الجمعة 2015/05/22

آخر تحديث: 14:54 (بيروت)

ما هي وجهة تنظيم الدولة.. بعد تدمر

الجمعة 2015/05/22
ما هي وجهة تنظيم الدولة.. بعد تدمر
رحّب أهالي تدمر بدخول التنظيم للمدينة
increase حجم الخط decrease
أحكم تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة على مدينتي تدمر والسخنة في غضون أيام، وجاءت السيطرة الكاملة عقب زيارة مزعومة لمحافظ حمص وعدد من المسؤولين للمدينة. وتزامنت خسارة النظام لمدينتي تدمر والسخنة مع خسائره الكبيرة على جبهة إدلب، ما يعطي مؤشراً على تهالك قوات النظام، وامتلاك تنظيم الدولة خطة استراتيجية واضحة للسيطرة على سوريا.

رفعت انتصارات تدمر من معنويات عناصر تنظيم "الدولة"، وزادت يقينهم بأنّ دولتهم باقية وتتمدد. ويقول أبو هاجر الأنصاري: "مكّن الله جنود الخلافة الإسلامية من دكّ حصون النصيرية، وأثلج صدور المؤمنين الموحدين بنصره العظيم المؤزر". وفتحت معركة تدمر الآمال على مصراعيها، أمام تنظيم "الدولة"، إذ بات النظام محاصراً في المناطق السورية الشرقية، وقُطعت خطوط الإمداد البرية بين قوات النظام المتمركزة في الغرب السوري، وما تبقى منها في الشرق. يتابع أبو هاجر: "أصبحت الأبواب مشرعة أمام جنود الخلافة نحو كل المدن السورية، وفي مقدمتها دمشق، ناهيك عن حمص التي باتت على مرمى حجر من ضربات جند الخلافة". وتقع تدمر في وسط سوريا، وتربط بين غربها وشرقها، كما تمثل الطريق نحو العراق.

ويترقب أهالي تدمر سلوك التنظيم لا سيما أن النظام سبق ان عمد الى تسليم زمام أمور المدينة، للشبيحة والمجرمين واللصوص، الذين عاثوا فيها فساداً. يقول عمر ناشط في ريف حمص: "شعر أهل تدمر أنّ كابوساً قد انزاح عن صدرهم، خصوصا عندما سمعوا عن قتل التنظيم للشبيح محمود العابورة، القيادي في اللجان الشعبية، وتم فك أسر المعتقلين في سجون النظام من فرع الأمن العسكري، وأغلبهم من المنشقين عن الجيش ومساجين المنطقة. كما أُعدم مئات من الشبيحة الذين شاركوا النظام في قتاله". كما تنفس أكثر من 3000 مطلوب للخدمة الإلزامية من أبناء تدمر، الصعداء، بعد أن سئموا الاختباء والتواري عن أنظار قوات النظام.

وسيطر التنظيم على تدمر، بعد معارك مع قوات النظام، لا من المعارضة، كما كان الحال دائماً. يقول إمام المسجد عبد الرحمن: "كان النصر مضاعفاً للتنظيم، إذ أعطاه نوعاً من الشرعية الشعبية التي يفتقدها في سوريا، لأنه يُتهم دائماً بمهاجمة المناطق المحررة".

وأثارت عملية السيطرة مخاوف وشكوكاً في صفوف أبناء كثير من المناطق المحررة، نظراً للنصر الحاسم والسريع الذي حققه التنظيم، ولتزامنه مع انتصارات المعارضة على الجبهات السورية الأخرى. ويقول عضو في الجيش السوري الحر: "نخشى أن تكون معركة تدمر فخاً من قبل النظام من أجل خلط الأوراق، فقد استولى التنظيم على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، في حين قام النظام بتفجير مستودعات الذخيرة في المسطومة". ويؤكد هذه المخاوف ما ذكره ناشطون عن نقل النظام للسجناء المهمين والآثار قبل أسبوعين من المدينة، وتركه السلاح والذخيرة ليستحوذ عليها التنظيم.

ويعزز هذه المخاوف دعوات الموالين للنظام، للإنكفاء إلى الساحل، ما يعني استعادة التفكير بتقسيم سوريا. يقول الناشط الميداني أبو عامر: "يبدو أنَّ النظام يعمد الآن إلى ضرب الثوار والتنظيم ببعضهم، لأن ذلك السبيل الوحيد لنجاته، ويبدو في الأفق أنه ينوي تسليم حلب المدينة للتنظيم لتكون ثقباً أسود يحرق الطرفين".

ويؤكد مقربون من تنظيم "الدولة" أنَّ وجهة التنظيم المقبلة ستكون حمص لإرضاء مواليهم، ولإثبات عدم وجود أية صلة بين النظام و"الدولة"، ولقطع الطريق على المجتمع الدولي بإعادة إنتاج نظام الأسد. ويقول المحامي أبو يوسف، من ريف حلب: "إذا سيطر التنظيم على حمص، فإنه سيقضي على مشروع التقسيم، وسيقف بالوقت عينه أمام مشروع الدولة الوطنية السورية".

أياً تكن النتائج، فقد أصبح التنظيم رقماً صعباً في المعادلة السورية، وأثبتت الحرب التي يقودها التحالف على التنظيم فشلها، كما أتضح عجز النظام، وانهيار قواته العسكرية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها