عملية "إجلاء سرية" لمدنيين من شرق حلب؟

أعلنت الأمم المتحدة إلغاء خطط كانت مُقررة لإجلاء جرحى ومرضى من شرق حلب، خلال فترة الهدنة التي أعلنتها روسيا من جانب واحد لثلاثة أيام، محملة مسؤولية فشل خططها إلى جميع أطراف الصراع.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، في بيان، إن فشل عمليات الإجلاء يعود إلى "التأخيرات في تسلم الموافقات الضرورية من السلطات المحلية في شرق حلب والظروف التي فرضتها الجماعات المسلحة غير الحكومية، ورفض الحكومة السورية السماح بدخول الإمدادات الطبية والمساعدات إلى الجزء الشرقي من حلب".

وتابع أوبراين أنه "بعد ثلاثة أيام من الهدوء، الأطراف المتحاربة لا تزال غير متفقة، والعمليات العسكرية استؤنفت والعنف يتزايد"، وأكد أن هذه الظروف لم تسمح بتنفيذ أي عمليات إجلاء للمصابين أو عائلاتهم. وأضاف "أنا غاضب من أن يكون مصير المدنيين الضعفاء -المرضى والمصابين والأطفال والمسنين- بلا رحمة في أيدي أطراف لا تزال تفشل ودون خجل في أن تسمو بهم فوق مصالح سياسية وعسكرية ضيقة".

في السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، الثلاثاء، إن الطائرات الروسية والتابعة للنظام السوري لم تقصف حلب خلال الأسبوع الماضي، ولم تحلق في سماء المدينة. وتابعت الوزارة إن 48 امرأة وطفلاً غادروا المدينة في وقت متأخر مساء الإثنين، وأكدت أنه "لا تزال هناك 6 ممرات إنسانية في شرق حلب للسماح بخروج المدنيين".

وكانت وكالة "نوفوستي" الروسية قد نقلت عن نائب رئيس "المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا" سيرغي كابيتسين قوله، إن "عملية إجلاء سرية" لـ48 مدنياً من شرق حلب جرت الإثنين "بعد أن فتح الجيش السوري ممرا آمناً" يتيح لأهالي المنطقة الفرار، فيما قال محافظ حلب حسين أحمد دياب أن المدنيين الفارين من شرق حلب "سوف يحصلون على المأوى والمساعدات المطلوبة في المراكز الإنسانية".

ويكذّب نشطاء وهيئات مدنية محلية في الأحياء الشرقية المحاصرة صحة تلك المعلومات، مؤكدين أن النظام وروسيا كانا يحاولان إبرام اتفاق شبيه باتفاقات أدت إلى إفراغ مناطق كاملة من سكانها ونقلهم إلى إدلب محيط دمشق وحمص، إلا أن الوضع في حلب كان مختلفاً، ولم ينجح.