الثلاثاء 2016/07/05

آخر تحديث: 10:37 (بيروت)

حلب: فشل النظام في الملاح.. فهاجم الخالدية والأشرفية

الثلاثاء 2016/07/05
حلب: فشل النظام في الملاح.. فهاجم الخالدية والأشرفية
ركزت المعارضة جهودها على محور حي الخالدية، لاستعادة النقاط التي خسرتها (خالد الخطيب)
increase حجم الخط decrease
تقدمت قوات النظام والمليشيات الموالية، الإثنين، في منطقة المعامل الملاصقة لحي الخالدية، وسيطرت على كتلة مبانٍ صناعية تعرف بمعامل شبيب. وجاء تقدم قوات النظام بعد محاولات مستمرة، ومعارك  إمتدت لأكثر من 72 ساعة، شملت جبهات الخالدية وشيحان والأشرفية وبني زيد ومنطقة صالات الليرمون الصناعية. وتزامنت العمليات العسكرية لقوات النظام، مع هجمات مسلحة وقصف من "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي تسيطر على حي الشيخ مقصود، ضد معاقل المعارضة في السكن الشبابي وعلى طريق الكاستيللو.



وتصدت فصائل المعارضة المسلحة المنضوية في "غرفة عمليات فتح حلب"، لهجمات قوات النظام، وشنت هجوماً معاكساً في المحاور ذاتها، ليل الإثنين، شمل الجبهات التي حاول النظام التقدم فيها، في الأشرفية وبني زيد. وركزت المعارضة جهودها على محور حي الخالدية، لاستعادة النقاط التي خسرتها. وتضم "غرفة عمليات فتح حلب" فصائل متعددة، تُشارك على جبهات حلب المختلفة، وشارك منها في عمليات الإثنين "الفرقة 16" و"لواء السلطان مراد" و"لواء صقور الجبل"..

وفجرت "جبهة النصرة" سيارة مفخخة، في حي منطقة صالات الليرمون، في تجمع لقوات النظام، وقالت إنها قتلت عشرين عنصراً، واشتبك مقاتلوها مع المليشيات التي حاولت التقدم والتمركز في مبان صناعية بالقرب من دوار الليرمون الذي يعتبر عقدة مواصلات ونقطة تمنح من يسيطر عليها الاشراف على منطقة واسعة من طريق الكاستيللو.

القائد العسكري في "الفرقة 16" محمد حيان، أكد لـ"المدن" أن المعارضة تمكنت من قتل 50 عنصراً للنظام والمليشيات، سقط معظمهم في الخالدية الذي شهد معارك هي الأعنف، في اشتباكات قريبة وحرب شوارع. كما تمكنت المعارضة من تدمير دبابة لقوات النظام ومدرعة وعدد من السيارات المحملة برشاشات ثقيلة ومتوسطة.

وأوضح حيان أن المليشيات، لم تكن لتستطيع التقدم في منطقة معامل الخالدية لولا الدعم الجوي الروسي، الذي نفذ عشرات الغارات الجوية في المنطقة، بالصواريخ والقنابل المخترقة للتحصينات، والقنابل العنقودية، وكذلك القصف المتواصل بالبراميل المتفجرة والمدفعية والصواريخ، والتي لم تهدأ على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وكان أعنفه الأحد والإثنين.

وأشار حيان إلى أن "قسد" في حي الشيخ مقصود، ساندت قوات النظام والمليشيات الموالية في هجماتها، وبالتحديد في حيي الأشرفية وبني زيد، وحاولت التقدم في بعض النقاط مستغلة الفرصة وانشغال المعارضة في جبهات معامل الخالدية. وتسيطر على "قسد" "وحدات حماية الشعب" الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي"، النسخة السورية من حزب "العمال الكردستاني".

وأوضح حيان أن مختلف المحاور التي حاولت التقدم فيها قوات النظام والمليشيات كانت تهدف إلى الإشراف بشكل مباشر على طريق الكاستللو، والتقدم نحوه. والكاستللو هو الطريق الذي بُذلت من أجل قطعه والسيطرة عليه حياة المئات من المقاتلين المنتمين لمليشيات متنوعة، لبنانية وعراقية ومن "الحرس الثوري" الإيراني، وبدعم جوي روسي استمر لأشهر، وبشكل مركز استهدف مثلث حريتان الملاح كفر حمرة، لكنه فشل.

وتأتي محاولات قوات النظام والمليشيات للتقدم في الأحياء الجنوبية من حلب، بعدما فشلت محاولاتهم المتكررة على مدى الشهرين الماضيين بالتقدم على جبهات الملاح وحندرات وتل مصيبين في الضواحي الشمالية، وتكبدت هناك خسائر بشرية كبيرة في صفوفها في مواجهات دامية مع المعارضة المسلحة التي أبلت بلاء حسناً برغم الكثافة النارية الجوية والبرية التي كانت تتعرض لها.

لكن الخيار الثاني الذي يحاول النظام من خلاله الوصول إلى طريق إمداد المعارضة الوحيد، وتهديده بالقطع، ومن ثم حصار المدينة وفصلها عن الضواحي، سوف يحقق له مكاسب إضافية: فجبهات المعارضة في الخالدية والأشرفية وبني زيد، تُشرف بشكل مباشر على الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام، وتهدد نيران المعارضة باستمرار مواقعه فيها، وتصل القذائف المحلية الصنع والهاون والرشاشات الثقيلة بكل سهولة إليها. وإذا تحقق للنظام المزيد من التقدم في المنطقة الصناعية المحيطة بدوار الليرمون، ستصبح الأحياء الخاضعة لسيطرته، وبالتحديد التي تقطنها طبقة أثرياء ومتنفذي حلب، بعيدة عن مرمى نيران المعارضة، كذلك سوف تتحقق منفعة اقتصادية كبيرة إذا ما تم تفعيل هذ المنشآت الصناعية.

القائد العسكري في "تجمع فاستقم كما أمرت" العقيد أحمد كردي، قال لـ"المدن"، إن النظام يظن أنه سينجح بالتقدم في  جبهات الخالدية، والليرمون والاشرفية، وهو يعول على نجاح واحد من المحاور على الأقل، والذي يمكن من خلاله تحقيق الغاية في الوصول إلى الكاستللو، علماً أن الجبهات هنا في المدينة وفي مشارفها الشمالية الغربية مختلفة تماماً عن جبهات الضواحي في الملاح. وأوضح العقيد كردي، أن المناطق المستهدفة من قبل المليشيات تتمتع بتحصين عالٍ، ولن تستطيع الغارات الروسية على كثرتها وعنفها، ولا حتى البراميل والقصف المستمر بالمدفعية والصواريخ أن تحقق للقوات المقتحمة الأفضلية وسرعة التقدم، كما كان يحصل في جبهات الملاح، وهي جبهات مفتوحة، ويكاد يكون العمران فيها على شكل جزر متفرقة أصبح أكثر من نصفها مدمراً بسبب القصف الذي تعرضت له خلال السنوات الثلاث الماضية.

وكانت كلفة السيطرة على كتلة مبانٍ صناعية صغيرة في الخالدية "شبيب"، وفق العقيد كردي، معارك عنيفة مع المعارضة، وبشكل متوصل على مدى الأيام الثلاثة الماضية، ومهدت قوات النظام والمليشيات لتقدمها بعشرات الغارات الجوية الروسية والبراميل المتفجرة والمدفعية والهاون وصواريخ أرض-أرض، التي حولت الكتلة الصناعية إلى منطقة مدمرة يستحيل على المعارضة البقاء فيها.

وكانت جبهات سيف الدولة في مدينة حلب والملاح في ضواحيها الشمالية، قد شهدت اشتباكات عنيفة، فجر الثلاثاء، بين قوات النظام والمليشيات الموالية، وبين المعارضة المسلحة التي تصدت لمحاولات تقدم لمجموعات متسللة. وتمكنت المعارضة من تدمير مدافع رشاشة للقوات المعادية في الملاح وحندرات وقتلت عدداً من العناصر.

وشن الطيران الروسي ومروحي البراميل، أكثر من 100 غارة جوية، واستهدفت الغارات أحياء المدينة والمدن والبلدات في الضواحي الشمالية والغربية، وطال القصف، حيان ودارة عزة، والأتارب والسحارة والأبزمو، وياقد العدس ومعارة الأرتيق وكفرناها وكفر حمرة، وحريتان، وعندان، والملاح. كما استهدف القصف أحياء السكري والقاطرجي، والصاخور، ومساكن هنانو، ما أدى إلى مقتل 10 مدنيين على الأقل وجرح آخرين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها