الإثنين 2015/11/09

آخر تحديث: 14:42 (بيروت)

"المدن" تكشف تحالف واشنطن-موسكو وقوات "سوريا الديموقراطية"

الإثنين 2015/11/09
"المدن" تكشف تحالف واشنطن-موسكو وقوات "سوريا الديموقراطية"
مصادر "المدن": تم تشكيل مجلس عسكري في مصر بالشراكة بين صالح مسلم وأحمد الجربا
increase حجم الخط decrease

منذ بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، اتجهت الأنظار إلى إيران وما ستكون عليه ردة فعلها تجاه دخول اللاعب الروسي بشكل مباشر إلى ساحة الحرب في سوريا، وتوليه إدارة العمليات، ما قد يؤدي لإبعادها إلى الخطوط الخلفية، إن لم يكن إقصاؤها بشكل نهائي عن دور القيادة الذي استأثرت به حتى طغت على قيادة أركان الأسد. وظهرت تحليلات كثيرة عن أن عهد التسلط الإيراني على قرار أجهزة المخابرات السورية والجيش، دفع الرئيس السوري بشار الأسد، إلى الاستعانة بروسيا من أجل تخليصه من الهيمنة الإيرانية.

في هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية لـ"المدن" عن خطوات روسية جاءت بالتزامن مع بدء العملية العسكرية في سوريا، حيث شهدت العاصمة السورية دمشق اجتماعاً، وصفته المصادر بالـ"عاصف"، بين قائد الفرقة الرابعة العميد ماهر الأسد، وقائد فيلق "قدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وكان موضوعه حل ميليشيا "الدفاع الوطني" ودمج معظم مقاتليها في صفوف الفرقة الرابعة.


بحسب معلومات المصادر فإن المسعى الروسي لم ينجح حتى الآن، حيث رفض سليماني الخوض فيه، والتخلي عن ميليشيات تحقق نفوذاً لفيلقه في معظم المحافظات السورية. ومن ذلك، يتبادر سؤال عمّا إذا كانت أعداد القتلى الإيرانيين، القياديين في فيلق "قدس" المرتفعة في الآونة الأخيرة، لها علاقة بهذا الموضوع، حيث يدور حديث عن تعرض تلك القيادات إلى عمليات تصفية خلال الشهر الماضي، ترى المصادر بأن الاحتمال قائم، ويمكن أن يتحقق من خلال تسريب روسي لإحداثيات القادة الإيرانيين المتواجدين في مقراتهم، إلى كل من له مصلحة بالتخلص منهم، خصوصاً أن بنك المعلومات لمثل هذه الأمور بحوزة الروس بشكل رئيسي.


من جهة ثانية، تكشف المصادر عن شركاء أوسع خارج الحدود السورية في هذا الموضوع، وأبرزهم مصر، ودولة خليجية تربطها علاقة متذبذبة مع المعارضة السورية، بحسب وصف المصادر، حيث جرى تشكيل مجلس عسكري بإشراف روسي-مصري، وشركاء سوريين، هم زعيم حزب "الاتحاد الديموقراطي" صالح مسلم، ورئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية سابقاً أحمد الجربا.


مهمة هذا المجلس هي الدخول في محادثات مباشرة مع النظام السوري عند إنجاز ملف الأزمة السياسية ضمن المخطط الروسي. عملياً يبدو هذا المجلس خالياً من الصلاحيات أو التأثير، لغياب حيثية عسكرية له داخل سوريا. المصادر تقول عكس ذلك، وتؤكد أن القوة العسكرية لهذا المجلس موجودة داخل سوريا، وهي حالياً تشهد دعماً واسعاً من قبل واشنطن وموسكو، وتتألف من "وحدات حماية الشعب"، و"وحدات حماية المرأة" الكرديين، و"التحالف العربي السوري"، و"جيش الثوار"، و"بركان الفرات"، و"قوات الصناديد"، و"تجمع ألوية الجزيرة"، و"المجلس العسكري السرياني". تلك القوى شكّلت تحالفاً في ما بينها سمّي "قوات سوريا الديموقراطية". وتقول المصادر لـ"المدن" إن "قوات سوريا الديموقراطية" هي البداية لتشكيلات عسكرية أخرى انتهى العمل على تأسيسها وستباشر عملها قريباً ابتداء من الشمال الشرقي، لكن هذا الأمر يثير قلقاً تركياً لغرابة التحالف العسكري القائم بين قوات لها علاقات مع النظام مثل "جيش الصناديد" الذي يضم مقاتلين من عشيرة "شمر" ويتلقى السلاح من النظام في الحسكة، وبين قوات تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" وأخرى معارضة للنظام، وجميعهم يتلقون دعماً أميركياً على نطاق المساندة الجوية من قبل التحالف، أو إلقاء الأسلحة والذخائر من الجو.


تلك المعلومات تتقاطع مع تصريحات حصلت عليها "المدن" من الملازم في قوات البيشمركة العراقية اراس هركي، الثلاثاء الماضي، كشف فيها عن تلقي قوات "سوريا الديموقراطية" غطاءً جوياً روسياً خلال معركة أطلقتها القوات في محافظة الحسكة بدءاً من منطقة الهول الحدودية مع العراق، ضد مواقع تنظيم "داعش".


في السياق، تشير مصادر "المدن" إلى أن معلومات متوفرة لأنقرة تقول إن تلك القوات تتواصل مع النظام بشكل مباشر، حيث عقد لقاءان، الأول في دمشق عقب إلقاء الأسلحة والذخائر من قبل الطائرات الأميركية الشهر الماضي، والثاني عقد في دول مجاورة لسوريا، مع عسكريين أميركيين يتابعون الأوضاع الميدانية في سوريا منها. هذا السلوك كان الدافع وراء استدعاء أنقرة للسفيرين الأميركي والروسي في الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


وحصلت "المدن" على تشكيلة المجلس العسكري الذي تكوّن في مصر، وهو يضم "اللواء محمد عزو خلوف معاون مدير ادارة أمن الدولة وهو من الطائفة السنية، واللواء ابراهيم جاسم الغبن مدير هيئة العمليات وهو من الطائفة السنية، اللواء هشام خلاف وزيراً للدفاع وهو مسيحي، واللواء فؤاد حمودة قائد القوات الخاصة وهو من الطائفة العلوية، واللواء أكرم العبدالله، أوكلت إليه قيادة الشرطة العسكرية وهو مسيحي، واللواء طلال شلاش الناصر من الطائفة السنية، والعميد الركن شهم قاسم وردة وهو اسماعيلي، والعميد الركن إلياس موسى وهو مسيحي، والعميد الركن محمد لاوند وهو علوي، والعميد الركن صابر ميا من الطائفة العلوية، والعميد الركن ابراهيم محمد الدروش من الطائفة السنية، وأخيراً العميد الركن أحمد محمد الغرة من الطائفة السنية". وتتقاطع هذه الأسماء مع تسريبات نشرها موقع "أورينت نت" قبل أيام.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها