الأحد 2015/05/31

آخر تحديث: 17:10 (بيروت)

تنظيم "الدولة" يخترق المعارضة في ريف حلب الشمالي

الأحد 2015/05/31
تنظيم "الدولة" يخترق المعارضة في ريف حلب الشمالي
وكانت قوات النظام قد انسحبت من الفئة الثالثة في المدينة الصناعية، ليوم واحد، لصالح التنظيم، دون قتال.
increase حجم الخط decrease
يسابق تنظيم "الدولة الإسلامية"، للسيطرة على حلب المنهكة من الاقتتال بين المعارضة المسلحة وقوات النظام. بدا ذلك من محاولات التنظيم للتقدم في ريف حلب الشمالي، على حساب المعارضة المنشغلة بقتال النظام في حلب المدينة.

واقتحم التنظيم قرية التقلي "الطوقلي" الحدوديّة مع تركيا، ما تسبب في انسحاب المعارضة منها. وترافق ذلك مع قصف التنظيم لمدينة مارع وقرية صوران، الواقعتين تحت سيطرة المعارضة، بالمدفعية وقذائف الهاون. وشهدت قريتا صوران والبل، نزوحاً بشرياً قبل أن ينجح التنظيم بالسيطرة عليهما، ليلة السبت-الأحد، كما سيطر التنظيم على سد الشهباء والحصبة. ويعد هذا تقدماً نوعياً لتنظيم "الدولة" بعد أن كانت معاركه مع المعارضة خلال الأشهر الماضية، مجرد كر وفر.


يؤكد ناشطون أن تقدم التنظيم في الريف الشمالي، جاء نتيجة الفرقة بين قوات المعارضة، يقول الناشط أبو الحسن، من ريف حلب: "كل فصيل من فصائل المعارضة يدفع بالآخر للمواجهة. النصرة لا تضع كامل قواها، آملة بتجمهر الجيش الحر وقواه. والحر لا يضع كل قواه لأنه يريد من جبهة النصرة وأحرار الشام النفير".

ويرى التنظيم أنَّ معاركه في الريف الشمالي هي جزء من معارك الثأر مع الثوار الذين طردوه منه قبل سنة تقريباً. يقول أحد المقرّبين من التنظيم: "الدولة الإسلامية قامت بانسحاب نوعي من الريف الشمالي مطلع العام المنصرم بعد شن الصحوات هجوماً غادراً وعنيفاً على مجاهديها، وأعادت تجميع قواتها في الريف الشرقي استعداداً لهذا اليوم". فيما يرى آخرون أنَّ الهجوم رغم عنفه وشراسته، إلا أنه لا يصل إلى حد السيطرة على الريف الشمالي، لأن الهدف هو جسّ نبض الثوار. يقول أبو إسماعيل المقرّب من التنظيم: "بمجموعات صغيرة تقدمت الدولة على محور الوحشية وصوران وسيطرت على الطوقلي، وشاغلت الصحوات على محور مارع. ما يثبت قدرة الدولة على السيطرة بسهولة على الريف الشمالي".

سيطرة التنظيم على صوران والبل، قد تدفعه للهجوم على معقل المعارضة المسلحة في مارع. لكن القائد العسكري في "كتائب الصفوة" أبو الجود، يقول لـ"المدن" إن "سبب تقدم داعش هو ضعف الإمكانات وقلة الذخيرة، وبالمقابل هاجموا بأعداد كبيرة وأسلحة ثقيلة". فالهجوم كان عنيفاً ومفاجئاً، وبأعداد كبيرة، بدليل أسر الثوار وقتلهم للعشرات من مقاتلي التنظيم.

وتنفي "الدولة" أيّ علاقة لمحاولة تقدمها في الريف الشمالي، بمعارك المعارضة مع قوات النظام في حندرات، أو استعداداتهم الجارية لمعركة "فتح حلب". يقول أحد المقربين من التنظيم إن "الدولة الإسلامية تنظر للصحوات المرتدين والنظام النصيري بعين واحدة فالصحوات عملاء للغرب موالون له، والنظام أجير إيران المجوسية وروسيا الملحدة، وقريباً سنفتح حلب، ونخلصها من الاثنين". وبعكس ما يعلنه التنظيم، فعملياته أربكت المعارضة المسلحة، وهذا هو هدفها الحقيقي، لأنّ التنظيم غير مستعد لمعركة حلب، التي تتطلب قوة بشرية، وإمكانات كبيرة.

التنظيم يشاغل الثوار، ريثما يستعد للمعركة، ورغم هذا يسعى التنظيم والنظام، لخلط الأوراق. يقول الناشط أبو البراء الحلبي: "الكل يعلم أن الثوار يعملون في جبهات حلب، وهم مشغولون عن جبهة الريف الشمالي. لذلك يحاول التنظيم استغلال نقطة الضعف هذه لتوسيع مناطق نفوذه. ولا سيما أن تقدم الثوار في إدلب يرعب التنظيم. والنظام أصبح ضعيفاً ويفكر بتسليم مناطقه لتنظيم الدولة، ليقول للعالم أن البديل عنه هو داعش".

وكانت قوات النظام قد انسحبت من الفئة الثالثة في المدينة الصناعية، ليوم واحد، لصالح التنظيم، دون قتال. ثم انسحب التنظيم وعاد النظام إلى مواقعه، في تبادل أدوار مريب، يبعث برسالة واضحة للمعارضة المسلحة، عن امكانية تبادل المواقع بين الطرفين. وينكر موالو التنظيم ذلك، لكن الوقائع على الأرض، تثير مخاوف المعارضة من التعاون والتنسيق بين التنظيم والنظام.

ويؤكد مقربون من التنظيم، أنّ الهدف من الهجوم على الطوقلي والقرى الحدودية في الريف الشمالي، هو السيطرة على الشريط الحدودي كاملاً، وقطع أي طريق للثوار نحو تركيا. وتأتي العملية، بحسب موالي التنظيم، استباقاً للنوايا التركية الأميركية، لتدريب المعارضة المسلحة، بغرض مقاتلة "الدولة الإسلامية".

ويعتقد التنظيم أنَّ وجود النظام في حلب قارب على النهاية، وبالتالي يجب إنهاء "الصحوات المسؤولة عن بقاء النظام حتى الآن في حلب". يقول أبو عبدالله الأنصاري: "لو كانت الصحوات جادة بتحرير حلب، لما انسحبت من كثير من المواقع وسلمتها للنصيرية. وكيف لمن يقتتلون على سرقات، تحرير مدينة؟ نحن ننظف ظهرنا في الريف الشمالي، قبل دخول حلب، حتى لا يُغدر بنا كما حصل سابقاً".

وتؤكد المعارضة المسلحة، أنَّ خطط التنظيم ستفشل، وأنّها قادرة على تحرير سوريا من النظام والتنظيم، وباستطاعتها امتصاص الصدمة ودحر التنظيم على أعقابه. يقول القائد العسكري في "كتائب الصفوة": "من قاوم أربع دول النظام السوري وإيران وروسيا والعراق والميليشيات الطائفية المرتزقة من كل دول العالم، لأربع سنوات، لن يصعب عليه طرد عصابات البغدادي الباغية من أرضنا الطاهرة". 
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها