الأحد 2017/11/19

آخر تحديث: 15:06 (بيروت)

مكتب "منظمة التحرير" في واشنطن: تحضير الأوراق لمرحلة جديدة؟

الأحد 2017/11/19
مكتب "منظمة التحرير" في واشنطن: تحضير الأوراق لمرحلة جديدة؟
AFP ©
increase حجم الخط decrease

توالت الردود الفلسطينية الرسمية والفصائلية إزاء عدم تجديد المصادقة على فتح مكاتب "منظمة التحرير" في واشنطن، ومحاولة ابتزازاها بإعادة فتح المكاتب مقابل دخولها بمفاوضات مباشرة وذات مغزى من أجل التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل، بالإضافة إلى وقف ملاحقتها للحكومة الإسرائيلية في المحكمة الجنائية الدولية بسبب ممارساتها بشأن الإستيطان والأسرى وغيرها.

وأعربت الرئاسة الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة، عن استغرابها الشديد من الاجراء الاميركي الأخير، واشنطن، خاصة "وان لقاءات الرئيس محمود عباس، مع نظيره الاميركي دونالد ترامب، تميزت بتفاهم كامل حول خطوات تمهد لخلق اجواء تسمح باستئناف عملية السلام".

وقال ابو ردينة "إن الجانب الفلسطيني لم يتلقَ أية أفكار رغم مضي أشهر طويلة، ولقاءات متعددة مع الجانب الاميركي، مما يفقد الادارة الاميركية اهليتها للقيام بدور الوسيط، وانسحابها من مهامها كراعية للعملية السياسية، وذلك من أجل تحقيق السلام الذي وعد الرئيس ترامب بالعمل من أجل الوصول إليه". واعتبر أن هذا الاجراء خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الاميركية- الفلسطينية، الامر الذي يترتب عليه عواقب خطيرة على عملية السلام.

وتأتي المقايضة الأميركية بين المصادقة مجدداً على فتح مكتب "منظمة التحرير" في واشنطن، والذهاب إلى مفاوضات مع اسرائيل مع وقف تام للخطوات الفلسطينية في المحافل الدولية، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن ان العد التنازلي يسير قدماً لإعلان خطة ترامب لحل "الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي" ضمن ما يسميها "ًصفقة القرن"، فهل هي استراتيجة جديدة تنتهجها الإدارة الأميركية لتنفيذ الضغط الإستباقي على القيادة الفلسطينية وإرباكها قبل اعلان الخطة؟

عضو اللجنة التنفيذية ومسؤولة دائرة الثقافة والإعلام لـ"منظمة التحرير" حنان عشراوي، أكدت لـ"المدن" وصول رسالة مباشرة من الخارجية الأميركية إلى مكتب المنظمة في واشنطن، في السادس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، للإبلاغ حول قرارها عدم تجديد "ترخيص فتح المكتب" كما هو معمول به دورياً كل ستة اشهر، منذ سنوات نشوء السلطة الفلسطينية ودخولها عملية التسوية، الأمر الذي فسرته عشراوي بأنه يندرج في سياق وضع "المنظمة تحت الاختبار" لمفاوضتها ومقايضتها، إذ جاءت الرسالة "ملتوية"، وربطت العودة عن هذا الإجراء بإثبات المنظمة جديتها بالسلام عبر تحديد ما إذا كان بنيتها الإنخراط في مفاوضات مع اسرائيل خلال 90 يوماً.

غير أن عشراوي تستغرب هذا الإبتزاز الذي من شأنه أن يشجع اسرائيل، وتقول: "اي مفاوضات؟ فكل شيء متوقف، ونحن ننتظر الخطة الأمريكية التي يتحدثون عنها!". وأوضحت أن واشنطن تضع المنظمة في دائرة "تحت خطر الإرهاب"، وهذه اللهجة الأميركية هي الأولى من نوعها، فسياستها المحابية لإسرائيل دائماً باتت "مفضوحة أكثر". وأشارت إلى أن هذه الخطوة تنم عن عدم اتزان في اتخاذ القرار الأميركي، وأن ما يجري يأتي في سياق "تحضير الأوراق لمرحلة جديدة".

وتضيف "واضح انهم يهيؤون الأمور للمستقبل، ويضعون المنظمة تحت ضغوطات، لكن هذا خطأ كبير؛ فالإدارة الأميركية الحالية لم تقدم أي شيء ولم تلتزم علناً بحل الدولتين ولم تدعُ إلى وقف الإستيطان المخالف للشرعية الدولية".

وترى عشراوي أنه من المفارقة أن تُعاقب الضحية ويُكافأ الجاني، وتشير إلى أن قضية "عدم الالتزام الفلسطيني بالسلام" بحسب زعم الإدارة الأميركية، لها علاقة بتصريحات سابقة لرئيس السلطة محمود عباس في الأمم المتحدة في ايلول/سبتمبر الماضي، عندما طالب "بملاحقة اسرائيل في الجنايات الدولية على جرائمها"، غير أن عشراوي تؤكد أن هذه التصريحات لم تُترجمها السلطة إلى خطوات عملية، حتى تُعاقب عليها. وتتساءل: "لماذا لا تُحاسب اسرائيل على تصريحاتها المضرة بعملية السلام؟".

من جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات لـ"المدن"، إن الاتصالات مستمرة مع واشنطن، وإن القيادة بانتظار ما سيخرج عن اجتماعات تعقد في الأيام المقبلة بين الخارجية الاميركية والبيت الابيض، لتحديد كيفية التعاطي مع هذه المسألة.

وعلى صعيد الفصائل الفلسطينية، اعتبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أن تهديد الادارة الأميركية بإغلاق مكتب بعثة المنظمة بمثابة "التأكيد على سياسة ثابتة ومعادية لطالما اعتمدتها الادارات الأميركية المتعاقبة ضد شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية، والتعبير عن الدعم المطلق والمتواصل للكيان الصهيوني الذي يتمسك بسياسته الاستعمارية المتناقضة مع قرارات الشرعية الدولية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها