الثلاثاء 2016/08/02

آخر تحديث: 18:36 (بيروت)

حلب: معركة مفتوحة..حتى لقاء بوتين واردوغان

الثلاثاء 2016/08/02
حلب: معركة مفتوحة..حتى لقاء بوتين واردوغان
ويضاف إلى الدور التركي، رغبة سعودية في هزيمة روسيا في حلب (انترنت)
increase حجم الخط decrease
اقتربت المعارضة السورية المسلحة من فك حصار حلب الشرقية، وبقيت كتلة المدراس العسكرية في الراموسة هي من تفصل حلب الشرقية عن الريف الخاضع لسيطرتها جنوباً. واستطاع مقاتلو المعارضة من بعد السيطرة على قرية المشرفة، ليل الإثنين/الثلاثاء، نقل معاركهم إلى أسوار "كلية التسليح" ثاني أكبر مدرسة عسكرية في الراموسة بعد مدرسة المدفعية.

ويبدو أن غرفتي عمليات "جيش الفتح " و"فتح حلب" قد غيرتا الخطة (آ) والتي كانت تقضي بالتقدم من جنوب الحمدانية باتجاه الشرق، وهي الطريق التي فضلها راسمو خطة معركة "فك الحصار". ويعود تغيير الخطة إلى أسباب متعددة منها؛ تأجيل الإصطدام بقوات النظام والمليشيات، وذلك بغرض جرّها لاحقاً إلى معركة حرب شوارع اثبت المعارضة تفوقها فيها في إدلب وجسر الشغور وأريحا. كما أن من أهم أسباب تغيير خط العمليات، هو تخفيف حدة القصف الجوي على المعارضة بعد دخولها ضمن الأبنية الجنوبية من حي الحمدانية.

لكن سقوط "مشروع 1070 شقة" السكني في اليوم الأول من المرحلة الأولى من المعركة بيد المعارضة، والسيطرة على قرية المشرفة في اليوم الثاني، جعلت مقاتلي "جيش الفتح" والجيش الحر وجهاً لوجه مع المليشيات في "كلية التسليح" و"مدرسة المدفعية"، ما فتح شهية قادة المعارضة وجعلهم يغيرون خط العمليات، ليركزوا على كتلة المدارس العسكرية الثلاث، ويستعدوا لاقتحامها.

ويلاحظ أهمية التكتيك العسكري المتبع في المعركة، وهو الالتحام المباشر مع قوات النظام والمليشيات لحظة التمهيد المدفعي، وهو التكتيك الذي اتبعه "جيش الفتح" عندما سيطر على قرية خلصة في ريف حلب الجنوبي. حينها التحم مقاتلو "جبهة النصرة" و"الحزب الإسلامي التركستاني" مع مقاتلي "حزب الله" والمليشيات. وهو تماماً ما فعله مقاتلو المعارضة في المشرفة و"مشروع 1070" جنوبي الحمدانية.

وفي السياق، تسعى "جبهة فتح الشام"، "النصرة" سابقاً، إلى اثبات ذاتها مجدداً بعد موجة الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها بعد اعلان اسمها الجديد وفك ارتباطها بتنظيم "القاعدة". وذلك بغرض اثبات انحيازها للثورة السورية على حساب لعنة الارتباط بـ"القاعدة" التي مازالت تطاردها. في المقابل، بقي أسلوبها على حاله في الهروب من الانتقادات بعد الهزات التي تعرضت لها، عبر البحث عن أي نصر عسكري للتغطية على الجدل والاتهامات التي تطالها. وهو شبيه بما حدث عقب اعتدائها على "جبهة ثوار سوريا"، فقامت بفتح معركة معسكر وادي الضيف بالقرب من معرة النعمان والسيطرة عليه. كما أنها شنّت معركة إدلب بعد القضاء على "حركة حزم".

ومن متابعة الوضع الميداني، يبدو أن "جيش الفتح" والجيش الحر، سيفضلان ضرب الخاصرة الرخوة للمدارس العسكرية، وهي "كلية التسليح" الواقعة إلى الجنوب من "المعهد الفني الجوي" و"مدرسة المدفعية"، في أسفل هضبة قرية المشرفة. الأمر الذي سيسهل اقتحام كتلة المدراس العسكرية الممتدة على طريق الراموسة، حيث تقع "المدرسة الفنية الجوية" شمالاً ويلاصقها "مدرسة المدفعية" من الجهة الجنوبية ومن ثم "كلية التسليح". فالسيطرة على "كلية التسليح" يُجنّبُ خيار اقتحام "المدرسة الفنية الجوية" المكشوفة على مواقع النظام في الحمدانية والعامرية.

وتضم "مدرسة المدفعية" عشرات المستودعات و"الهناغير" وسكن الطلاب ومقرات للمحاضرات ومقرات القيادة. وكان النظام قد أخلاها من الطلاب العسكريين، منذ نحو سنتين، لتتخذها المليشيات الشيعية و"الحرس الثوري" الإيراني كمعسكرات ومقرات قيادة لها. وتحتوي "مدرسة المدفعية" على عشرات مدافع الميدان المتنوعة، التدريبة والقتالية، سبق واستخدمتها قوات النظام لقصف ريف حلب الغربي وحي الراشدين.

ولا يمكن فصل المعركة الحالية عن الأوضاع الميدانية العامة، ورغبة المعارضة العسكرية في فك الحصار الذي يُهدد 300 ألف مدني في حلب الشرقية بالموت البطيء، لكن ذلك لا ينفي أيضاً رغبة تركية في كسر حصار المدينة الأهم استراتيجيا لها.

ولاشك أن تركيا لا تُفضل لقاء أردوغان مع بوتين، في 9 آب/أغسطس، والورقة الحلبية بيّد روسيا وإيران والنظام. الأمر الذي يعزز موقف تركيا في التفاوض لايجاد دور لتركيا في التفاهم الروسي–الأميركي.

ورغم الأوضاع الداخلية التي تمر بها تركيا بعد فشل الانقلاب، إلا أنها لم تغفل عن الملف السوري، وكان ضابط الاستخبارات التركية المُكلّف بالملف السوري والمُلقب بـ"أبو الفرقان"، وبعد تركه الملف لشهرين، عاد والتقى قادة جميع الفصائل العسكرية السورية قبل بدء المعركة بيوم واحد.

ويضاف إلى الدور التركي، رغبة سعودية في هزيمة روسيا في حلب، بعد رفضها عرضاً علنياً بحفظ دورها في المنطقة، إذا ما تخلت عن بشار الأسد. ويعتقد "أصدقاء الشعب السوري" بمن فيهم أميركا، أن هزيمة حلفاء النظام في حلب ستحسن من شروط الاتفاق الروسي-الأميركي، لصالحهم. وذلك بعدما بدا الدور الروسي واضحاً في حصار حلب، حتى أن وزير الدفاع الروسي، هو من أعلن عن استكمال الحصار بلسانه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها