الإثنين 2016/02/29

آخر تحديث: 15:00 (بيروت)

هجمات "داعش" الأخيرة: إبعاد شبح حصار الرقة

الإثنين 2016/02/29
هجمات "داعش" الأخيرة: إبعاد شبح حصار الرقة
تصعيد التنظيم قد يكون ضربة استباقية، قبل إعلان "المجموعة الدولية لدعم سوريا" التفرغ، نظرياً، للقضاء عليه (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
عشية الهدنة التي توصلت إليها واشنطن وموسكو وأقرتها "المجموعة الدولية لدعم سوريا"، باتفاق مجموع الأطراف، واستثناء "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" من وقف الأعمال العدائية، شنّ التنظيم عمليات هجومية على أكثر من جبهة. عمليات التنظيم شملت مساحة واسعة على طول الحدود السورية-التركية، من ريف رأس العين الغربي في الحسكة إلى ريف تل أبيض الشرقي في ريف الرقة. كما شنّ التنظيم هجمات متزامنة في ريفي حلب وحماة.

ومنذ مساء الجمعة، قامت "وحدات حماية الشعب"، الذراع العسكرية لحزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي، بإرسال تعزيزات إلى تل أبيض/كري سبه شمالي الرقة، بعدما باغتها التنظيم بأكثر من 40 انتحارياً دخلوا إليها من طرق فرعية، وبسطوا سيطرتهم على عين العروس. ونجح عناصر التنظيم في إرسال أكثر من انتحاري، استهدفوا مبنى لدائرة المالية التابع لوزارة المالية، وتسيطر عليها قوات الأمن الداخلي الكردية "الآسايش"، وتتخذه مقراً لها. وتوالت عمليات تفجير السيارات المفخخة، وبلغ عددها 6، ما تسبب في مقتل 10 مقاتلين على الأقل من "وحدات الحماية".

بعد ذلك اقتحم عناصر التنظيم مدينة تل أبيض وجرت اشتباكات  داخلها. وسيطر التنظيم على الساحة الرئيسية ومبنى الإسكان، وحاصروا مجموعة من "وحدات الحماية" داخل المشفى الوطني. ونشر التنظيم قناصيه على كافة الأبنية داخل المدينة، قبل أن يتدخل طيران "التحالف الدولي"، وتقوم مروحيات "الأباتشي" باستهداف عناصر التنظيم بالرشاشات الثقيلة. الاشتباكات دامت ثماني ساعات، وسقط خلالها بعض القذائف على الجانب التركي، الذي رد على مصادر النيران واستهداف التنظيم و"وحدات الحماية" على حد سواء، وسط حركة نزوح للآلاف من المدينة.

التنظيم وخلال إقامته الوجيزة في تل أبيض، نفّذ إعدامات ميدانية لعناصر من "وحدات الحماية" و"قوات سوريا الديموقراطية"، واعتقل مدنيين سبق وظهروا في المقاطع المصورة التي كانت تبثها "وحدات الحماية" في مواقع التواصل الاجتماعي، عبروا فيها عن فرحهم بسيطرة "سوريا الديموقراطية" على مدن مختلفة.



في الوقت ذاته، تسللت مجموعة من انتحاريي تنظيم "الدولة" بلباس "وحدات حماية الشعب" الكردية، مستقلين سيارات عليها شعار الوحدات ورايتها، إلى بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي. وسيطر التنظيم بعد اشتباكات عنيفة على  قرى التركمان والخويرة والكنيطرة وأم جرن ونص تل، وواصل تقدمه نحو مناطق وقرى ريف رأس العين/سري كانيه الغربي، في رجعان وحروبي، في محافظة الحسكة.

التنظيم بسط سيطرته على شركة الزيدي الكنطري التروازية، وصولاً إلى مفرق اوتستراد مبروكة، في ريف رأس العين الغربي، وأرسل عربة مفخخة إلى قرية عاجلة، قتل على إثرها 15 شخصاً من عناصر "وحدات الحماية". وانتهت المعارك بانسحاب التنظيم إلى جنوب مدينة تل أبيض، بعد مقتل العديد من عناصره.

وعلى الرغم من انسحابه، فإن سيطرة التنظيم على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، في غضون ساعات، هو فصل بالقوة بين الكانتون الكردي في ريف رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وبين الكانتون الكردي في عين العرب/كوباني في ريف حلب الشرقي. وهو أشبه برسالة إلى قوات "التحالف الدولي" عن هشاشة قوة "وحدات الحماية" و"سوريا الديموقراطية"، المعول عليهما في محاربة "الإرهاب" في الشمال السوري.

وفي الريف الشرقي لمحافظة حماة، شنّ التنظيم هجوماً على مواقع لقوات النظام شرقي مدينة السلمية، في قريتي مكفر وعقارب الصافي، وأسفرت عن مقتل 20 عنصراً لقوات النظام، بحسب "وكالة أعماق" الإخبارية المقربة من التنظيم.

وفي الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة حلب، استمرت المعارك على طريق أثريا-خناصر، بين قوات التنظيم والنظام والمليشيات المقاتلة معه. واستطاع التنظيم السيطرة على بلدتي الحمام والشلالة وقرى الهواز والراهب والرويهب ورسم الحمد ورسم النفل شمالي بلدة خناصر، على طريق إمداد قوات النظام إلى حلب. وبعد 48 ساعة، وبمساندة الطيران الحربي الروسي، استطاعت قوات النظام إعادة السيطرة على معظم المناطق التي تقدم إليها التنظيم. ومازال طريق الإمداد إثريا-خناصر مقطوعاً حتى اللحظة.

وفي ريف حلب الشرقي، شنّ التنظيم هجوماً على سد تشرين، محاولاً استعادة السيطرة عليه، بعدما استولت عليه "سوريا الديموقراطية" أواخر العام 2015.

ويأتي التصعيد الأخير لتنظيم "الدولة"، على معظم الجبهات، ضمن سعيه لإبعاد شبح المعارك عن عاصمة خلافته في الرقة، بعد أن خسر مدينة الشدادي الإستراتيجية في ريف الحسكة، والتي تعد نقطة الوصل بين مركزي التنظيم في الموصل العراقية والرقة السورية، لصالح "وحدات الحماية". كما قد يكون ضربة استباقية، قبل إعلان "المجموعة الدولية لدعم سوريا" التفرغ، نظرياً، للقضاء عليه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

مقالات أخرى للكاتب