الخميس 2016/03/17

آخر تحديث: 16:04 (بيروت)

إعلان فيدرالية كردية في سوريا.. واعتراض موسكو وواشنطن

الخميس 2016/03/17
إعلان فيدرالية كردية في سوريا.. واعتراض موسكو وواشنطن
بوغدانوف: لا يحق للأكراد أن يقرروا بصورة أحادية مسائل فدرلة سوريا، ولاسيما خارج مفاوضات جنيف (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

أقر مؤتمر الرميلان، في محافظة الحسكة شمالي سوريا، وثيقة النظام الفيدرالي في مناطق الأكراد، وأفادت وكالة "هاوار" الكردية أن الاجتماع التأسيسي الذي استؤنف الخميس، بعد تعليقه الأربعاء، أعلن مناطق الأكراد في شمال سوريا محكومة تحت النظام الاتحادي الديموقراطي.

وتم الإعلان رسمياً عن إخضاع مناطق سيطرة الأكراد إلى النظام الفيدرالي مساء الخميس، بعد تخطي تحفظات مكونات أخرى من السريان والآشوريين والتركمان والعرب، على مسودة الوثيقة، مطالبين بضمانات عدم انفصال هذه المناطق عن سوريا.

وزارة الخارجية الأميركية جددت موقفها من إعلان الأكراد نظام حكم فيدرالي في مناطقهم في سوريا، وأكدت أنها لن تعترف بمناطق للحكم الذاتي داخل سوريا وأنها تعمل من أجل دولة موحدة غير طائفية تحت قيادة مختلفة. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، الخميس، "لا نؤيد قيام مناطق ذات حكم ذاتي أو شبه مستقلة داخل سوريا، وأضاف "ما نريده هو سوريا موحدة بكاملها بها حكومة لا يقودها (الرئيس) بشار الأسد تستجيب (لتطلعات) الشعب السوري. سوريا كاملة موحدة غير طائفية.. هذا هو الهدف".


وخلال الأيام الماضية، لم يصدر أي تعليق سوري رسمي حول هذا الموضوع، إلا أن وزارة الخارجية السورية حذّرت، الخميس، أي "طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان- محافظة الحسكة لأن طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساساً بوحدة الأراضي السورية، الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية". ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في الخارجية قوله، إن "أي إعلان في هذا الاتجاه (تطبيق الفيدرالية) لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي، طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية وشرائحه المتمسكين جميعاً بوحدة بلادهم أرضاً وشعباً".


من جهة ثانية، قال الكرملين إنه لا يحق للأكراد في سوريا الشروع بتطبيق نظام الحكم الفيدرالي في مناطقهم بصورة أحادية. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الخميس، إن "شكل النظام الداخلي للدولة السورية (يعدّ) من الصلاحيات الحصرية للسوريين أنفسهم. ويجب اتخاذ القرارات بهذا الشأن في إطار عملية شاملة تشارك فيها كافة المجموعات الطائفية والإثنية التي تسكن في أراضي سوريا، ومنهم الأكراد والشيعة والسنة والعلويون والدروز والآخرون". وأضاف "يجب على السوريين أنفسهم أن يقرروا نظام الحكم المستقبلي لبلادهم، ويجب عليهم جميعا أن يشاركوا في إعداد مشروع دستور جديد للبلاد".


هذا الموقف أكده نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث قال في تصريحات لوكالة "نوفوستي" الروسية، إنه لا يحق للأكراد أن يقرروا بصورة أحادية مسائل فدرلة سوريا، ولاسيما خارج مفاوضات جنيف. وأضاف "إنني أظن أن الحديث يدور عن مواقف تفاوضية. لكن من المستحيل اتخاذ قرارات أحادية، بل يجب التوصل إلى اتفاقات مع المشاركين الآخرين في العمليات الجارية في سوريا، ومنها وقف إطلاق النار، والعملية السياسية، وجهود وضع دستور جديد قد ينص على نظام حكم جديد لسوريا. ولكن كل ذلك يرتبط بإطلاق عملية سياسية مستقرة وشاملة في إطار الحوار السوري-السوري". وتابع "إننا نعتقد أن مختلف المنظمات الكردية يجب أن تشارك في كافة العمليات، ولها حق الصوت، وقد يكون لها مواقف خاصة بها، لكن في نهاية المطاف لا يجوز أن يفرض أي من الأطراف موقفه على طرف آخر، بل يجب اتخاذ كافة القرارات على أساس التوافق".



وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت موقفين متناقضين، الليلة الماضية، إذ قالت الخارجية الأميركية إنها لن تعترف بإعلان الأكراد حكماً فيدرالياً في مناطقهم شمالي سوريا، فيما قال البنتاغون إن هذا الأمر ليس من شأن واشنطن، ولن يؤثر على التعاون مع الأكراد في سياق الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".


وفي ما يشكّل مؤشراً على توتر العلاقة بين الأكراد والنظام السوري، أقدم جهاز القوى الأمنية التابع للإدارة الذاتية الكردية "الأسايش"، الليلة الماضية، على اعتقال أكثر من 80 عنصراً من قوات الدفاع الوطني، وعناصر من أجهزة الأمن السوري، في مدينة القامشلي. وحصلت تلك العملية بعد اشتباكات دارت بين الطرفين، اللذين يتعايشان في تلك المنطقة بناء على تفاهم أبرم بين الحكومة السورية وحزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي أواخر العام 2012. وبعد ليلة من المواجهات، أفادت مصادر مقربة من الإدارة الذاتية، إن جهاز "الأسايش" أفرج عن العناصر الذين اعتقلهم ضمن المربع الأمني في مدينة القامشلي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها