الخميس 2016/12/08

آخر تحديث: 15:00 (بيروت)

هل يبدأ النظام بتصفية "الاتحاد الديموقراطي" بعد حلب؟

الخميس 2016/12/08
هل يبدأ النظام بتصفية "الاتحاد الديموقراطي" بعد حلب؟
AFP ©
increase حجم الخط decrease
عُقد اجتماع في "المركز الثقافي العربي" في مدينة القامشلي شرقي محافظة الحسكة، الثلاثاء، حضره عضو "القيادة القطرية" في حزب "البعث العربي الاشتراكي"، رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام خلف المفتاح، مع فعاليات اجتماعية ودينية وسياسية، بحضور قيادات سياسية وأمنية و"برلمانية" تابعة للنظام.

وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، فقد حضر أيضاً كل من أمين "فرع الحسكة" لـ"حزب البعث" سليمان الناصر، ومحافظ الحسكة اللواء جايز الموسى، وقائد الشرطة اللواء فايز غازي محمد، وأعضاء قيادة الفرع وأمناء "الشُعب الحزبية" في القامشلي وريفها ورميلان والمالكية.

المفتاح أكد على ضرورة "تفعيل المصالحات المحلية في محافظة الحسكة وتشكيل لجنة رسمية للمصالحة من كل أبناء المحافظة وتعميمها إلى كل الجهات الرسمية"، وطالب بالدعم مما أسماه بـ"حشد الجزيرة".

وتزامن الاجتماع مع افتتاح النظام مركزاً جديداً لـ"الأحوال المدنية" في مدينة الحسكة في "المربع الأمني" بعدما تعرّض المركز القديم الواقع في حي النشوة لأضرار بالغة نتيجة اشتباكات سابقة بين "وحدات حماية الشعب" الكردية وقوات النظام. والمركز الجديد يشمل كامل ريف الحسكة، ويعمل به موظفو "الأحوال المدنية" لنواحي مركدة وتل براغ وبئر الحلو والعريشة.

وتشهد مدينة الحسكة في الآونة الأخيرة زيارات من قبل مسؤولين من النظام، تترافق مع تحركات سياسية من قبل العشائر العربية وقوى سياسية كردية. وكان سكرتير الحزب "الديموقراطي التقدمي الكردي في سوريا" عبد الحميد درويش، قد قام بزيارة سرية إلى القاعدة الروسية في مطار حميميم في اللاذقية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، استغرقت أسبوعاً. ودرويش من الرعيل الأول للسياسيين الأكراد، ويعرف في الشارع الكردي بعلاقاته مع النظام وتأييده لسياسات حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" المُقرّب من دمشق وطهران.

ويقوم حزب درويش، منذ 14 تشرين الأول/أكتوبر، بالتعاون مع "المنظمة الأثورية" بنشاط سياسي مشترك، تحت عنوان "ملتقى الجزيرة الوطني" والذي يهدف إلى "وقف الحرب والعمل لبناء سوريا ديموقراطية"، وقد وجهت دعوات للفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية في الجزيرة، لمتابعة نشاط "الملتقى".

درويش وبعد زيارته إلى حميميم، قام بزيارة "حاكم مقاطعة الجزيرة المشترك" وزعيم قبيلة شمر الشيخ حميدي دهام الهادي، المعروف باسم حميدي دهام الجربا. و"مقاطعة الجزيرة" هي كانتون "إدارة ذاتية" أقامه حزب "الاتحاد الديموقراطي". وقال إعلام الحزب "الديموقراطي التقدمي الكردي في سوريا"، إن زيارة درويش للهادي ليس لها أهداف سياسية، وإنما من باب "العلاقات الاجتماعية".

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أجاب على سؤال، خلال مقابلة مع صحيفة "الوطن" السورية، المملوكة من قبل ابن خاله رامي مخلوف، حول موضوع الشمال السوري و"الحكم الفيدرالي"، بالقول إن "هذه الفصائل متنوعة، منها الوطني ومنها المرتزق، منها من يسعى باتجاه الانفصال والفيدرالية. هناك تنوع، المشهد معقد جداً. لا نستطيع أن نأخذ موقفاً واضحاً وإنما حسب الحالة. الأولوية اليوم هي للتعامل مع الإرهاب. الآن نقول إن كل فصيل يكافح الإرهاب ويقاتل الإرهابيين نحن نقوم بدعمه. موضوع الفيدرالية موضوع آخر، يرتبط أولا بالدستور، وثانياً بالحالة الشعبية الموجودة في تلك المنطقة، لا الدستور يسمح بهذا الأمر، وتبديل الدستور بحاجة الى استفتاء، ولا الحالة الشعبية تذهب بهذا الاتجاه، حتى بين الأكراد أنفسهم، القسم الأكبر من الأكراد ليس مع هذا الطرح".
وأضاف الأسد "هم يستغلون غياب الدولة في عدد من المناطق في الشمال كي يوجدوا بنى محددة، اجتماعية ذات شكل سياسي لإدارة شؤون الناس، ويتحدثون عن فيدرالية. هذه البنى مؤقتة، ولكن التعامل مع الفيدرالية بالنسبة لنا لا يمكن أن يتم إلا بعد الانتهاء من موضوع الإرهاب، عندها ستعود المسألة للشعب، بالنسبة لنا كدولة كل ما يقبل به الشعب السوري نقبل به، ولا أعتقد أن الشعب السوري يقبل بالفيدرالية في أي مكان في سوريا، لذلك أنا لست قلقاً من هذا الطرح".

ويؤكد مراقبون، بعد كلام الأسد وحراك درويش ونشاط حزب "البعث" في الحسكة، أن مهمة حزب "الاتحاد الديموقراطي" الفرع السوري لحزب "العمال الكردستاني" ستنتهي في سوريا بعد حسم المسائل في حلب، لا بعد انتهاء "داعش"، لأن تسامح النظام مع "الاتحاد الديموقراطي" في سوريا، كان أساساً لوقوفه في وجه الثورة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها