السبت 2017/12/30

آخر تحديث: 12:26 (بيروت)

النظام يثبت سيطرته على أبو دالي..بمساعدة الكتيبة الروسية والعشائر

السبت 2017/12/30
النظام يثبت سيطرته على أبو دالي..بمساعدة الكتيبة الروسية والعشائر
اتبعت مليشيات النظام سياسة الأرض المحروقة (عنب بلدي)
increase حجم الخط decrease
تمكنت مليشيات النظام من تثبيت سيطرتها على قرية أبو دالي، الجمعة، وتابعت تقدمها لتسيطر على عدد آخر من القرى والمزارع القريبة من أبو دالي، وهي الحمدانية ومحطة الحمدانية في ريف حماة الشمالي الشرقي، والناصرية وتل مرق والناصرية وأبو عمر في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وحاولت المليشيات مواصلة تقدمها نحو قرى النيحة وخوين الكبير وعطشان مستفيدة من انهيار دفاعات المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام" في المنطقة بسبب القصف العنيف الذي تعرضت له مواقعها خلال الساعات الـ24 الماضية. وكانت مليشيات النظام قد تقدمت نحو مواقعها الجديدة من ثلاثة محاور انطلاقاً من قرى الدجاج وأم حارتين وتل المقطع.

واتبعت مليشيات النظام سياسة الأرض المحروقة، ونجحت في تحقيق تقدم سريع بفضل التغطية النارية البرية والجوية التي مهدت لتقدمها في المنطقة، كذلك عملت نيران المليشيات الكثيفة المدفعية والصاروخية وغارات الطيران الحربي والمروحي على إفشال محاولات المعارضة و"تحرير الشام" التي شنت هجمات معاكسة بقصد استعادة ما خسرته.

وتجاوز عدد الغارات الجوية التي شنتها طائرات النظام الحربية والطائرات الروسية بالقرب من خطوط الاشتباك في ريفي حماة وادلب 100 غارة جوية، وامتدت إلى قرى ومزارع بالقرب من محور الرهجان. وطال القصف الجوي قرى وبلدات منطقة معرة النعمان، خاصة قرى سنجار التي قتل فيها مدنيون، جراء القصف الجوي الذي استهدف منازلهم.

القصف الجوي الروسي المكثف تسبب بمقتل عدد كبير من مقاتلي الفصائل و"تحرير الشام"، واستهدفت الطائرات الحربية طرق الامداد ودمرت عدداً من المدرعات والسيارات العسكرية التابعة للمعارضة. ونفذت مروحيات البراميل عشرات الطلعات الجوية في سماء المنطقة وألقت براميلها المتفجرة على أبو دالي والقرى المجاورة، وقصفت قرى تابعة للتمانعة وسنجار. في المقابل، قالت المعارضة إنها قتلت أكثر من 20 عنصراً من مليشيات النظام، الجمعة، في كمين نفذته في قلب قرية أبو دالي. وقتل عدد من عناصر المليشيات بعد استهداف آلياتهم الثقيلة بصواريخ مضادة للدروع على جبهتي أبو دالي وأبو عمر.


(المصدر: LM)

الناطق الإعلامي باسم "جيش النصر" محمد رشيد، أكد لـ"المدن"، أن الطائرات الروسية استخدمت القنابل العنقودية وقنابل ارتجاجية واسعة التدمير في قرى أبو دالي والحمدانية، وعطشان وسكيك وتل مرق، وفي الوقت نفسه استهدفت المليشيات بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية المواقع المستهدفة بالتقدم البري ما أجبر المعارضة على الانسحاب من مواقعها.

وأوضح رشيد أن المليشيات تجنبت الاشتباك المباشر مع المعارضة المسلحة، كما جرت العادة خلال الفترة السابقة. وفسّر رشيد التكتيك الجديد لمليشيات النظام، والذي يعتمد على سحق دفاعات المعارضة من خلال القصف المتنوع بمعدلات هائلة، بهدف تقليل خسائر المليشيات. المليشيات كانت قد خسرت في محوري أبو دالي وأم حارتين، أكثر من 100 عنصر بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى 15 آلية عسكرية نصفها مدرع والباقي سيارات رباعية الدفع وحاملات مدافع 57.

