الخميس 2015/10/08

آخر تحديث: 17:46 (بيروت)

ريف حماة: خسائر كبيرة للنظام.. رغم الغطاء الروسي

الخميس 2015/10/08
ريف حماة: خسائر كبيرة للنظام.. رغم الغطاء الروسي
حوامات روسية حديثة وصلت مؤخراً إلى النظام لحظة هبوطها في حماة (إنترنت)
increase حجم الخط decrease

تصدّت فصائل الجيش السوري الحر لمحاولة إقتحام قوات النظام لريف حماة الشّمالي، عبر محوّري كفرنبودة  ومورك، موقعة خسائر فادحة في صفوفه تمثّلت بإعطاب أكثر من 30 آلية ثقيلة، بالإضافة إلى إسقاط مروحية هجومية قرب كفرنبودة، الخميس، وسط أنباء عن مقتل جنرال روسي.

وجاء الهجوم بعد إجتماع جرى في وقت سابق بين وفد "المصالحة" في بلدة كفرنبودة وممثلين عن قوات النظام، حيث طلب الأخير من الوفد تسهيل عملية مرور الجيش إلى الريف الجنوبي، وصولاً إلى خان شيخون عبر بلدة الهبيط جنوبي إدلب، مقابل إعطاء الأمان لأهالي البلدة، الأمر الذي تم رفضه من قبل فصائل المعارضة في البلدة. وحشدت قوات النظام للسيطرة على الهبيط، تمهيداً للسيطرة على الريف الجنوبي من إدلب.


وقال القيادي في حركة "أحرار الشام الإسلامية"، قائد "لواء الخطاب" أبو حسام لـ"المدن" إنّ "الأوضاع حالياً جيدة، واستطاع الثّوار امتصاص محاولة اقتحام قوات النظام وكبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث تسعى قوات النظام (إلى) تحقيق نصر وهمي، وتصدّر للعالم أنّ الروس جاؤوا كمخلصين".


من جهة ثانية، كشف مدير المكتب الإعلامي في "الفرقة الوسطى" العاملة شمال حماة أبو الوتين لـ"المدن" عن إسقاط مروحية  لقوات النظام، بريف حماة، فوق المغيَر، وأشار إلى أنّ الفصائل هناك تمكّنت من تدمير 20 آلية ثقيلة لقوات النظام من بينها 3 دبابات وقاعدة "كونكيت"، بالإضافة إلى سيارة "زيل" عسكرية، ومدفع عيار 55 وكذلك رشاش 14.5 في المغير، بالإضافة لاغتنام "ثلاث دبابات روسية الصنع".

وكشف أبو الوتين أنّ "قوات النظام تحشد في الوقت الحالي للسيطرة على كفر نبودة، لكن بحسب أحد المراصد فإنّ الفصائل أبطلّت من فعالية الهجوم، عبر قصفها لأماكن تجمع قوات النظام، ما أوقع على الأقل 20 قتيلاً في صفوف تلك القوات".

ويرى مدير المكتب الإعلامى في "الفرقة الوسطى" أنّ الأهمية الاستراتيجية للمعارك الجارية، في ريف حماة الشّمالي، تكمن في أنّ النظام يريد أن يحقق نصراً معنوياً، بمساندة الروس في "تلة سكيك" شرقي مورك، و"تل الصياد" غربي مورك، وبلدة كفرنبودة، من أجل السيطرة على طول الخط من الشرق إلى الغرب، ورصد تحركات المعارضة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.


وتفتقر المراصد التابعة للمعارضة في تلك المنطقة إلى مراقبين يتقنون اللغة الروسية، حيث باتت المعارك في الريف الحموي بقيادتهم. ومهمة تلك المراصد هي نقل أخبار المعارك من خلال القبضات اللاسلكية (التوكي وكي)، كما تقوم باختراق ترددات قوات النظام من أجل الإطلاع على ما يجري في غرف عملياتهم.


في هذا الشأن، يقول أحد أعضاء مرصد كفرزيتا، ويدعى أبو عبدو، إن الشيفرات التي يتمكنون من فكّها، خلال اعتراضهم ترددات الأجهزة اللاسلكية، تقتصر على معرفتهم لعدد من الكلمات باللغة الروسية مثل "انسحاب، قصف، مقتل..". ويشير لـ"المدن" إلى تمكّنهم من رصد نبأ مقتل الجنرال الروسي بونيت بوسيت من خلال رصد مكالمات عبر قبضات اللاسلكي بين المقاتلين الروس.

وكان لصاروخ "تاو" الأميركي، المتوفر لدى فصائل الجيش الحر، الأثر الكبير خلال هذه المعركة، حيث سهّل عمليات استهداف آليات النظام. وتلك الفصائل هي تجمع "العزة"، وكتائب "المشهور"، وتجمع "صقور الغاب"، و"الفرقة 13"، و"فرسان الحق"، و"الفرقة الوسطى"، و"الفرقة 101"، ولواء "صقور الجبل"، و"فيلق الشام"، فضلاً عن حركة "أحرار الشّام" التي كانت حاضرة خلال التصدي للهجوم.

على الصعيد الإنساني، خلّفت المعارك في ريف حماة أوضاعاً إنسانية صعبة، كانت انعكاساتها الأكبر على بلدة كفرنبودة، الّتي حضنت حتى وقت قريب عدداً كبيراً من النازحين، بسبب هدنة غير معلنة مع قوات النظام، تنص على عدم القصف المتبادل من الطرفين.


في السياق، قال عضو  المجلس المحلي في كفرنبودة أبو رشيد، لـ"المدن" إنه "لم يبقَ في المدينة أي شخص من الأهالي. ما يقرب من 70 ألف شخص نزحوا منها، حيث كانت تأوي أهالي اكثر من 34 بلدة من ريف إدلب وحماة".


وأشار أبو رشيد إلى أنّ أكثر الأهالي النازحين افترشوا الأراضي الزراعية وناموا تحت الأشجار، فيما ذهب البعض منهم إلى المخيمات، ولازال آخرون يبحثون عن مأوى، موضحاً أنّ أبرز احتياجات الأهالي هي "الخيام" بالإضافة إلى حليب الأطفال.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها