تشرنوبيل بيروت: فوضى المعلومات، الدولة مرتبكة.. والعالم ينحاز للبنانيين

نذير رضا

الأربعاء 2020/08/05
حيرة ونداءات إستغاثة، ملأت وسائل الاعلام. يبحث الناس بين الأنقاض عن الضحايا، ويتنقل الأهالي بين المستشفيات وردهات الطوارئ بحثاً عن أحباء. تحولت وسائل الإعلام الى منابر للإستغاثة، وللبحث عن المفقودين، وباتت مواقع التواصل سبيلاً لإرشاد الناس الى ذويهم. 
الدولة اللبنانية مرتبكة. الأجهزة الأمنية حائرة. الشعب مصدوم، والمدينة ثكلى. هول المشهد لم يترك مجالاً للشك بأن الانفجار هو حدث جلل، لم يرَ اللبنانيون مثيلاً له من قبل، وربما لم يتكرر منذ تفجر المفاعل النووي في تشرنوبيل في الاتحاد السوفياتي، ومنذ أحداث 11 ايلول، مع فارق جوهري بين منظومة سياسية وإعلامية تضفي غموضاً في الاتحاد السوفياتي على الحادث، بينما تفتح المصادر السياسية والأمنية المعلومات أمام وسائل الإعلام في الولايات المتحدة لإدارة الأزمة. 

في لبنان، لا هذا ولا ذاك. لا تعتيم على معلومة، ولا إدارة لأزمة حلت بفعل كارثة. الإعلامي يجتهد لتحصيل المعلومة، ولتقديمها لجمهور غريق ينتظر قشة نجاة. الدولة حائرة، ولا تعرف كيف تخرّج تقصيرها وتخفف منه. الحكومة مرتبكة بين إمكانات تحويل أسباب الأزمة سياسياً الى تراكمات الماضي، وبين تحمّل مسؤولياتها. 

أما الناس، فهم في عالم آخر، يلتقي مع وسائل الإعلام ويتقاطع معها للبحث عن مفقودين، قبل البحث عن الخلفيات السياسية. ذلك أن الأزمة لا تحتمل، هذه المرة، انقساماً طائفياً أو سياسياً أو فئوياً... ما يجعلها ترتقي الى مستوى "الكارثة الوطنية". وعليه، فإن الاستجابة هي لهموم الناس وقلقهم. وفي غياب المصادر المتيقّنة من الأسباب والنتائج، يخوض الإعلاميون مغامرة البحث عنها بين ركام المرفأ، وحطام الأبنية، وأبواب المستشفيات. 

ويلاقي العالم همّ لبنان، بما يتخطى الجانب السياسي. لم تبحث وسائل الإعلام العالمية عن الجانب السياسي إلا عرضاً. التقت مع وجع اللبنانيين، لا مع حكومتهم. تضامنت مع آلام الجرحى، وحيرة ذوي المفقودين، لا مع موروث قاسٍ من فساد وإهمال ولامبالاة وتسويف للقضايا المصيرية. 

ماكرون في لبنان، غداً الخميس، ودول عربية وأجنبية ترسل مساعدات طبية. لبنان دولة منكوبة، فعلاً، وشعبها يئن تحت ضغط الألم. وهو ما عبّرت عنه الصحف العالمية التي وضعت مصيبة لبنان في صدارة القضايا الملحة في أغلفة الصحف العالمية، إسوة بأحداث 11 ايلول 2001، وبانفجار تشرنوبيل. 

الخبر في إعلام الإقليم:

بيروت في الإعلام الإيراني.. خبر ثانٍ

من فلسطين.. سلام لبيروت

الصحافة السورية: انفجار بيروت سيسمع صداه طويلاً في سوريا

الخبر البيروتي في العراق: بصمات أميركية!

المساعدة الأردنية وتعزية الملك.. في صدارة التضامن

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024