الخميس 2016/06/23

آخر تحديث: 14:36 (بيروت)

"داعش" يطرد قوات النظام من الرقة.. ويهاجمها في حماة

الخميس 2016/06/23
"داعش" يطرد قوات النظام من الرقة.. ويهاجمها في حماة
أعلنت وكالة "أعماق" الموالية لتنظيم "الدولة الإسلامية"، قتل عناصر التنظيم لثلاثة جنود روس (انترنت)
increase حجم الخط decrease
خسرت قوات النظام والمليشيات الموالية لها، كافة المناطق التي تقدمت إليها في الأسابيع الماضية في ريف محافظة الرقة الغربي، بعد حملة تم الترويج لها على أنها الضربة القاضية التي ستحرر مطار الطبقة وتصل إلى مدينة الرقة.

ونعت مصادر إعلامية موالية للنظام، الأربعاء، رئيس أركان "الفرقة العاشرة" اللواء حسن سعدو، بعد مقتله خلال المعارك التي شهدها طريق إثريا-خناصر. وأعلنت وكالة "أعماق" الموالية لتنظيم "الدولة الإسلامية"، قتل عناصر التنظيم لثلاثة جنود روس. وأوضحت الوكالة أنهم قتلوا بعد تفجير عبوة ناسفة في سيارة عسكرية كانت تقلهم بين قريتي أنباج وأبو العلاج، خلال انسحابهم. وتقع أبو العلاج على الحدود الإدارية بين الرقة وحماة.

كما نشرت الوكالة صوراً شخصية للمقاتلين الروس ووثيقتين قالت إن مقاتلي "داعش" حصلوا عليهما بحوزة الجنود الروس. وأشارت الوكالة إلى أن جثث المقاتلين الروس قد تفحمت جراء الانفجار، ونشرت صورة لبقايا الآلية التي قتلوا فيها، فيما لم يصدر أي تأكيد رسمي روسي حتى الآن.

وبعد أن تراجعت قوات النظام والمليشيات الموالية لها، الثلاثاء، إلى خارج الحدود الإدارية للمحافظة، عادت وتكبدت الأربعاء خسائر جديدة، على يد تنظيم "داعش". وشنّ عناصر التنظيم هجوماً على قوات النظام في تلة السيريتل الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي الشرقي، وهي النقطة التي كانت تسيطر عليها قوات النظام قبل بدء هجومها البري باتجاه الطبقة. هجوم التنظيم على التلة هو على ما يبدو محاولة لقلب المعادلة، وحصار قوات النظام، عبر التقدم جنوباً وغرباً لقطع طريق أثريا-خناصر، وبالتالي حصار قوات النظام في حلب. التنظيم تمكن من السيطرة على تلة السيريتل، ليل الأربعاء/الخميس، وتدور المعارك منذ فجر الخميس جنوبي وغربي التلة، على محور طريق أثريا-السلمية، بعدما تمكن التنظيم من تأمين طريق أثريا-الرصافة.

مصدر محلي قال لـ"المدن" إن الخطة التي اتبعها "داعش" في معاركه الأخيرة، هي ترك قوات النظام تتقدم في عمق مناطقه وبمسافات كبيرة وصلت إلى 70 كيلومتراً في البادية، ثم مهاجمتها من جهات مختلفة. فالسيطرة على كل هذه المساحة، كانت أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للنظام، نتيجة ضعف مصادر قواته البشرية، ما اضطره إلى استخدام عناصر من الشرطة و"الأمن العسكري" في مؤخرة القوات المتقدمة. ولم تلقَ قوات النظام في تقدمها مقاومة حقيقية، سوى في بعض الكمائن والألغام ومعارك مشاغلة لا أكثر. التنظيم فاجأ قوات النظام عبر مهاجمتها بعمليات إغارة سريعة من الأطراف الشرقية والغربية، بواسطة قواته التي أحضرها من بادية تدمر ومنطقة الكوم. واستقدم التنظيم حوالي 500 عنصر من تلك المناطق بالإضافة إلى 300 عنصر من الرقة. طبيعة عمليات الهجوم السريعة والقريبة ساهمت بشكل كبير في تحييد الطيران، خوفاً من إصابة قوات النظام. كما لجأ التنظيم إلى ضرب مؤخرة قوات النظام المهاجمة من الشرق، وبالتالي محاولة حصار طليعة قوات النظام المتقدمة وفصلها عن طريق إمدادها، الأمر الذي أجبر قوات النظام على الانسحاب. كذلك لوحظ استعمال التنظيم المكثف للصواريخ الحرارية المضادة للدروع، خاصة صواريخ "ميتس" الروسية، والتي كان قد استولى عليها في معارك سابقة مع قوات النظام في ريف حمص الشرقي.

مصدر "المدن" أكد أن معظم قوات التنظيم من أبناء المنطقة، وقائد العملية كان أميراً من أوزبكستان يدعى أبو محمد الأوزبكي. وأضاف المصدر أن التنظيم تمكن من قتل ما لا يقل عن 90 عنصراً من قوات النظام ومليشيا "صقور الصحراء" وأسر 44 منهم، كما استولى على ذخائر وأسلحة جديدة. المصدر توقع إصدار التنظيم لمقطع مصوّر يُظهر عملية الأعدام الجماعي للأسرى، بشكل يشبه إعدام الأسرى في مطار الطبقة بعدما سيطر عليه التنظيم قبل عامين.

وافاد شهود عيان لـ"المدن" عن استهداف طائرة بدون طيار، الأربعاء، بصاروخين لسيارة تابعة لـ"داعش" وبداخلها أربعة أشخاص في حقل الحباري النفطي، ما أدى إلى مقتلهم فوراً، من دون تحديد هوية الطائرة إن كانت تابعة لقوات النظام وروسيا أو إلى قوات "التحالف الدولي".

قوات النظام، وفي معرض انتقامها لخسائرها، بدأت منذ الإثنين، بشن الغارات الجوية، على مدينة الرقة. واستهدفت الغارات مساكن المدنيين وبناء "بنك بيمو" وحي الثكنة ومديرية الكهرباء، ما أوقع عشرات القتلى بين المدنيين.

وتوحي قوة المعارك والتكتيك الذي اتبعه التنظيم بأنه لن يسلم مدينة الطبقة الاستراتيجية، التي تعتبر صلة الوصل الوحيدة بين مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي في الباب ومنبج ومسكنة ودير حافر، ومدينة الرقة وباديتها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها