الإثنين 2016/05/30

آخر تحديث: 17:06 (بيروت)

وحدة ارتباط إسرائيلية مع سوريا.. هل تتورط إسرائيل بالحرب؟

الإثنين 2016/05/30
وحدة ارتباط إسرائيلية مع سوريا.. هل تتورط إسرائيل بالحرب؟
الحكومة الإسرائيلية صادقت على تعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للدفاع (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
سمحت السلطات الإسرائيلية بنشر معلومات في الصحف المحلية، عن وحدة الارتباط العسكرية التي أقامها الجيش الإسرائيلي مع الجانب السوري من الجولان. وستتولى هذه الوحدة مهمة التواصل مع السكان، وتنسيق المساعدات ونقل الجرحى الذين يسقطون على الحدود، وستحل مكان الجهات والهيئات التي كانت تتابع تلك المسائل.


صحيفة "يديعوت أحرونوت" كانت أولى وسائل الإعلام التي كشفت هذا الموضوع، ونقلت عن مصارد أمنية إسرائيلية، قولها إن هذا الأمر سيضمن الهدوء على طول الحدود السورية، إذا امتد القتال من القنيطرة إلى الأراضي التي تحتلها إسرائيل في الجولان.


ويرى محللون إسرائيليون، أن هذه الوحدة تحاكي وحدة ارتباط أقامتها إسرائيل في جنوب لبنان، خلال فترة الحرب الأهلية في السبعينات، لكنهم، في النسخة السورية من هذه الوحدة، يحذّرون من أن تتورط إسرائيل في ما يحصل داخل سوريا، لأن هذا التحرك يحتمل أن يكون شريطاً أمنياً سينشئه الاحتلال بصورة منفردة استغلالاً للفراغ الذي شكّله انسحاب قوات النظام السوري، وخساراتها المتلاحقة في تلك المنطقة أمام المعارضة و"جبهة النصرة".


وبحسب مقالة نشرها المحلل الإسرائيلي ألكس فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" وترجمها موقع "المصدر"، فإن الخطوة الإسرائيلية تطرح تساؤلات عديدة: "هل سيعيد التدخل الإسرائيلي في جنوب لبنان نفسه أيضاً في هضبة الجولان السورية؟ تستعد إسرائيل لفترة طويلة من عدم الاستقرار ومن فراغ سلطوي في المنطقة. في الأسابيع الأخيرة وسّع الجيش الإسرائيلي ومأسَسَ، أجهزة القيادة الشمالية التي تعمل في الحفاظ على التواصل مع السكان المحليين في الجولان السوري. وهكذا بُنيت العلاقة أيضاً مع سكان جنوب لبنان العام 1976. وأصبح نقل الإمدادات الإنسانية عن طريق الجدار الطيب مع مرور الأيام علاقة متواصلة في إطار وحدة الاتصال مع لبنان".


وبينما تقلل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من حجم التخوف، وتؤكد أن هذه المنظومة لن تورط إسرائيل في سوريا على غرار وحدة الارتباط التي أقيمت مع لبنان، على الرغم من أنها عسكرية، إلا أن نائب وزير التعاون الإقليمي أيوب قرا أجاب، بحسب "يديعوت أحرونوت"، على أسئلة الصحافيين حول هذا الموضوع، بالقول إن الوضع في سوريا يشكّل "حالة صعبة، خطرة جدا، لا يمكنك وصفها.. إنه عالم آخر تماما. عندما تنتقل من إسرائيل إلى لبنان أو إلى سوريا، ترى الفرق.. يمكنني أن أقول لك، في يوم ما ستمرّ بما مرّ به هؤلاء الناس، ولن ترغب في أن تبقى حياً".


هذه المستجدات تأتي على وقع عاصفة سياسية في إسرائيل، تمثلت في مصادقة الحكومة الإسرائيلية، رسمياً، على تعيين الرجل الأكثر تطرفاً في إسرائيل زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، وزيراً للدفاع، خلفاً لموشيه يعالون الذي استقال احتجاجاً على مشاورات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع ليبرمان حول هذا الموضوع، معتبراً أنها تشكل خطراً على إسرائيل.


فضلاً عن ذلك، يعتبر البعض أن إقامة وحدة ارتباط اسرائيلية مع سوريا، لم يأتِ من دون موافقة روسية، إذ إن إسرائيل لا تتحرك في القضية السورية من دون التشاور مع موسكو مؤخراً. وكانت الأشهر الماضية قد شهدت اجتماعات عديدة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونتنياهو. وفي سياق التقارب الإسرائيلي-الروسي حول سوريا، ستعيد موسكو دبابة غنمتها القوات السورية خلال معركة السلطان يعقوب في سهل البقاع، في الجنوب اللبناني.


الدبابة الإسرائيلية تم نقلها في بداية ثمانينات القرن الماضي إلى الاتحاد السوفياتي -آنذاك- من أجل تفكيك منظومتها ودراستها. وهي موجودة حالياً في متحف في إحدى ضواحي موسكو. وقد اعترفت القوات الإسرائيلية خلال تلك المعركة، بمقتل 20 جندياً، وفقدان 6 آخرين، واستيلاء الجيش السوري على 8 دبابات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها