الثلاثاء 2016/10/25

آخر تحديث: 13:54 (بيروت)

عباس في تركيا ثم قطر: الخلافة.. و"حماس"

الثلاثاء 2016/10/25
عباس في تركيا ثم قطر: الخلافة.. و"حماس"
© AFP
increase حجم الخط decrease
على غير العادة في مثل هذا النوع من الزيارات، كان لافتاً حجم الاهتمام الرسمي الفلسطيني بزيارة رئيس السلطة محمود عباس الى تركيا، التي بدأت الاحد، وتستمر الثلاثاء، وتجلّى ذلك بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقبله رئيس وزرائه بن علي يلدريم. وقال مستشار عباس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، إن "زيارة الرئيس إلى انقرة تأتي في إطار تحسين العلاقات الثنائية بين فلسطين والجمهورية التركية، نظراً لمكانة تركيا ومركزها الهام في المنطقة".


وجاءت زيارة عباس  في مرحلة حساسة على الساحة الفلسطينية، وكذلك الإقليمية، في ظل التحالفات المتقلبة، وناقشت ملفات محلية وخارجية. ومن المقرر أن تكون الدوحة هي المحطة الثانية لعباس بعد مغادرته لأنقرة، الأمر الذي اعتبره البعض مؤشراً على ربط الزيارة في سياق بحث عباس عن "حلفاء" جدد بعد شعوره بأن المصريين وغيرهم من العرب يدعمون القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، أو أنه يريد خلق "توازنات" في علاقاته للخلاص من ضغوط "الرباعية العربية" لترتيب البيت الفتحاوي والتصالح مع دحلان، الأمر الذي لم يرُق لعباس.


المحلل السياسي والإقتصادي التركي يوسف كاتب اوغلو، قال لـ"المدن"، إنه لا يستبعد أن يتطرق الحديث الى دحلان خلال لقاء عباس واردوغان على هامش العشاء الذي جمعهما، مساء الإثنين، بصفته شخصاً غير مرغوب به في تركيا، التي تقول إن شكوكاً تدور حول تقديمه لدعم مالي إلى بعض المشاركين في الإنقلاب الفاشل.


واعتبر كاتب أوغلو أن دحلان "أخذ أكبر من حجمه ولا يجب اعطاؤه أكثر من ذلك". وأضاف "الامارات كانت قد تعهدت لأنقرة عندما شعرت أن علاقاتهما باتت مهددة بسبب دحلان في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، بأنها لن تسمح ببقاء أي شخص (على أراضيها) ربما تورط بدعم الانقلابيين في تركيا".


وبالإضافة إلى دحلان، فإن لقاءات عباس مع المسؤولين الأتراك تطرقت إلى حركة "حماس" التي يتصاعد الحديث عن تقاربها مع دحلان مؤخراً، إذ يحاول عباس استثمار العلاقة القوية بين تركيا و"حماس" لحض الحركة على عدم الخوض في تحالف مع دحلان، تجنباً لخلط أوراق الملفات الفلسطينية وتعقيدها أكثر.


وتعهدت تركيا ببذل جهدها لتحريك ملف المصالحة الفلسطينية، رغم إيصال قيادة "حماس" رسائل مباشرة إلى عباس عبر وسطاء، مفادها أن "أي اجتماع للمصالحة لن يكون بشكله الثنائي السابق، بل تشترط مشاركة جميع الفصائل فيه"، معتبرة أنها لم تعد تثق بجدية عباس حيال هذا الملف، كما أكدت ذلك مصادر قيادية في حركة حماس لـ"المدن".


في السياق، قال السفير الفلسطيني في تركيا فائد مصطفى، لـ"المدن"، إن العلاقات التركية الفلسطينية متنامية ومتطورة، ليس سياسياً فحسب، بل وأيضاً اقتصادياً، حيث تطرقت زيارة عباس إلى مشاريع اقتصادية في الضفة وغزة، خاصة تلك التي تأخذ البعد التعاوني الإنتاجي. وأكد الجانبان على البدء في إنشاء "المنطقة الصناعية" في جنين شمال الضفة الغربية، لنقل وتبادل الخبرات بين الطرفين، وتحسين الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية. ونوه مصطفى إلى أن تركيا تستثني المنتجات الفلسطينية القادمة إليها من الضرائب، من أجل إعطائها حقاً تنافسياً أكبر في السوق التركية.


وتُنفذ المشاريع الإقتصادية والتنموية والإغاثية التركية في الضفة وغزة، عبر بوابة وكالة التعاون والتنسيق التركية شبه الحكومية "تيكا". وبلغ حجم التمويل التركي للمشاريع المنفذة في الأراضي الفلسطينية، ما يزيد عن مليار ومئتي دولار أميركي، منذ وصول حزب "التنمية والعدالة" التركي إلى الحكم، وحتى العام 2015.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها