الخميس 2016/10/27

آخر تحديث: 12:16 (بيروت)

ديرالزور:مصادرة منازل الغائبين..لإيواء عائلات مقاتلي "داعش"

الخميس 2016/10/27
ديرالزور:مصادرة منازل الغائبين..لإيواء عائلات مقاتلي "داعش"
نازحون مدنيون هاربون من الموصل نتيجة المعارك المندلعة مع التنظيم لاستعادة المدينة (ا ف ب)
increase حجم الخط decrease

قبل بدء معركة الموصل ضد تنظيم "داعش" بأيام، استبقت قيادات التنظيم احتمالات خوضه حرباً طاحنة في معقله الأكبر في العراق، فقامت بإرسال عائلات مقاتليها إلى محافظتي ديرالزور والرقة في سوريا. ومنحت تلك العائلات منازل للإقامة من عقارات قام التنظيم بمصادرتها عندما سيطر على الرقة وديرالزور.

ولما كان عدد المنازل المصادرة غير كافٍ أمام تدفق عائلات مقاتلي التنظيم من العراق، تولى كل من ديوان العقارات ومكتب "شؤون المجاهدين" في التنظيم عمليات مصادرة جديدة لعقارات تم انتزاعها من أصحابها بادعاء مناهضتهم للتنظيم، أو بحجة عدم إقامتهم في مناطق "الدولة الإسلامية" في ديرالزور والرقة.


المدير التنفيذي لشبكة "ديرالزور 24" عمر أبو ليلى، قال لـ"المدن"، إن محافظة ديرالزور كانت الوجهة الأولى والرئيسية لعائلات مقاتلي التنظيم القادمين من الموصل، وهي عائلات مؤلفة من أطفال ونساء وطاعنين في السن. وأشار إلى أن التنظيم أمام تدفق المئات من تلك العوائل أقدم مجدداً على مصادرة العشرات من المنازل، وأغلب المصادرات جرت في مدينتي البوكمال والميادين، وفي بلدة الشحيل، التي شهدت الاثنين مصادرة 3 منازل جديدة.


وتيرة وصول عائلات التنظيم إلى الرقة كانت أقل من ديرالزور، في حين غابت حالات النزوح إلى ريفي حلب الشمالي والشرقي، وذلك لأسباب تتعلق بما يواجهه التنظيم من معارك في الآونة الأخيرة تهدد وجوده في كل المنطقة.


وتشير المصادر إلى أن معظم عائلات عناصر التنظيم القادمة إلى ديرالزور والرقة هم من أصول غربية، وخليجية، بينما كانت قلة قليلة منهم من أصول عراقية، ما قد يشير إلى تمييز واضح يعيره التنظيم لمقاتليه من تلك الجنسيات على حساب العراقيين والسوريين.


وكان غياب أًصحاب المنازل عنها بمثابة الحجة الأكبر في استيلاء "داعش" على تلك العقارات التي تعود بمعظمها لمدنيين هربوا من الحرب إلى تركيا، وأوروبا، بالإضافة لأملاك المسافرين إلى دول الخليج. وجميع هؤلاء حسب زعم التنظيم يقيمون في "بلاد الكفر" ويجوز مصادرة أملاكهم.


التنظيم فتح حدود مناطق سيطرته في سوريا أمام عائلات مقاتليه فقط، فيما تجمّع المدنيون النازحون على الحدود السورية-العراقية، واتخذ أكثرهم من مخيم الهول مستقراً له.


أسلوب مصادرة الأملاك من قبل "داعش" يعود إلى منتصف العام 2014، وقد نفذه بشكل تدريجي داخل مناطق سيطرته كنوع من العقاب ضد خصومه، إذ بدأ فور بسط سيطرته على ديرالزور والرقة بمصادرة كافة مقرات الجيش الحر والفصائل الإسلامية التي حاربته. ومن ثم أنشأ التنظيم ما يسمى بـ"ديوان العقارات"، وكانت مهمته إحصاء أملاك مناهضي التنظيم من المدنيين والعسكريين، وضم جميع ممتلكاتهم لأملاك التنظيم، وغالباً كانت تمنح تلك الممتلكات كمراكز إقامة لعائلات العناصر الغرباء.


كما صادر "ديوان العقارات" أملاك كل من وجهت إليه تهمة التعامل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومن ثم قام بمصادرة أملاك المقيمين في مناطق النظام، وكل من غادر مناطق سيطرة "داعش" نتيجة تضييق الحياة المعيشية والأمنية، فضلاً عن أملاك المقيمين في تركيا وأوروبا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها