الأحد 2017/04/30

آخر تحديث: 18:39 (بيروت)

كواليس الحرب: استثمارات مشتركة بين "تحرير الشام" والنظام

الأحد 2017/04/30
كواليس الحرب: استثمارات مشتركة بين "تحرير الشام" والنظام
Getty ©
increase حجم الخط decrease

رغم العداء المعلن والحرب المستمرة بينهما، عقد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، و"هيئة تحرير الشام"، اتفاقاً يقضي بتوزيع إنتاج كهرباء محطة الزربة، وتقاسم طاقتها الكهربائية في القرى الواقعة تحت سيطرة كل منهما في ريف حلب الجنوبي، وقرى ريف إدلب.

ومنذ منتصف آذار/مارس، شرع الطرفان بتنفيذ القسم الثاني من الاتفاق، والسماح لورش إصلاح كابلات التوتر العالي وأعمال زرع أعمدة التوتر على امتداد الخط الواصل من سراقب حتى مدينة أريحا جنوبي إدلب.

وكانت المرحلة الأولى قد نصت على توزيع التيار بين مجموعة من القرى والبلدات الواقعة في ريف حلب الجنوبي، بالإضافة إلى تغذية محطة سليمان الحلبي لضخ المياه إلى مدينة حلب، وتم تنفيذها بين الطرفين.

الناشط أحمد الحلبي أكد لـ"المدن"، أن الاتفاق أبرم بين "مندوبين عن حكومة الأسد وبين قطاع البادية التابع لجبهة النصرة"، وهو القطاع الأكثر تشدداً على مستوى القيادة، ويقع تحت سيطرته معظم قرى ريف حلب الجنوبي الخارجة عن سيطرة النظام.

وأشار المصدر إلى أن الاتفاق يقضي بسماح "هيئة تحرير الشام" لورش الإصلاح بمتابعة أعمالها لتغذية بلدتي نبل والزهراء، مقابل تغذية قراها بإنتاج محطة الزربة التي كانت موضع تنازع. ورجّح أن يكون للقرى الشرقية من جبال اللاذقية المحاذية لسهل الغاب حصة وفيرة من إنتاج كهرباء تلك المحطة، بعد إتمام عمليات زرع أعمدة التوتر ووصل كابلات التوتر العالي واستبدال المسروقة منها حتى مدينة أريحا جنوبي إدلب، حيث بات من السهل تغذية بعض قرى جبال اللاذقية المحاذية لسهل الغاب شمالي غرب حماة.

ورغم أن "جبهة تحرير الشام" تشكل طرفاً أساسياً في ذلك الاتفاق، إلا أنها تحاول عدم الظهور بذلك المشهد. لذلك عمدت إلى تكليف بعض المجالس المحلية، أو السماح لإداراتها في القرى الواقعة تحت سيطرتها بمهام ترميم شبكات الكهرباء داخل تلك القرى. وشرعت تلك المجالس بترميم الشبكات على نفقاتها الخاصة، من دون أن تتكلف "هيئة تحرير الشام" بأي مبالغ، في حين يقع على عاتق ورش النظام إصلاح خطوط التوتر العالي فقط.

وعلى إثر ذلك، بدأت معظم المجالس المحلية بعمليات الإصلاح تأهباً لاستقبال كميات من التيار الكهربائي شبه المفقود، وكان قد استعيض عنه بمحطات محلية تعمل على محركات التوليد، وهي استثمارات وضعت "هيئة تحرير الشام" يدها عليها، وباتت تدر عليها أرباحاً طائلة، إذ يدفع المشترك 650 ليرة سورية مقابل كل 1 أمبير، وهي كمية لا تكفي سوى للإنارة.

ومن المتوقع أن يكون لإعادة كهرباء محطة الزربة عائدات بملايين الليرات على "هيئة تحرير الشام" من خلال بيع الكهرباء للمعامل والمنازل، خصوصاً وأنها باتت المتحكم الأكبر بإدارة المناطق بعد صراعها الأخير مع الفصائل المحلية في ريفي إدلب وحلب.

وكان قد سبق لـ"هيئة تحرير الشام" بيع الكهرباء لسكان حي مساكن هنانو في مدينة حلب، بعد وضع يدها على محول كهرباء ضخم يغذي مناطق واسعة من أحياء حلب الشرقية، والعديد من المعامل. وكان محول كهرباء مساكن هنانو قد تعرض للقصف من قبل النظام، وتم إصلاحه على نفقة المجالس المحلية وبتمويل من منظمات دولية، قبل أن تستولي "تحرير الشام" عليه.

وبداية شهر آذار/مارس الماضي، خاضت "هيئة تحرير الشام" معركة ضد الفصائل المحلية في جانب "معمل العلبي"، الواقع على طريق حلب-دمشق، كان هدفها السيطرة على المعمل الذي تبين أنه يحوي على محطة تحويل كهرباء من التوتر العالي، إلى كهرباء تستخدم في تغذية المعامل المحيطة بالمنطقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها