ترامب يعلن الحرب على رئيس مجلس النواب

ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى استيائه من حليفه ورئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين، على خلفية فشله في توفير الأصوات اللازمة في مجلس النواب لإلغاء نظام الرعاية الصحية الذي وضعه الرئيس السابق باراك أوباما، المعروف باسم "أوباماكير".

وقال راين في مؤتمر صحافي بعد فشل تمرير القانون، إنه "سيتم التعايش مع برنامج (أوباماكير) إلى أجل غير مسمّى".

ومُني ترامب بانتكاسة كبيرة الجمعة، إثر سحب مشروعه لإصلاح الضمان الصحي الأميركي، لعدم تمكنه من حشد التأييد الكافي في صفوف الجمهوريين أنفسهم في الكونغرس.
فشل ترامب بتعديل النظام الصحي يعتبر التراجع الثاني عن مشروع كبير خلال 9 أسابيع فقط في السلطة، بعدما علّق القضاء مرسومين أصدرهما لحظر دخول اللاجئين والمواطنين من ست بلدان مسلمة إلى الولايات المتحدة.

وبعد التزامه الصمت لساعات، لجأ ترامب إلى موقع "تويتر"، السبت، مغرداً ومتوعداً "أوباماكير سينهار وسنتجمع كلنا ونبني معاً قانون ضمان صحي رائعاً من أجل الشعب. لا تقلقوا"، من دون أن يحدد أي من معالم مشروع القانون الجديد .

ورفض ترامب تحميل الغالبية الجمهورية في الكونغرس مسؤولية فشل إلغاء "أوباماكير"، وقال في تصريحات في المكتب البيضاوي، إن مسعى الرعاية الصحية "كان ضحية لمعارضة شرسة من الديموقراطيين". وقال إنه شعر بـ"خيبة أمل" بعد عرقلة "تكتل الحرية"، وهو مجموعة من المحافظين في مجلس النواب، تشريعه الخاص بالرعاية الصحية، مضيفاً "تعلمنا الكثير عن الولاء.. وتعلمنا الكثير عن قواعد مبهمة جداً في مجلسي الشيوخ والنواب".

وفي حين عبّر ترامب عن ثقته في بول راين، دعا الرئيس الأميركي متابعيه عبر "تويتر" إلى مشاهدة برنامج المذيعة في قناة "فوكس نيوز" جانين بيرو قبل بثه بساعات. وبدأت المذيعة الحلقة بتعليق، دعت فيه بول راين إلى التنحّي من منصبه رئيساً لمجلس النواب.

وقالت بيرو إن "على راين أن يتنحّى، لفشله فى توفير الأصوات اللازمة لإلغاء قانون (أوباماكير)، واستبداله بمشروع قانون الرعاية الصحية (الذي قدمته إدارة الرئيس ترامب)"، معتبرة أن "عجرفة" راين أحرجت ترامب في أول مئة يوم من فترته الرئاسية.

فشل ترامب بالوفاء بأحد أبرز وعود حملته الانتخابية يضع علامات استفهام حول قدرة الرئيس الأميركي، الآتي من عالم إدارة الأعمال، على التعويل على الغالبية الجمهورية في الكونغرس لتمرير تشريعات مهمة تعهّد بوضعها، مثل الإصلاحات الضريبية وبرامج ضخمة للبنية التحتية.

ولم تلقَ محاولة ترامب كسب ودّ المتشددين المعارضين لمشروع إصلاح نظام الرعاية الصحية أي استجابة، خاصة أنه أبعد راين بدرجة كبيرة عن المفاوضات. ولجأ ترامب إلى تغيير أسلوبه متوقفاً عن محاولة اجتذاب المعارضين المحافظين، وأطلق في المقابل إنذاراً لكل الجمهوريين بضرورة دعم المشروع. لكن هذا لم يفلح أيضاً.

ويبدو أن ترامب أخفق أيضاً في إقناع الشعب الأميركي بأن مشروع القانون الجديد أفضل من ذلك الذي يسعى لإلغائه. وبحسب وكالة "رويترز"، فإن استطلاعات الرأي تظهر أن المشروع البديل لا يحظى بشعبية تذكر، وقد شكا الجمهوريون المحافظون من أن مكاتبهم تتلقى طوفاناً من الاتصالات التي تعبر عن المعارضة الشديدة له.

وبحسب مكتب الميزانية التابع للكونغرس، والذي يحلل الأثر المادي لمشروع القانون المقترح، فإن مشروع ترامب سيحرم 24 مليون أميركي من التأمين الصحي خلال السنوات العشر القادمة، وسيقلص حوالى 150 مليار دولار من عجز الموازنة.