وأكد رشيد أن القوات الخاصة الروسية تدير المعارك على الأرض وتقدم الطائرات الروسية تغطية جوية على مدار الساعة للمليشيات. وأنهت "كتيبة المدفعية والصواريخ" التابعة للقوات الروسية عمليات انتشارها، ونصب قواعدها في ثلاثة مواقع شمالي وشمال شرقي حماة، وشاركت فعلياً في تقديم التغطية النارية للمليشيات، في معارك الجمعة.

"كتيبة المدفعية والصواريخ" الروسية كانت قد وصلت، الأربعاء، إلى حماة قادمة من ديرالزور. القسم الأكبر من الكتيبة وصل جواً إلى مطار حماة العسكري، ورافقها في رحلتها الجوية أكثر من 500 عنصر من المليشيات قدموا من ديرالزور أيضاً للمشاركة في عمليات مناطق شرقي سكة الحجاز، ما قبل مطار أبو ضهور.

وتم نشر الحصة الأكبر من قواعد الصواريخ ومدافع 130 الروسية في القاعدة الروسية التي تقع على الضفة اليمنى لوادي العاصي، في المنطقة الواقعة بين مدينتي طيبة الإمام وحلفايا في ريف حماة الشمالي، أما القسم الآخر فتم نشره في "اللواء 66" قرب ناحية الحمراء، وفي "كتيبة المدرعات" القريبة منه وفي "اللواء 87" شرقي مدينة حماة.

مليشيات النظام استبدلت قواتها المهاجمة في ريفي حماة وادلب بقوات جديدة بدأت أولى عملياتها العسكرية في المنطقة، الجمعة. كذلك زجت المليشيات بكتائب عشائرية مسلحة تعود أصولها إلى قرية أبو دالي والقرى المحيطة بها، وينتمي معظمها لعشيرتي الهيب والموالي. المليشيات العشائرية تسلمت محور قرية أبو دالي ونجحت في تثبيت سيطرة النظام على القرية والتصدي لمحاولات المعارضة و"تحرير الشام".

وحاولت مليشيات النظام التقليل من خسائر قواتها المقتحمة، وسحبت رأس الحربة الذي خاض معارك الفترة السابقة بمعنويات منهارة بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرض لها، نحو مواقع خلفية واستبدلته بعناصر جديدة، جنبتهم الالتحام المباشر مع المعارضة من خلال التغطية النارية الكثيفة التي كانت كافية لإجبار المعارضة و"تحرير الشام" على الانسحاب، ما عدا بعض الجيوب التي كان لا بد من الاشتباك المباشر فيها. وهو تكتيك لطالما نفذته القوات الروسية في أكثر من موقع، منذ أواخر العام 2015 وحتى الآن، من حلب إلى ريف الرقة وديرالزور.

ومن المتوقع أن تشغل مليشيات النظام محور الرهجان في ريف حماة الشمالي الشرقي خلال الساعات القادمة، بنفس الوتيرة التي شهدها محور أبو دالي بريف ادلب، إذ مهدت الطائرات الحربية، الجمعة، بقصف مكثف استهدف عشرات المواقع والقرى القريبة، وحشدت المليشيات مزيداً من التعزيزات العسكرية والمدرعات في قريتي أبو الغر والمستريحة.

في المقابل، لم تتفق فصائل المعارضة و"تحرير الشام"، حتى الآن على غرفة عمليات، رغم التقدم الكبير الذي أحرزته المليشيات في المنطقة خلال الساعات الماضية. مشاركة بعض الفصائل بقيت محدودة، و"حركة أحرار الشام" لم تنشر مزيد من عناصرها في المنطقة، وظلت متمركزة في عطشان وسكيك، وكذلك "فيلق الشام" و"حركة الزنكي" لم يضعا حتى الآن ثقلهما في المعركة.

وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي حققته مليشيات النظام في ريف حماة، ما تزال خريطة السيطرة بالنسبة للمعارضة و"تحرير الشام"، غير خاسرة، فمعظم القرى والمزارع التي خسرتها صغيرة، تمت السيطرة على معظمها مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2017. المراحل القادمة من العملية العسكرية لمليشيات النظام ستكون أكثر عنفاً، لأنها ستستهدف مراكز بشرية كبيرة وذات كثافة سكانية مقبولة، على الرغم من التهجير الذي تعرضت له خلال الفترة الماضية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها