الأربعاء 2016/05/25

آخر تحديث: 15:05 (بيروت)

معركة "عزل الرقة" بدأت

الأربعاء 2016/05/25
معركة "عزل الرقة" بدأت
قوات أميركية مكونة من 150 عسكرياً ستكون موجودة في خطوط المعارك المتقدمة (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أعلنت "قوات سوريا الديموقراطية"، الثلاثاء، إطلاق معركة "تحرير شمالي الرقة" بهدف السيطرة على الريف الشمالي للمدينة وطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها، وذلك في مؤتمر صحافي في بلدة الشركراك جنوبي مدينة تل أبيض.

وبدأت المعركة في تمام الساعة الثانية من ظهر الثلاثاء، وانطلقت من محورين، بدعم من طيران "التحالف الدولي": من الشمال الغربي عبر بلدة عين عيسى، ومن الشمال الشرقي عبر بلدة سلوك، لتشكيل مثلث تكتمل أضلاعه بالسيطرة على موقع "الفرقة 17" والذي يُعتبر المدخل الشمالي للرقة. 

وتداول ناشطون أخباراً عن توجه تعزيزات كبيرة من الآليات والعناصر من مدينة تل أبيض باتجاه بلدة عين عيسى. مصدر مشارك في العمليات العسكرية من جانب "قوات سوريا الديموقراطية"، نفى لـ"المدن"، أن يكون الهدف في الوقت الحالي هو السيطرة على مدينة الرقة، موضحاً أنّ العملية تسير وفق مراحل تقضي بعزل الرقة عن ريفيها الشمالي والغربي، وهذا هو الهدف في الحالي.

ومن المقرر أن يتوقف تقدم القوات عند مشارف "الفرقة 17" على بعد 3 كيلومترات شمالي الرقة. وبحسب ما يزعم القائمون على المخطط، فستكتفي "وحدات حماية الشعب" الكردية، المكون الرئيس لمليشيا "قوات سوريا الديموقراطية" والذراع العسكرية لحزب "العمال الكردستاني"، بمحاصرة الرقة، بينما سيدخلها أبناؤها "العرب" الذين يقاتلون تحت راية "سوريا الديموقراطية"، ويشمل ذلك "لواء تحرير الرقة" و"جبهة ثوار الرقة" و"قوات النخبة و"لواء أحرار عنزة" و"كتائب شمس الشمال". ولكن تلك القوات العربية مجتمعة، لا تمثل سوى إضافات شكلية على "قوات سوريا الديموقراطية".

ويتخوف سكان الرقة من دخول "وحدات الحماية" وهي المتهمة بتنفيذ جرائم تطهير عرقي ضد العرب في مناطق كثيرة سبق ودخلتها، ما قد يدفع عرب الرقة إلى مساندة تنظيم "الدولة" لمواجهة "الوحدات"، دفاعاً عن أرضهم. وهذا أمر يستغله التنظيم، ويعمل على تجييش مشاعر العداء لحزب "العمال الكردستاني".

وأضاف مصدر "المدن" أنّ قوات أميركية مكونة من 150 عسكرياً ستكون موجودة في خطوط متقدمة، لتقديم الاستشارة والمساعدة في تحديد مواقع التنظيم، لاستهدافها من قبل طيران "التحالف الدولي".

وقال شهود إنّ طائرات التحالف الدولي شنت منذ ليل الثلاثاء/الأربعاء، غارات جوية على مواقع للتنظيم في قرية الهيشة وبلدة تل السمن، من دون معرفة الخسائر في صفوفه، فيما اندلعت اشتباكات عند قرية قرطاج جنوب غربي عين عيسى، بين "سوريا الديموقراطية" و"داعش". وقد تقدمت "قوات سوريا الديموقراطية" من بلدة عين عيسى باتجاه قرية تل السمن التي تقع على بعد 33 كيلومتراً شمالي الرقة، وسط غارات من طائرات "التحالف الدولي" على مشارف تل السمن. وتراجعت قوات التنظيم إلى داخل القرية، التي تدور فيها الاشتباكات حالياً. وتعتبر قرية تل السمن مهمة استراتيجياً، حيث يقع إلى جنوبها جسر فوق قناة الري الرئيسية، والذي عمد التنظيم إلى تفخيخه وربما يقوم بتفجيره لاحقاً اذا اضطر للانسحاب، لإعاقة تقدم "سوريا الديموقراطية". وتعتبر قناة الري الحاجز الطبيعي الوحيد الذي يفصل ريف الرقة الشمالي عن مدينة الرقة.

وأفاد نشطاء عن قيام التنظيم بتحصين مواقعه في الجهة الشمالية لمدينة الرقة، خاصة "السجن المركزي" ومحيط "الفرقة 17" و"مطحنة الرشيد"، وقام بحفر الخنادق حولها، في ما يبدو أنها نقاط تمركز أساسية للدفاع عن المدينة. وكذلك قام التنظيم بنشر حواجز طيارة على مدخل الرقة الجنوبي، وعند جسر الصوامع شمالها، والتدقيق في هويات المارة.

وأعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أن موسكو مستعدة لتنسيق الجهود مع "التحالف الدولي"، و"قوات سوريا الديموقراطية"، لاسترجاع الرقة من قبضة التنظيم، وأكد أنّ "الرقة هي أحد أهداف التحالف ضد الإرهاب، شأنها في ذلك شأن الموصل العراقية"، وأشار إلى استعداد الطائرات الروسية التنسيق مع طائرات "التحالف الدولي"، وقبل كل شيء مع "الجيش السوري" ومختلف الوحدات الكردية.

وكان "التحالف الدولي" قد القى قبل أيام منشورات ورقية تطلب من أهالي المنطقة الخروج بعد اقتراب موعد المعركة، وتسود بين السكان المدنيين في الرقة حالة من الخوف، وقد سجّلت زيادة ملحوظة في أعداد النازحين من المدينة باتجاه الأرياف، بعدما سمح التنظيم بخروج المدنيين إلى الأرياف المجاورة، شريطة ألّا يحمل النازح معه أي شيء من أغراضه أو أدواته المنزلية. وتركزت حركة النزوح باتجاه الريف الشرقي للمدينة.

وأبدى سكان مدينة الطبقة، غربي الرقة، تخوفهم من سيطرة قوات النظام على مدينتهم، نتيجة انشغال التنظيم بمعارك الرقة. وتعتبر الطبقة بوابة نحو ريف حلب الشمالي الشرقي، كما يمكن للنظام في حال سيطر عليها، التقدم لفتح طريق جديد لقواته إلى حلب المدينة. وتبعد قوات النظام والمليشيات الإيرانية المتمركزة في مدينة أثريا، مسافة 60 كيلومتراً عن الطبقة، التي تعتبر مهمة لروسيا أيضاً، لوجود سد الفرات، ومطار الطبقة العسكري الذي ستستخدمه في حال سيطرت عليه، كقاعدة متقدمة، لضرب جميع الفصائل في دير الزور وريف حلب الشرقي والشمالي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها