد أن أصنع أغلبية لحكومة ولتحول جديد، سيتألف من وجوه جديدة وموهبة جديدة يمكن لكل رجل وامرأة أن يجد لنفسه مكانا فيه".

في غضون ذلك، قال الأمين العام لنقابة "القوة العاملة" جان كلود مايي إن "تحليل الاصوات يظهر شرخين اجتماعي وجغرافي" في فرنسا بين المدن الكبرى واجهة العولمة السعيدة، وفرنسا الأطراف والمدن الصغيرة والمتوسطة والمناطق النائية والريفية البعيدة عن فرص العمل والخدمات العامة.

وتطرقت صحيفة "لوموند" الفرنسية في عدد الإثنين إلى هذا الموضوع، معنونة "ماكرون-لوبن : فرنستان"، لافتة إلى "وجود بلدين يتواجهان، المناطق الريفية التي صوتت بكثافة لمارين لوبان والمدن التي صوتت بكثافة لايمانويل ماكرون".

وقال الخبير السياسي جويل غومبان لـ"فرانس براس" إن لوبان لا تعتمد في استراتيجيتها الجديدة على الانقسام بين اليمين واليسار، "بل في انقسام جديد بين مؤيدي العولمة والوطنيين". وبحسب غومبان فإن هذه الاستراتيجية نجحت بما أن هاتين الايديولوجيتين تتواجهان في الدورة الثانية، مضيفاً "لكن لا شيء يدل على أنه يمكن للجبهة الوطنية أن تحظى بغالبية على أساس هذا الانقسام".

ويظهر استطلاع أجراه "مركز هاريس" لاستطلاعات الرأي أن ماكرون سيفوز في الجولة الثانية بنسبة 64 بالمئة مقابل 36 بالمئة للوبان، وأعطى استطلاع "إبسوس/سوبرا ستيرا" توقعات مماثلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها